فورسِيثيا

131 5 6
                                    



  كيف هو شعور الإنزلاق في الأعماق أوليِفر
واتسُون ؟ '-





بدأ كل شيء مع بداية مرحلة جديدة من حياته و هي مرحلة الجامعة٫ لطالما حمل أوليفر منذ صغره قلبا حالمًا و تفكيرا واسع النطاق ليشمل بروحه المرحة كل من حولِه و يجذبهم بمغناطِيس مهاراتِه الإجتماعية و روحه المطالبَة بالعيش ليس غنًا عن كونه طالبا اكاديميا بإمتياز يتلقى المديح الغازر من هنا و هناك و تقدير اهله الشديد له و حبهم السامِي لن تكون أحد المارة عليه إلا لتلاحظ إبتسامتَه النابضة بإنتعاش الحياة.

لم يفكر أوليفر يوما أن الحب يمكن أن يكون لعنة او ينقلب ضده ٫ حتى وجد نفسه شيئًا فشيئًا يقع في شباك حب رفيقة صِغره و التي كانت شعاعها أقوى من ان تلاحظ ظل الجامعي مرهفِ الحس ٫ في بادئ الأمر كان ساس الموضوع هزليًا ربما لإنكاره لكن مع الوقت اصبح الامر جديا و اضطراب مشاعره الفوضوية كان يجعل الأمور أسوء. فلطالما إرتعب اوليفر من فكرة ' الرفض ' خاصة كونها شخصا قريبًا لدرجة ان تتعقد الأمور لم يرد خسارتها ولا البقاء بعيدا بفؤاد غير مرتاح فيكون المستمع الى افكاره العديدة هو رفيقه الآخر او حتى ما بقي بالنسبة له.

' نيكولاس.'



لكن مع كل ذلك لم يستطع شعور الإرتياح التسلل الى قلبه ٫ لا زال أوليفر يشعر بالوحدة و لأول مرة منذ سنين بدات نوبات الهلع تطرق باب رأسه الممتلئ بالأفكار لا يشعر بالإكتفاء من ما حوله بل يستميت و يتقزز حتى من النظر لنفسه في المرآة ..


فكلما ينظر الى نفسه لا يرى سوى بشرة شاحبة ٫ و هالات سوداء تكاد تصل لقدميه تحت عينيه المرهقة ٫ ندم بشدة على هذا فيما بعد لأن قلة النوم و كثرة البكاء كانت سببا في ذلك بشكل كبير ٫ كان أصغر بكثير من فقه او تعلم التأقلم مع كل ما يصيبه و بمرور الوقت بدأت حتى سالبة فؤاده تبتعد عنه . حبه بنفسها اصبحت تقضي معظم وقتها مع رفاق آخرين فيجد فحمي الخصلات نفسه دائما بالخلف.

الأعـمَـاقWhere stories live. Discover now