البارت 1

454 17 6
                                    


                            البدايه

عاصفه رمليه عاتيه هواء قوي يحرك خصلات صوف الخراف فتبدا تركب بعيدا عن راعيها وكلب ابيض اللون ذو شعر كثيف يركض خلفهم ليدلهم على البحيره التي يشربون منها لم ياخذوا وقتا طويلا وخفت وتيرة ركضهم المتواصل وبداوا بشرب الماء رجل كبير في السن ذو ستة عقود يلبس ثوبا ابيض متكسرا من كل النواحي له شعر كثيف ولحيه طويله بيضاء وتحت عينيه اليمنى ندبه جعلها والده تذكار اليه عاد الكلب الى الرجل الذي انحنى بصعوبه وبدا يداعب راسه بخفه ثم رفع جسده الى الاعلى وبدا ينظر الى السماء فكانت الغيوم تجمع شتاتها لتبدا تخرج ما في داخلها نجى الرجل نفسه( يا رب عسى ان يكون خيرا عميما) انزل راسه ونظر الى الماشيه التي لم تتجاوز خمس خراف يحاول المتجاره بها ليعيل عائله المكونه من ابنه وزوجته المريضه طريحه الفراش حرك رجليه والتعب بادر عليه ابتعد عنهم والكلب بجانبه فقال له (حان وقت الرحيل) ينبح الكلب على الخراب في اشاره صريحه منه الى ان وقت العوده قد حان ودون جدال فهم يعرفون العواقب الوخيمه التي ستحدث لهم لو هرب احدهم من الكلب وصل الرجل الى الخيمه وراى ابنه يمسح على حصان كبير ويقابله بين الفنيه والاخرى وبلغوا من سامع الفتى نباح الكلب على الخلاف فالتفت وراى والده مرهقا فذهب اليه وامسك يده وقبلها ثم وقف على اطراف اصابعي قدميه وقبل راسه( ابي يمكنك العوده الى الداخل الخيمه ساضع الخراب في الحظيره) مد الاب مد الاب مد الاب يده نحو ابنه ومسح على راسه وقال( بارك الله بك) ابتسم الفتى وابتعد عن والده وبدا الكلب بملاحقته ودوران حول بحماس شديد والفتى تبسم بين حين والاخر ويمسح على راس الكلب بحنان ثم وصل الى غرفه مظلمه الخراف تحميهم من اشعه الشمس القويه او من هطول الامطار الغزيره التي تحملها الغيوم فاغلق الغرفه ووضع قفلا كبيرا على الباب لحمايه الخراف من السرقه نظر الى الارض وكان الكلب ينظر اليه ونبح بقوه ثم ابتسم الفتى وكانه فهم ما يريده (هيا تعالي تاخذ جائزتك لهذا اليوم) نبح مره اخرى ثم سبقه نحو المطبخ وبدا الفتى يركض برشاقه وخفه حتى وصل المطبخ فاخرج له عظمه فيها بقايا لحم من عشاء ليل امس وبدا يلوح بها والكلب يقفز فرحا وينبح ثم اوقف يده ونظر اليه قائلا (هل تريدها ) نبح بقوه رفع يداه ورمى العظمه بعيدا وبدا الكلب بملاحتها حتى وصل اليها وبدا يلعقها ويبعد الرمال اتجه الفتى الحسن البالغ من العمر 18 ربيعا نحو الخيمه وقد كان فاتنا جميلا ملامح معتدله الطول ابيض البشره شعره يصل الى رقبته بني الون وعلى خده شامه صغيره اما ثغره فقد كان ممتلئ مذهلا وعيناه البنيتان الساحرتان تدهشان كل من يراها فايحسبها الناظر ملاك على ارض في هيئه بشر وما كان ذلك الجمال الملائكي الفاتن الا ليملا قلوب الفتيان اعجابا او غيره دخل الخيمه فراى والدته تطلق انينا وكان الالم قد اجتاحها بقوه اشد هذه المره نظر والده اليه وقال( تعال هنا يا تايهيونغ) قال بصوت خافت(امرك )وصل اليه وجلس بجانبه ووالدته لم تتوقف عن الانين( اليوم ساذهب مع والدتك الى المستشفى الذي في داخل منطقه الهفوف انه ليس بعيدا من هنا واتمنى ان لا نطيل الغياب عنك وارجو منك الاعتناء بالبيت جيدا) بدا الحزن على وجه تايهيونغ ونظر الى والدته وقال (ارجو ان تصبح والدتي بخير فانا لا اريد شيئا من هذه الدنيا سوى سلامه والدتي) ثم النظر الى والده واكمل( وسلامتك ايضا اطمئن ولا تقلق عليه) مسح الاب على وراسه تايهيونغ وقال ( احسن لا تنسى قبل غروب الشمس ان تاخذ الخراف الى البحيره لشرب المياه ولا تتاخروا في الخروج ويجب ان يكون سلاحي لديك في كل مكان تذهب اليه هل فهمت) ابتسامه وقال سمعا وطاعه ثم ذهب ثم نهض وذهب الى زوايا الخيمه وامسك بالبندقيه وعاد الى جانب والده ووضع البندقيه بجانبه مد الاب يدة قرب عنق زوجته وبدا يقيس نبضاتها فكانت بطيئه وهذا دليل على ان حالتها سوف تسوء نهض من مكاني وامسك يد زوجته ورفعها ونظر الى ابنه قائلا ( احضر حذاء امك سوف نذهب الى المشفى )نهض بسرعه من مكانه واتجه الى زاويه اليسرى وامسك بالحذاء وسمع والديه يتهامسون ولكنه لم يسمع الا بعض
( الحديث يجب ان نخبرها)
( ليس الان فهو يحميه او انت ضحيت به لاجله )
( يستحق الحمايه اكثر مني اتمنى ان لا يأخذله يوما ما)
اكمل مشيه اليهما والبسها بسرعه وذهب الى الجهه الاخرى وامسك بيد والدته ليساعدها على المشي نظرة الام الى تايهيونغ وقالت له ( كن بخير) اوما تايهيونغ براسه وقال (لا تقلقي اعدك اني ساكون بخير )حاولت الام ان تبتسم ولكن ملامح وجهها كانت تدل على التعب والمرض الشديدين فقد تعرقت وبدات ضعيفه ذابل صفراء ثم مشوا الى السياره قديمه طراز وصغيره الحجم فدخلت والدته اليها اخرج الاب مفتاح السياره وبدا بتشغيل المحرك ولكن السياره لم تشتغل من المره الاولى فحاول مره اخرى ولم تشتغل وحاول مره الثالثه دون جدوى اجتاح الغضب الاب وضرب مقود السياره قائلا (يا الهي ساعدني) ثم حاول مره رابعه ونجح بتشغيلها فابتسم تحرك بالسياره مبتعدا عن الخيمه تايهيونغ واقف ينظر اليهما وهما يبتعدان عنه ولم يتحرك الى ان اختفىيا وغابى عن ناظريه وبينما هو عائدا الى الخيمه بدات السماء تمطر فابتسم ودخل الى الخيمه ثم ذهب لياخذ المظله ثم ذهب بجانب الخيمه ونظر الى السماء وبدا يدعو ان تكون امه بخير ويدعو بصوت مسموع قبل غروب بساعه خرج من الخيمه ذاهبا الى الحاضره الخراف ففتح القفل الذي وضعه بالمفتاح وكان الكلب بجانبه ففتح الباب وقال له (اخرجهم) دخل الكلب وابدا وبعدها بالنباح عليهم حتى خرجوا فقادهم الى البحيره وتايهيونغ خلفهم يحاول اللحاق بهم وبعد عشر دقائق وصلوا الى البحيره وبدا الخراف بشرب من مياه البحيره العذب ثم تقدمت تايهيونغ الى البحيره وجلس بجانبها ومد يده ويشرب قليلا ولكن سمع نباح الكلب القوي بسرعه فنظر الى الخراف وبدا يعدهم فوجد عددهم كاملا فنهض ونظر الى الكلب الذي ينبح بجانب شيء ما تقدم تايهيونغ بفضوله وما ان وصل حتى صدم وصعق برؤيه جثه غير متحلله ذهب الى الجثه وحرك الجسد ظنا منه انه سوف يستيقظ ولكنه لم يتحرك فشعر بالخوف والرعب ولم يعرف ما الذي ينبغي عليه ان يفعل في هذا الموقف الصعب اما الكلب فلم يتوقف عن النباح الذي ازعجه كثيرا ودون ان يشعر قال بصوت عال (اخرس) توقف الكلب عن النباح وانحنها بخوف ورفع ذيله وبدا يهزه فقال له دون ان ينظر اليه ( اعد الخراف الى الحظيره) اتجه الكلب نحو الخراف وبدا بالنباح عليهم ليعيدهم الى الحظيره وفي الجهه الاخرى كان تايهيونغ ممسكا بيد الشاب القتيل بعد ان امعن النظر بملامح الطفوليه ثم جره الى الخيمه بعناء شديد فقد كان الصخور كبيره تعرقل محاولاته ولكنه تمكن من تجاوزها بصعوبه بالغه ومضى خمس دقائق وهو يجره فعاد الكلب بدا يساعد سيده على سحب جثه الشاب وبعد ان وصل الى الخيمه وضع الجثه في وسطها ثم تركها خائفا لا يعلم ماذا يجب ان يفعل

Lake of love //Tkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن