20

171 12 1
                                    





أنَا الآن فِي سيَارة السَّائق الخَاص بِـ جدِي، يجلس بِـ جَانبِي بينمَا إبتسَامة عرِيضة إتخذت مكَانًا فِي وجهه..

على عكس البرُود والخذلَان الذَان كَانَا قد طغُو على مشَاعرِي وملَامح وجهِي

فَـ لمَاذَا على محبُوبِي أن يكُون سبب حزنِي بينمَا هو كَان الصَانع لِـ بسمتِي

هل ستكُون هذه هي نهَاية القصة؟ القصة التِي لم تُبدأ ولم تُقرأ ولم تُكتب أصلًا!

توقف السَّائق معلنًا وصُولنَا، رفعت نَاظرِي لِـ أقَابل منزلًا!..كلَا!!

بل قصرًا! هل جدِي يتغوط المَال؟ لأننِي لَا أتذكر بِـ أن أمِي كَانت بهذَا الثرَاء!!

ترجلت من السيَارة بعد أن فعل جدِي، عرض يده عليّ لكي يسَاعدنِي على النزُول بينما لَا تزَال إبتسَامته القبِيحة تزِيد وجهه قبحًا، ولكننِي لست بِـ أحمق لأمسك يده

أعرف بِـ أن تصرفَاتِي سوف تنقلب ضدِي فِيمَا بعد، ولكن كل مَا يهمنِي فِي هذه اللحظة هو نفسِي!

"توقعت مقَابلتك متحمسًا لِـ رؤية قصرِي، لكنك لا تبدُو كذلك!"

نطق بِـ صوته القذر، يَالجرأته عندمَا قَال هذَا..لكننِي لم أتردد بالرد عليه

"ياللعجب، تتوقعنِي متلهفًا لرؤية عهرك وقبحك الملوث للأعين"

شعرت بِـالضعف حقًا حينمَا حطت يده على وجنتِي، لِـ تحمر أثر صفعته التِي أدَارت وجهِي إلى الجَانب الآخر

"حَاول الحفَاظ على الفاظك أيّهَا العَاهر"نطق العجُوز قَاصدًا لِي

"فقط إنتظر حتى أستطِيع الإنتقَام منك وتذوِيقك  العذَاب الذِي تستحقه!!!"
أردفت أنَا كَـ رد له

"كمَا قلت، إن إستطعت يُونقِي، لكن الآن، لَا تستطِيع، لأنك لَا تمتلك وَالدك، أو حتى وَالدتك لِـ يحمُوك..
ولا حتى "هُوسُوكِي"

لقد تعمد ذلك..تعمد أن يقُوم بِـ ذكر هُوسُوك أمَامِي، يعلم كم أنَا ضعِيفٌ من دُونه!

"إتبعنِي، و..يفضل أن تلتزم الصمت والسكُوت..لست مستعجلًا لِـ سمعك تصرخ بعد!"

رصصت على أسنَانِي قهرًا، كنت مشمئزًا لِـ مجرد تفكِيرِي بِـ وجُوده فِي حيَاتِي!!

تغلغلنَا دَاخل القصر الضخم ذَاك، الملِيء بِـ الخدم والحرَّاس..فكرة هرُوبِي كَانت لِـ تكُون مستحِيلة

بينمَا كنت موسعًا لِـ فمِي أحَاول عدم إظهَار إعجَابِي بِـالقصر، رأيت إمرأة..

ولم تكن غرِيبة علي مطلقًا
بل لم يكن من الصعب التعرف عليهَا

لقد كَانت وَالدتِي، بينمَا خسرت وزنًا ذَات وجهٍ شَاحب على عكس الجمَال الذِي كَان طَاغيًا على عمرهَا

بينمَا تكنس أحد الربع الصغِيرة فِي القصر، بِـ ردَاء كَاد أن يبلِيه الزمن، لم تكن منتبهة لِي مطلقًا

وفِي أول مرة فِي حيَاتِي، شعرت بِـ أننِي أحتَاج وَالدتِي، بينمَا دومًا مَاكنت أتجَاهلهَا...كم تندمت فِي هذه اللحظة..

أعلم..أعلم بِـ أننِي أستحق ذلك..
وأعلم أيضًا بِـ أننِي لَا أستحق وَالدتِي
بينمَا هي تستحق الأفضل

كم أنَا إبنٌ سيء...

لمَا؟..، لمَا فعلت أنَا ذلك؟، مالذِي كنت أفكر به حِينمَا فعلت ذلك؟

ولم تكن ردة فعلِي إلّا سقُوطِي بَاكيًا على الأرض..

كنت أصرخ بِـ كل تلك الأروَاح المحبُوسة، بينمَا كَان جدِي يضحك مرَاقبًا المشهد الذِي كَان ينتظر حصُوله

وكأنهَا لم تكن تلك المرأة القوية، الوثِيقة، الجسُورة التِي عرفتهَا، كل ذلك بسببِي أنَا..لمَا كَان علي تدمِير حيَاتها بولَادتِي؟


..........

انتهى

اعتذر عن التاخير

JUST DANCE | YSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن