قبل أن تصل يد والد (هياء) للكتاب الذي كان بيدها رمت به في المدفأة التي كانت تشتعل بجانبهما، فوقف الأب يشتعل غضباً كالنار التي كانت تلتهم صفحات الكتاب وقال بغضب:" متى تنوين التصرف كفتاة مهذبة؟!... هل تريدين أن ينتهي بك المطاف كأمك؟! "
(هياء) بعصبية: "أمي؟!... هل أصبحت الآن تعايرني بأمي؟!"
(الأب) بصوت مرتفع: "أنت!... أمك!... كل النساء!... لا تختلفن بعضكن عن بعض!... كلكن تنتظرن الفرصة للانفلات! "
(هياء) بعصبية وهي تدمع: "هل هذا ما تظنه بي يا أبي؟! "
(الأب) بتجهم وغضب:" لن تذهبي لذلك العجوز مرة أخرى، وستبقين حبيسة هذا المنزل ما حييت! "
(هياء) بلا اكتراث: "يمكنك أن تحبس جسدي، لكن روحي ستبقى طليقة..."
رفع الأب يده في نية للطم ابنته، لكنه عندما رأى في عينيها إصرارا لم يَرهُ من قبل أنزل يده وقال بهدوء:" أنت فتاة ويجب أن تتصرفي كذلك ."
(هياء) بعصبية وسخرية: "وكيف يجب أن تتصرف الفتاة يا أبي؟!... أخبرني!... لقد حرمتَني أمي منذ صغري ولم أجد أحدا يرشدني كي أكون فتاة مهذبة وصالحة لأعجبك! "
(الأب) بهدوء:" أنا لم أقصد ذلك. "
(هياء) بصوت مرتفع:" وإن كنت قصدتها!.. جرحك قديم وأنت تفتحه في كل مرة يحاول فيها الالتئام! "
(الأب) بهدوء وهو ينظر للأرض: "عُودي إلى غرفتك. "
(هياء) بغضب وهي تتوجه لباب القصر: "سوف أذهب لمن تذكر يوم ميلادي، وليس لمن يذكرني بأني ناقصة ولا قيمة لي! "
(الأب) وهو يصرخ: "عودي إلى هنا! "
خرجت (هياء) ولم تكترث لنداء أبيها وأغلقت باب القصر خلفها بقوة...
لم يلحق الأب بها ولم يوجه أحدا من الحراس بتعقبها، بل جلس على أريكته وعبأ غليونه بالتبغ وأشعله وبدأ يدخن بهدوء غريب.
(حليمة) من على مقربة من السيد الكبير: "هل تريد مني اللحاق بها يا سيدي؟ "
(الأب) وهو يحدق بالأفق:" لا.. اتركيها وشأنها الآن. "
لم تذرف (هياء) دمعة واحدة بعد خروجها من المنزل حتى وصولها لعتبة باب منزل (أمين)، الذي طرقته بهدوء. وبمجرد أن فتح لها الباب بدأت بالبكاء كطفلة، فما كان منه إلا أن ابتسم وعانقها وهو يقول: "لا أظن أن بكاءك هذا بسبب الكتاب."
(هياء) وهي تبكي ورأسها على صدر (أمين):" لا! "
(أمين) وهو يضحك ويطبطب على ظهرها: "هيا لندخل لتحكي لي عما حدث."
أنت تقرأ
وهج البنفسج
Fantasyالعلم الثابت ماهو إلا خيال أصابه الجمود ... هنا اجتمع الخيال مع عالم الكتب والمكتبات فكانت النتيجة رواية رائعة تحمل الكثير من المتعة والعبر. ونقتبس: " القراءة غفوة كبيرة عن عالم اليقظة " " المتعة قد تكون بالرحلة وليس بالهدف منها " " كل كتاب مهما...