نهضت (هياء) من مكانها وصعدت للطابق العلوي حيث كان (أمين) يُعد كوبين من القهوة، فاقتربت منه وقالت: الكتاب "كان غريباً..."
(أمين) وهو يمد كوب القهوة لها:" لم أعرف كم ملعقة من السكر تفضلين فوضعت واحدة فقط."
(هياء) وهي تمسك بكوب القهوة وتستنشقه:" رائحتها زكية."
(أمين) وهو يجلس على الكنبة ويلبس نظارته الصغيرة:" اشربيها قبل أن تبرد."
(هياء) وهي تجلس على الأريكة المقابلة لـ(أمين) وتحتضن بيديها كوب القهوة:" هذا الكتاب لم يكن كالكتب السابقة."
(أمين): "كل كتاب يختلف عن الآخر."
(هياء): "لا، لا... أقصد أن أحداثه كانت متسارعة ومختصرة.. لم أمض بضع ساعات فيه."
(أمين): "لا تركزي على المدة وركزي على الفائدة."
(هياء): "وكيف أستخلص فائدة مما حدث معي في ذلك الكتاب؟"
(أمين): "وكيف لي أن أعرف ما حدث لك؟"
(هياء): "ألم تقرأ هذا الكتاب من قبل؟"
(أمين):" بلى، لكن هذه الكتب تعطي تجربة مختلفة لكل قارئ، لكن بالمضمون نفسه."
(هياء): "ما الذي حدث لك عندما قرأت هذا الكتاب بالذات؟"
(أمين) وهو يرفع سبابته ويأخذ رشفة من قهوته: "لا يجب أن نتحدث في هذه الأمور."
(هياء) بتعجب: "لِم؟ ما الضير في ذلك؟"
(أمين): "اعتبريها قاعدة يجب ألا تكسر... لا تناقشي تجاربك في أي من هذه الكتب مع شخص آخر."
(هياء): "ما زلت لا أفهم السبب."
(أمين):" ثقي بي..."
(هياء): "حسناً... ماذا سأقرأ الآن؟"
(أمين) وهو يأخذ رشفة من قهوته:" اِسمعيني يا (هياء).. أنا سعيد بشغفك الجديد للقراءة، لكن الأمر بدأ يخرج عن السيطرة."
(هياء) باستغراب:" ماذا تقصد؟"
(أمين) وهو يضع كوب القهوة على المنضدة: "أقصد أن هذا الشغف بدأ يؤثر في حياتك."
(هياء):" لا تهمني حياتي ما دمت سأعيش بين تلك الكتب."
(أمين): "لن تستمتعي بها ما دمت تستخدمينها للهروب من واقعك بهذا الشكل."
أنت تقرأ
وهج البنفسج
Fantasiالعلم الثابت ماهو إلا خيال أصابه الجمود ... هنا اجتمع الخيال مع عالم الكتب والمكتبات فكانت النتيجة رواية رائعة تحمل الكثير من المتعة والعبر. ونقتبس: " القراءة غفوة كبيرة عن عالم اليقظة " " المتعة قد تكون بالرحلة وليس بالهدف منها " " كل كتاب مهما...