"الشاب الوحيد والعمّ المدعوّ"

1 1 0
                                    

_ بعد أن عمّت الفوضى في المكان، وتحولت الحفلة الي حفلة دماء قاتم .. كنت انتظر تلك اللحظة التي كنت أشك انها الأخيرة، هذا يكفي .. لا مزيد من صبغ الأيدي بالدماء اكثر .. استدرت محدقاً لنهاية هذا الباب المفتوح في الممر ..
سكون .. لحظات هدوء .. سلاحي كاتم للصوت .. وبإمكاني الهرب .. وانا من علي اختيار نهايتي .. لكني لا أرغب بذلك .. اريد إغلاق هذه الدائرة التي لا نهاية لها !

*نظرت لساعتي .. الساعة الآن 7:58م .. 10 دقائق منذ أن انتهيت من آخر أمنية لي لكن شعوري يعادل الكثير وقتها*

حركت قدماي متقدماً ببطء، انغمست في مشاعري الآن .. شعرت بالراحة جزئياً، أعلم أن آثامي عظيمة وثقيلة .. لكني شعرت اني كفّرت منها القليل، لا أعلم كيف اترجم شعوري وافكاري .. فقط استطيع القول ان ختمت نهايتي بشئ عظيم كذلك !..

شعرت اني أسير في ممر طويل جدا لا نهاية له .. بدا الباب في نهاية نفق بعيد .. كانت مشاعري مزيجا من الارتياح والحيرة والفضول بما سيحدث لي تالياً ..
اوه *"الفضول !"* ، لقد كان من اقوى المشاعر التي عندي، هو الدافع لأفعالي ولأفكاري .. ولكل شئ ..
لطالما كنت مندفعاً لمعرفة ما سيحدث دائماً ، لي، ولمن حولي !
تجدني اقول بعد فعل اي شئ اتسائل:
وماذا بعد؟ .. لماذا؟ .. كيف؟ .. أين؟ .. و هل يهم؟!

والآن ماذا بعد هذا الهدوء؟ .. انتهيت من "رات" وانتهى الأمر؟.. لا اريد العودة للمنزل.. اريد ان اجرب شعوراً آخر.. شعوراً يرضى فضولي.. اريد تجربة مشاعر واحاسيس جديدة.. مللت هذا الشعور الروتيني..

ها أنا وصلت على بعد خطوتين فقط من الباب المفتوح .. اسمع أصوات حديث متبادل  تقترب شيئاً فشيئاً .. تقترب اكثر .. واستطعت سماع المحادثة تتضح ..

" لا تغضب.. ها قد وصلنا للمنزل"، هكذا أتى صوت هادر بطئ عميق بلكنة انجليزية متقنة ..
" لما كان علينا الخروج لبعض الوقت؟.. كنت أريد أن أكون في الحفلة ايضا"، اجابه صوت طفولي غاضب..
" عمك والآخرون لديهم بعض الأمور لمناقشتها، لا نريد أن نزعجهم ".. رد عليه !
" هذا ظلم يا جدي" اجابه بغضب أكثر ..

رباه ! .. يتحدث عن الظلم وانا الظلم .. علمت بسرعة انه صوت ذلك اللطيف، رائع.. تم إرضاء فضولي  بسرعة البرق .. واعطائي الإجابة .. فلما كنت اتسائل كثيراً ؟!
شعرت بفيض هائل من المشاعر تأتيني دفعة واحدة، بل بفيضان ثائر.. هناك شئ يؤلمني في الداخل، هناك بين اضلعي، وكأني طُعنت بسكين حاد.. شعور مؤلم.. خانق.. اظنه الشعوز بالذنب..
نوع جديد من الاحاسيس ..
هذه أول مرة اشعر بالذنب الشديد يثقلني حد النخاع ، كنت ممتناً في البداية انه لم يكن موجوداً، ولكن كان من الأفضل أن يكون من بينهم.. على أن يجدني وبعدها يرى ذلك المنظر خلفي.. آسف.. وهل ينفع الأسف؟.. تحقق ما كنت أخشاه، انا كابوس أحلامه، وانا سفاح أفكاره الآن..
ظللت مكاني وهم يقتربون أكثر، يجب أن اواجهه.. وان اعتذر، انا حقا لا اقصد ايها اللطيف.. كنت اريد تخليصك من مدمّر مستقبلك.. ولكن ها انا أصبحت *مدمّرك!*

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 25 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

"من الفضولِ ما قتل"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن