أسير نفسه

1.6K 63 14
                                    

25 يونيو .

مضى على جلوسه في منزله قرابة الشهر.
لم يخرج من هناك ابدا ، كان يلوم نفسه مرارا وتكرارا.
أنوار غرفته منطفئة وباب غرفته مفتوح ، يتسلل نور من الدهليز الى داخل غرفته ، ظل جالسا في إحدى زوايا غرفته
هناك ... حيث الظلام والبرد ، نادما على قراره.
تحول الى شخص كئيب ، قليل الوزن بشكل ملحوظ.
كان شخصا عاديا في حياته ولكن ما حدث قلب حياته رأسا على عقب.

24 مايو (قبل شهر).

خرج مع صديقه -المحب للمغامرات- لاكتشاف الغابه المهجوره ، قد عرف عن هذه الغابة انه محظور دخولها بعد الساعة 4 مساءا لعدم وجود تغطية في حال فقدان الاشخاص ، ومعروف ان من يفقد هناك يستحيل عودة خروجه.

3 مساءا (داخل الغابة).

بينما يسلكان طريق العودة بحذر سمعا صوت صرخة صادرة من اعماق الغابه ، كانت صرخة امرأة.
توقفا حال سماعهم هذا الصوت والتفتا نحوه.
قرر صاحبنا ان يخوض تجربة جديدة ، فالوقت المتبقي على الحظر ساعة واحده تماما ، لكن صديقه رفض الفكرة ولكن صاحبنا غلبه.
راحوا يجرون بحذر الى داخل الغابة وفجأه من بين الاغصان والنباتات المتدلية من الاشجار ظهر منحدر امامهم ، كان مفاجئ جدا ظهوره حيث انهم لم يروه سابقا ، عاد صاحبنا بعد ان اوشك على السقوط وعاد للوراء ولكن زلت قدم صديقه وسقط الى المنحدر.
حاول صاحبنا ان يمسك به ولكن الاوراق على حافة المنحدر تسبب الانزلاق.
سقط صديقه في المنحدر الصخري وتدحرج حتى سقط في البركة اسفل المنحدر.
قبل ان يحاول صاحبنا ان ينزل للمنحدر لينقذ صديقه سمع صوتا قادم من بين الاشجار ، رفع رأسه فإذا بنمر على بعد عدة اميال في الجانب الاخر يترقب فرصة للهجوم.
قام صاحبنا بسرعة وجرى لاطراف الغابة لينجو بحياته بعد ان ترك صديقه يفارق الحياة بين منحدر ونهر ونمر.

29 يوليو (في نفس الغرفة).
وجدت الشرطة جثة بعد أن ابلغت الجارة العجوز عن رائحة كريهة في الشقة المجاورة.

مات صاحبنا بعد ان كان يلوم نفسه على ما حدث لصديقه الوحيد ، ظل يلوم نفسه في أنه السبب في ذلك.
مات صاحبنا منزويا في غرفته ، ممسكا بصورة صديقه.

مات وكانت اخر عباراته: لو انني سبقتك بخطوة الى المنحدر ما كنت سأعيش وحيدا هنا.

🎉 لقد انتهيت من قراءة قصص قصيرة 🎉
قصص قصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن