زفره قويه خرجت من فم ذلك الصغير الذي كان يجلس منتظرا والدته العزيزه ، وما هي الا ثواني قليله حتي حضرت وهي تمسك بيدها وعاء به طعام لصغيرها الهش الذي ما زال في مهده نظر الي والدته باعينه الصغيره الرائعه ثم نقل نظره الي والده واخيه الاكبر الذان كانا يجلسان ويولان كامل اهتمامهم لذلك التلفاز ... وبالحديث عن التلفاز نظر الصغير له بفضول طفولي ليجد الكثير من الاشخاص به وامور عديده لم يستطع عقله الصغير ان يترجم كل ذلك .....جلست والدته امامه لتمد يدها بالملعقه المحمله بالطعام وهي مبتسمه كالعاده ، واثناء اطعامه زفرت زفره قويه محمله بالهموم والاحزان والارهاق لتقول باختناق شديد
"يا رب انجدنا من بطشهم " نظر لها الصغير وهو متعجب ذلك الوجه العابس وتلك البسمه التي اختفت وشعور قوي بالحزن يدور حولها لتكمل والدته بحنق
"سيظلوا مستمرين حتي يفنونا ولكن سنظل نقاوم هؤلاء المعاتيه " ليعقب صديق والذي كان الاخر الاكبر
"ولكن نحن نستطيع تدميرهم الجميع يعلم اننا اقوياء "اوما الوالد قائلا
"نحن نعلم يا بني ولكننا ننتظر صحوه الفجر عزيزي "الكثير من علامات الاستفهام التي كانت حول راسه والذي لم يشعر سوي بهاله من الغضب والحنق والحزن تحيط به .....ودار الحوار بين تلك العائله والصغير دار في العابه يحاول استكشاف كل ما تطاله يداه لا يعلم ما مخبئ له ...........
في صباح يوم جديد تماما ومع رنين صوت المنبه استيقظ الجميع ودبت الحركه في المنزل ولكن شعر الصغير بشحنات من القلق في احد النواحي ليجد والدته تضع الطعام وعلامات القلق باديه علي وجهه
اقترب منها ليجد اخيه الكبير يجلس علي مائده الطعام وهو يتناول الطعام ثم نظر لها متاففا بحنق
"ما بالك امي تبدين قلقه ساكون بخير لا تخافي ."نظرت له والدته لتغادرثم نظرال والده الذي قال بالم "صديق....اريدك ان تعلم شئ........."
"اعلم ابي اعلم جيدا انني من المحتمل الا اعود ولكني لست خائف انا مستعد في اي وقت عزيزي "ابتسم الاب بفخر من ابنه وهو يقول
"ولدت بطل عزيزي وعشت بطل وباذن الله ستموت بـ....."
"شهيد يا ابي باذن الله " ثم نظر الي اخيه وساعده علي الجلوس لتناول فطوره ..اما هو فتنهد بقوه حتي ابسط حقوقه وهي الذهاب للمدرسه اصبحت تحتاج لترتيبات .....................
وبعد مغادره صديق كان يوم سئ جدا للابوان بسبب الخوف والقلق عليه وما بين شحنات التوتر فهما تعرضا لذلك الموقف من قبل ذهب اثنان وعاد واحد وليس اي واحد من غادر الحياه ..
انفرجت اسارير والدته وهي تسمع صوت خطوات صغيرها وبعدا دلوفه للمنزل لتتنهد براحه حامده الله علي عودته سالما وهي تقول بخفوت والم
أنت تقرأ
قفص الطير (لا مجال ...للتفكير )
De Todoما ذنبه .... ما ذنب ذلك الطفل الصغير ....ما ذنب تلك الطفله التي لم تعش طفولتها ....ما ذنبه ان يكون ضحيه حرب لم يعرف متي سننتهي ...ما ذنب ضياع طفولته بين المنازل المهدمه والاطلال والصراخ والويل والبكاء والنواح والموتي والشهداء والقنابل والانفجارات وو...