اقتباس

2.6K 18 0
                                    

.

أخرجه من شروده صدوح نغمه هاتفه بالارجاء، ليخرجه متأفف يتوقع معرفته للمتصل سلفا، متمتما وهو يخرجه.

_ايه يا كريمة بس ما تهدى عليا، هو فى حد بيهرب من قدره برضه.

عقد حاجبيه وهو يرى شاشه هاتفه سوداء ولاوجود لاتصال قادم والنغمه لا تزال تصدح، رفع رأسه للأمام حيث مصدر الصوت ليجد فتاة تقف على بعد منه توليه ظهرها، ليبتسم ابتسامه خفيفة يوليه ظهرها معلقا.

_مابدهاش بقا بلاها لازم ارجع.

توقفت قدماه وثبتت بالأرض اسفله، علت الدقات بقلبه بلع ريقه بصعوبه، علت وتيرة انفاسه ولقد اخترق ذاك الصوت قلبه قبل آذناه.

_الو..

اغمض عينيه يحاول تجميع شتات نفسه متسائلا

" معقول؟ هى؟! "

نهر نفسه مؤنبا

" لا ده بس علشان بفكر كتير فى الموضوع"

حاول التحرك ولكن خانه جسده وقف متسمرا بمكانه يرهف السمع مجيبا لطلب قلبه.

_يا بنتى، اتغدوا انتوا، يا ليلى ما انا قولتلك عندى اجتماع مع أولياء الأمور.

أنها هى، تلك النبرة يميزها جيدا، اغمض عينيه وضحكه صغيرة خرجت عنوة متمتما اسمها.

"قمر"

ببطء التف بجزعه للوراء وعيناه تعرف غايتها، بجسد متحفز قلب مضطرب واعين ثابته يطالعها من الخلف وسؤاله وحيد يدور بداخله عابثا به واجابته على بعد خطوات منه

"ترى كيف خطت تلك السنون عليك يا قمر".

بينما هى لا تعى بتلك الأعين المراقبة العطشة لرؤيتها فقط شاردة متخبطه بما هى مقدمه عليه.

_لا، خلاص، يا بنتى خلاص جايه اهو.

آسر لنفسه: لا طولنا ولسانا قصر وصوتنا هدئ، برافو بج...

قاطعه صوتها وهى تغلق معها واضعه الهاتف بحقيبتها متمته بصوت مسموع.

_امشى علشان اخلص من ام الزن ده، عارفاها علقة.

وضع يده على فاهه متمتما بين ضحكاته الصغيرة المتتالية بقله حيلة:

_طب كنت اصبري اخلص باقى الجملة.

اغمضت عينيها تستنشق اكبر قدر من هواء البحر، تذكر نفسها بما نوت عليه تردده داخلها.

_ابن خالتى وجاى زيارة يومين وماشي.

فتحت عيناها ترددها مرة آخرة وقد راق لها الأمر لتلفت بالاتجاه الاخر راحله وهى تردد تلك الجملة مرة تلو الأخرى لم تنتبه لذلك  الواقف بمكانه وقد مرت من جواره تحرك اصبعها بتأكيد تردد.

_ ابن  خالتى وجاى زيارة يومين وماشى.

واين هو منها الان.

فمجرد التفافها اتسعت عيناه لتلك الشابه بلونها القمحى، رموش جفنيها الكثيفة وقد خطت ككحل عربى حالك السواد يبرز وسع عينيها.

انفها الدقيق، تلك الشامه على وجنتها اليمنى .

أنها هى قمر تلك الطفلة السمراء ذات الشعر الغجرى بملامحها التى عاهدها عليها ولكنها الان اكثر نضجا وجاذبية.

تخطو باتجاهه ومع كل خطوة تفلت دقه منه وعيناه لا تحيد عنها هبط بنظره إلى زيها ، لتنبسط ملامحه براحه.
متمتما بدون وعى:

"فما اجملك يا فتاة بلباسٍ واسع فضفاض يخفى ما تطمع به النفوس تتهادى به كأميرة بحجابٍ يخفى تاجٍ، تتوقه لمرآّه العيون"

بنت خالتى قمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن