الفصل الثالث

3.4K 45 9
                                    

بنت خالتى قمر ٣

تنهد بضيق ناظرا للمياة المتلاطمه وخمس سنوات مرت يتجنب أحدهما الأخر، لايذهب مع ذويه للزيارة كرد على تجاهلها له وعندما يرفع رأيه الاستسلام أمام عنادها ويذهب لهم  طوال فترة مكوثه لا يلمح لها ظلا فقط صوتها من الحين والاخر حتى اعتاد على غيابها، وعلى الرغم من ذلك كان متابعا لاخبارها بقصد او بالصدفة فوالدته وشقيقته يتولون مهمه الإذاعة الإخبارية على اكمل وجه.

ابتسم وهو يستمع لهم يتحدثون عنها وعن اخبارها حتى غلبه الحنين لأجمل الأيام ورغب بشده برؤيه كيف أصبحت بعد كل تلك الاعوام، ابتسامه ارتسمت على وجه عندما تذكر حين ولج لحسابها الشخصى ؛ فوجئ بأنها قد ألغت الحظر ولكن ما اسعده حقا هو عدم رؤيته لأى صورة لها، قام بفحص وتدقيق الحساب لم يجد تعليق من شاب لا يعلمه وحتى التعليقات المتبادلة مع أقرابهم بحدود.

ليهمس بصوت مسموع" جدعه"

تنهد بصوت عالى، لا مفر من اللقاء، لا يعلم سبب تلك الضوضاء داخله، منذ فترة ودع صديقته المقربه واكتفى بها كابنه خاله لا ترغب بوجوده فلما ذاك الشعور؟! لما يتهرب منها؟

اغمض عينيه يحدث نفسه:

_ خايف، هقولها ايه؟ حقك عليا؟ كان عقاب قاسى! وحتى لو كانت غلطانه عدى وقت كتييير اوى هى اتغيرت انا اتغيرت ياترى مقابلتها هتكون ازاى؟ هتفتكرنى؟ طب لو اعتذرت ، هتقبل اعتذارى؟ التعامل ما بينا هيكون ازاى؟ طب انا محير نفسى الحيرة دى كلها ليه؟ انا جريت وجيت على هنا ليه؟

ااااه يالحيرة، الله يسامحك يا كريمة.

اسئلة كثيرة  تدور بعقله، جعلته يغمض عينيه يحاول البحث عن اجابه ، لم يلحدظ تلك التى أتت من خلفه وتقدمت عنه بخطوات تسير على مهل على الرمال ، تتذكر مهاتفته ابنه خالتها لها تخبرها بقدومهم لا والقنبلة التى القتها عليها نيابة عن والدتها تبشرها بجلوسها معها بنفس الغرفة حتى يرحلوا!

اى ستمكث معه تحت سقف واحد، ستقف امامه وجها لوجه ولكن كيف؟

عيناها شارده بتلك المياة واوجاعها تمر أمام عينيها عليها كشريط سينمائى ، هذا المكان وقد شهد لعبهما ضحكاتهما مشاكستها له حمايته لها خجلها منه نصائحه لها ، صداقتهما وقد سلكت ضرب الهوى بقلبها وغرقت به ولم تعى ذلك الا هنا.

ذات النار التى شعرت بها ذاك اليوم لا تزال تفتك بقلبها الان، بعد كل تلك الاعوام . مشهد جلوسه بجانب تلك الريم ، حديثهما انسجامهم ، كل ذلك افقدها صوابها.

نعم اخطأت ذاك اليوم ولا تنكر ولكن هى فقط كانت تشعر بالخوف، ارتعبت من فكرة ابتعاده عنها ، فجلوسه مع تلك الفتاة انساه اياها وهى إلى جواره فما بالها لو توطدت علاقتهما اكثر؟

بنت خالتى قمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن