٥

1K 20 14
                                    

كانت أمل سرحانة تماما وفجأة بصت لمى وهى بتقولها: مى، انا عايزة اقولك حاجة مهمة أوي..

انتبهت مى تماما لمجرد انها حست ان أمل بدأت من جديد تفتح ليها قلبها وتحكي معاها وقالتلها: خير يا حبيبتي؟

أمل: بابا عايز يجوزني... ايه رأيك؟

كانت محاول من أمل نفس محاولة علي لما فضل يحكيلها عن وجود أمل في وسطهم لحد بعد نص الليل عشان يعرف احساسها ايه من ناحيتها.
واهي دلوقتي أمل بتعمل نفس التصرف وهى بتحاول تعرف مى ممكن تفكر ازاى في مسألة زى دى، وكأنهم مش قادرين بستوعبوا ان اللي بيفكروا فيه ده مستحيل يخطر على بال مى، ولو خطرلها في يوم مينفعش يتوقعوا رد فعلها لانه هيكون اكبر بكتير من توقعاتهم...

مى بابتسامة: المهم رأيك انتي يا أمل.... انا مقدرش اقولك وافقي ويكون ده فوق قدرتك او حاجه مستحيل تفكري فيها او تقبليها بعد وفاة الشخص ال حبتيه، وممكن اقولك ارفضي ويكون من جواكي عندك اسبابك اللي تخليكي توافقي...

أمل: اناكل اللي يهمني ولادي، يلاقوا أب يعوضهم عن ابوهم.

سكتت شوية وبعدين قالت: تفتكري يا مى ممكن الاقي حد يعوضهم عن وجود باباهم تماما، يكون في نفس مكانه ويعمل نفس اللي كان بيعمله ويديهم نفس الحنية؟

سرحت مى شوية وهى حاسة بالتشتت، حاسة ان لو قالت اه هتبقى بتكدب عليها، مفيش راجل غريب ممكن تتجوزه يبقى في مكان ابوهم بالظبط!، وان حصل بيكون نسبة قليلة اوي لا تذكر اصلا من النوادر..

بصتلها وهى بتقول: أمل... اللي بتكلميني فيه اكبر من انى أديكي فيه رأي واحتمال يطلع غلط في الآخر، الموضوع ده كبير اوي فعلا... وعشان كده لازم تفكري في اولوياتك كويس جدا جدا، لازم تعرفي ناقصك ايه ومحتاجة تكمليه، وتشوفي هل الجواز هو الشيء الوحيد اللي هيقدر يقدملك احتياجك ده ويكمل اللي ناقصك ولا احتياجك بعيد عن دايرة الجواز، بالذات بالمفاهيم اللي عليها مجتمعنا دلوقتي.

أمل: تقصدي ايه بالمفاهيم اللي عليها مجتمعنا ؟

مى بتوضيح: اقصد ان معروف في مجتمعنا ان مفيش راجل يحب يشيل ولاد غيره، فلو انتى احتياجك لأب لولادك، يبقى الجواز مش هو الشيء اللي هيلبي احتياجك ده.

هزت أمل راسها بمعنى انها فهمت كلامها كويس وجواها بتدور حرب شرسة، ما بين بداية ميل وانجذاب لعلي، وبين شعور بالذنب ناحية مى بسبب تفكيرها ده وانها كمان بتحاول تسمع كلام يرضيها على لسان اخر واحدة ممكن تسمع منها الكلام ده...

سكتت شوية ولما مى لقت ان مفيش كلام جديد اتفتح بينهم قالت: انا مش قصدي مديكيش رأيي، بس انا حاولت احطلك خطوط رئيسية تساعدك في انك تعرفي تختاري صح.

أمل بحزن: هو بس بابا خايف عليا من الوحدة، وانا خايفة على ولادي من كل الجوانب، خايفة لو اتجوزت وخايفة لو فضلت عايشة بيهم لوحدي.

خيانة شرعية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن