اليوم التالي: اللقاء الأول.
《لن أوقع》ذلكَ ما خرج من فِيِّه، وعقبت آريا سريعًا سائلة 《ما المُشكلة، سيدي؟ 》.
《تلك السيدة التي ترمقني بإستنكار مُذُّ دخولي، تُزعجني 》وتيرتَهُ بطيئة ولكِنها تحمِل بداخِلها حِدًة تُنبأ عن انزعاجه، مُثيرٌ للإهتمام.
وكزَت ليزا كتِفي، ورمقتها بسخطٍ قبلَ أن أنظر لذلك الذي يُخفي وجه بوشاحٍ أسود مُطرز بِبعض اللؤلؤ، وقد إختبئت عيناهُ خلفَ نظارات سوداء لامِعة، ولم أري مِثلها يومًا وأقول《أعتذر، أيُمكنكَ التوقيع رجاءًا؟، لدينا جدولًا ممتلئًا اليوم》
《أنتِ الوحيدة بينهنَّ التي لا تُصدق أنني ساحِرًا حقيقيًا، أولستِ؟》أبحرت عيناي نحوَ ليزا التي انفتحَ فاهَا ليصل لِصدرها تقريبًا، وفعلت عينيها المِثل حينما أكمل عِبارته《حتي أنكِ راهنتِ بمائة دولارًا》
《أ-ستحولني لِقردًا أو ما شبه، سيد... ساحِر!!》سخرتُ أتخذَ من يمينَهُ مجلِسًا وقتما سحبت ليزا و آريا نفسهُما للخارِج في فزع.
《تُعجبني ثِقتُك بالرغم من كونكِ ترتعدين من فرطِ الخوف في داخِلكِ》أستشعرتُ الاستفزازَ في نبرتَه، وقابلتَه بالصمت، أيقرأ الأفكار أم أنني أهزي؟
《لستُ بقاريءٍ للأفكار، أنا أستمعُ لها فقط 》أزال النظارات لأتَمكن من رؤيةِ عيناه والتي كانت مَهيبة، مُخيفة و تُرسِل الرُعب لداخلي، عيناه بيضاء تمامًا مما دفعني لسؤاله عمَّا إذا كانَ كفيفًا بِصدمة.
《لا يُمكِنكِ تحمُل النظر لها، لذا أخفيتها عنكِ، على الأقل ليس الأن، رُبما تستطيعين رؤيتها يومًا ما》 أجابني و نبرتَه بالنظرِ لعيناه، مُخيفة بِحق.
《ولكِنك ترفض التوقيع 》استجمعتُ شتاتي ونظفتُ حلقي مُكمِلة《مِن المؤسِف...》قاطعني بقولُه《وقعتُ مُسبقًا》يَضع الأوراق أمامي
وينسحِب للخارج دونَ كلمَة أخري.
. . .
《مساءُ الخَير مشاهدينا الأعزاء، ليلةٌ باردة وسماءٌ مُمطِرة ولا شيء لنخفيه هنا.. في برنامجكم، الحقيقة》كشفتُ عن ابتسامَتي المُعتادة وأكملتُ
حديثي قائلة《لطالما بحثنا سويًا عن ماهية السِحر والسحرة، واليوم ستَصِفُ عقولنَا جميعًا في محطةٍ جديدة، ضيفُنا اليوم.. استثنائي! 》
صياحات الجماهير المتحمسة حولي علَت، فتحمحمتُ أشعِل الحماس بمُقدمتي التي عليها تدربتُ قائلة 《قِيل عن حُسنه أشعارًا وعن سِحره كتبت
النسوةُ دواويِن، ساحِرُ قريتَه الذي يُعظِمه صغيرها قُبيل الكبير، ذلكَ الساحِر عملاً ومظهرًا، رحِبو معي، بساحِر القرية، الفتي المُبار... 》انقطع
التيارُ قبل قولي لاسمه، وتوهجت الأصوات حولي حينما ظهر هو تتسلط الأضواء حوله كنجمِ سينما!، حسنًا لم أتوقع هذا.
《مرحبًا بك سيدي، أيُمكِنك أن تُحدثنا عن ذاتك، اسمك وعُمرك ولمَ اخترتَ أن تكون ساحِرًا؟ 》بدأت اللقاء بالسؤال المُعتاد أراقِبه ينزع نظاراته
التي لا تختلِف عن خاصة أمس مع الاختلاف أن هذه المرة يُمكنني رؤية عيناه بوضوح، بُنية كالبُندق!.. لَطيف.
《لا أملِكُ أسمًا، وتوقفتُ عن عَدِ السنونَ بعدَ المائة، ولم أختر أن أكون ساحِرًا، لقد ولدتُ ساحِرًا》ثِقته ونبرته الثقيلة أثارت حماس الحضور،
الأضواء تلعب دورها في جعله يلمع تحتها و عيناه عانقت خاصتي يمنعني من طرحِ سؤالي الثاني ويقول《مُقدِمتكِ رائعة، ولكنها لا تُناسب سيدة لا تؤمِن بالسحر》
أطلق الحشدُ صياحات اعتراض!
《من الجيدِ أنك ذكرت هذا، سيدي.. بما أنكَ هنا بيننا اليوم، أيُمكِنك إثبات أنكَ ساحِرًا حقيقيًا وليس بدجالٍ تافه؟ 》استعدتُ نظرات الإعجابِ
نحوي، ارسِم على شفتاي بسمة انتصار والتي زَالت سريعًا وقتما عقَب هو《سأحِب أن أفعل ذلك.. ولكنني لن أستعينَ بأحدِ الحضور، أعلم أن هذا
تقليدٌ هنا، سأثبِتُ أنني ساحِرًا بإجراء صفقةً صغيرة معكِ》
《و ما هي؟》تساءلت.
《أخبريني بأمرينِ لا تؤمنينَ بهما》سؤاله أخرسَ الحضور وتوجهت الأضواءُ نحوي، ينتظِر الجميعُ اجابتي.
《العِشق، والسِحر》أجبتُ يُطرب مَسمعي بصيحات الإعجاب من حولي.
بدأ الظلام يعُم المكان تدريجيًا مع ضوءٍ خافِت حولي، عيناه أصبحت زرقاء، فخضراء ثمَ كساها اللونُ الأسود، شعرتُ لِوهلة أنه تمَ عزلي عن جميع من
حولي، كُنت أنا فقط.. أمامه، أشعُر أنني مُقيدة أعلى الكرسي الذي أضحي غيرَ مُريحٍ.
نبرته المُخيفة هامستني 《يُسمي ذلك العقد بثلاثينَ يومًا، إن نُقضَ تفنينَ وإن أتممتِيه ستعرفينَ أنني لستُ بدجالٍ تافه 》
《أستُوقعِين؟ 》سأل بالنبرة ذاتها.
《سأفعل》أجاب لساني عني!!، كُنت سأرفض ولكن.. ولكنني لم أستطيع لفظَها، أشعر وكأنني تحت سيطرته بالكامِل.
《إذا، مرحَبا بكِ في عالمي، ومخاوفكِ وما لا تؤمنينَ به، آنستي》دائرة لامعة حاوطتني.. الهواء أصبحَ بارِدًا وعيناي تواجه صُعوبة لتبقي واعِية،
جسدي يُسحب للأسفل وصوتُ موسيقي عالية يصرخُ في أذني، جسدي لم يَكُن خاصتي في تلكَ اللحظة، وأنا لم أعُد أنا.
استسلمتُ، وأغلقتُ عيناي أعانِق .. ظلامه.
أنت تقرأ
Thirteen| 30
Fantasyصحفيةٌ لا تؤمن بأمرَينِ آخرِهما السِحر وأولهُما العِشق تُبرِم صفقة مع ساحِرٍ مَهيبٍ لثلاثين يومًا.