موسيقي مرتَفعة تشوبها همهمةٌ عذبة، الإضاءة حولي خافِتة ولكنني لستُ قادِرة على فتحِ عيوني بشكلٍ كاملٍ، استمعتُ لأحدهم يُهسهِس اسمي في
فزعٍ، ثم توقفت الموسيقي فجأة، تزامُنًا مع فتحي لعيناي.
《أين أنا؟》 خرجت نبرتي تَعبة وكأنني كُنت أصرخ لوقتٍ طويل.. عيناي قابلت خاصته، فإبتلعتُ أعيد سؤالي حينما طال صمته وتحديقه بي.
《استوديو.. أنتِ في الأستوديو الخاص بنا، ما الأمر يا ماريان؟، أ-بخيرٍ أنت؟ 》نبرته الهادئة لم تُرعبني ولكن معرفته لاسمي هي من أيقذت اللعنة
داخلي، كيف له أن يعرف اسمي، ومن هو من الأساس؟
《من انت؟، وكيف تعرف اسمي؟》تساءلتُ أراقب ملامِحه التي إنعقدَت بِعدم فهم!! ، لا يجب أن أري ذلك لطيفًا، أوليس كذلك!!
《أدعي هاري، وأعرف اسمك لأنك زوجتي》 ملامِحه كانت جادة وشكلت شفتاه الرفيعة خطًا مُستقيمًا تَفرَّق فور أن صَرختُ 《ماذا!!》 فأطلق
ضحِكةً عاليةً بعض الشيءِ، قبلَ أن يقول 《حسنًا حسنًا، أعتذر.. أنتِ ماريان عازفة الجيتار الخاصة بفرقتي، أتتذكرين؟ 》
تشنجَ جسدي فجأة وبدأ صوتًا يُهسهِس في أذني 《 لا وجود للصحفية اللامعة ماريان هنا في ذلك العالم، أنتِ هنا بين أحلامك وهواجِسك وما
أريد أنا》
《أيها الوغد》!!صرختها، وجَفل الذي أمامي في حيرة، لأعتذر سريعًا بقولي 《 أعتذر بشدة، سيد هاري، أنا حقًا لم أقصدَك.. أنا فقط.. 》
《متوترة لأن موعد الجولة إقترب، لا مشكلة، أعلم أنك تعملين جاهدة ليكونَ كل شيءٍ مِثاليًا ولكن لا تفوتي وجبتَكِ، تستمرين بالسقوط كالخرقاء
في كلِ مرة لا تتناولين فيها طعامك》اعطاني بَسمة مُتفهمة ورمشتُ عدة مرات في محاولة مني لإستيعاب ما يحدُث حولي.
《و لا تُناديني بِسيد هاري تلك أشعر أنني في الأربعين من عُمري》تابع حديثه تحت هالة مِن الصمت تملَّكتني، أنا لا أفهم أيُّ لعنة حلّت عليَّ، وكيف
علمَ هذا الساحِر اللعين أنني لطالما أردتُ أن أكونَ عازِفة.
《أوه، أعتذر》همهمتُ في حَرج .
《 كفاكِ ، هيا لدينا ما نفعله قبل السادسة》ساعدني كي أقف وأتمكن من إلقاء نظرة ثاقبة على المكان حولي.
الآلات الموسيقية هنا وهُناك، غُرفة يحوطها الزجاج وأمامها مجموعة كبيرة بِحق من الأزرار، تبدو لي كغرفة تسجيل، أوه بالطبع هي كذلك، غبية.
سبقني هو يَنحني نحوَ الأريكة الجلدية السوداء ويحمِل جيتارًا خَشبه أسود ويبدو مألوفًا لي، أنا رأيته من قبل، أقسِمُ أنني فعلت، ويُناولني إياه قائلًا
《 المقطوعة المُتفق عليها، وننتهي.. مُستعدة؟ 》
تحدث لِساني عني 《 بالطبع، لنبدأ》
يا رفاق!! أنا في ورطة.
. . .
السادِسة مساءًا، الموسيقي العذَبة داعبَت أذني بينَما أتناول المعكرونة الإيطالية خاصتي بِنهم على عكس طبيعتي كماريان التي تخشي أن تَسمن.
مِن المُفترض أن أبدو هالعة الأن ولكن طريقتي الإحترافية في العزف قبلَ نِصف ساعة جعلتني أتنهد مُستسلمة لِما يفعله بي سيدي الساحر.
أنا مُحاصرة كُليَّا بينَ مخاوفي وكل الأشياء التي أجاهِد كي لا أفعلها عادةً، مُحاصرة وسط خمس أفراد لا أعلم ماهيتِهم، في مدينة لطالما أردتُ زيارتها،
وأعمل كعَازِفة محترِفة مثلما أردت، وهناك ساحر لعين يهمِس في أذني ويتحدث بِلساني، لمَ علىَّ أن أهلع؟، أنا بِخير، كُليَّا.
• ~ دَورة المِياه في نِهاية الرَواق الذي خَلفك، إذهبي لها إن أردتِ رؤيتي ~ •
توقفَت بَلعتي الغِذائية عَن السير، فتحمحمت استأذن قبلَ أنا أقف سريعًا أتوجه نحو دورة المياه.
《هل هي بخير؟، تبدو شاحِبة؟》
《تجهِد نفسها في العمل كالمُعتاد》
دلفتُ لِدورة المياه في عجلةٍ، هسهستُ بصوتٍ خافِت فور خروج السيدة الوحيدة التي كانت بها قائلة 《أين أنت؟》
هامستني نبرته الهادئة 《أنا المرآة، وقتما أردتِ رؤيتي عليكِ البحث عن مرآة》
سحبتُ جسدي نحوَ اليسار أراقب ملامِحه المُتهكمة أمامي فورما سَببته.. تبادلنا النظرات لثوانٍ قبلَ أن يتحدث بهدوء يَقتُلني من فرطِ الغيظ 《لا
داعي للصراخ، قد يسمعكِ العامةُ في الخارج》
《ما اللعنة التي وضعتني بها أيها العاهر؟》تجاهلتُ تحذيره لي قبل قليل، وأكملتُ في سخط 《أريدُ العودة لِحياتي》
《أتذكر أنك وقعتي على الصفقة》أعطاني بَسمة مُستفزة ولم يدعني أتحدث حتي و قال 《ولا مجال للعودة، أعتذر》
تنهدتُ أسبه في داخلي قبل أن أقول 《ماذا علىَّ أن أفعل الأن؟》
《فقط إنعمي بِحياتك الجديدة》 اتسعت بسمته قبل أن يترُكني وحيدة.
أنت تقرأ
Thirteen| 30
Fantasíaصحفيةٌ لا تؤمن بأمرَينِ آخرِهما السِحر وأولهُما العِشق تُبرِم صفقة مع ساحِرٍ مَهيبٍ لثلاثين يومًا.