عاد «باسل» إلي القصر مرة أخرى و تحديدًا إلي غرفته، شاردًا بعقلٍ منشغل بتلك المعلومة الفاصلة التي حصل عليها لتوه من صديقه، فكان يجوب الغرفة ذهابًا و إيابًا، سائلًا لنفسه بحيرة و تخبط:
- المفروض دلوقت هعمل ايه؟ لما هو «رمزى» عايز ياخد الأملاك، ليه يكتبها بإسم مراته مش بإسمه؟ ما هو كدا كدا في الأول و الآخر بينصب علينا؟!! و بعدين هو هيكتبها ازاي و دي أصلا املاك جدي و باسم جدي؟؟.... معقول يكون جدي هو اللي تنازل عن أملاكه؟... بس ايه اللي يخليه يعمل كدا ما هو عنده ورثة أصلًا و مكنش بيكرهنا يعني عشان يحرمنا من الورث!... و لو جدي اللي تنازل بمزاجه ليه تنازل ل «أروي» مش «رمزي»؟!
زفر بضيق و حيرة و هو يتحرك ليجلس علي طرف الفراش مغمغمًا:
- أنا هتجنن و مش فاهم حاجة و لا عارف هعمل ايه؟؟
قُطعت وصلة تفكيره عندما تناهى إلي سمعه صوت «أروى» تناديه، ف سحب نفسًا عميقًا و هو يغلق عينيه و يفتحهما في محاولة لكبح غضبه، ثم تشدق مردفًا بهدوء:
- ادخلي.
أدارت المقبض سريعًا و دفعت الباب قليلًا، قبل أن تطل بجزئها العلوي و مازالت تقبض بكفة يدها علي المقبض، ثم سألته ببسمة لطيفة:
- مش هتاكل؟؟
أجاب «باسل» بخفوت:
- لاء.
أهذا باسل الذي تعرفه؟؟! ما الذي جعله يتحدث إليها بصوت هادئ و منخفض هكذا؟.... بطريقة تتناقض مع أسلوبه الحاد و نبرته الصارمة و صراخه الذي قد اعتادت عليه، حاولت هي إثارة سخطه قائلة:
- متأكد يا بيسو مش هتاكل؟؟
- لاء مش هاكل، بعد إذنك اقفلي الباب معاكي.
رددت بدهشة:
- بعد إذني؟!!...... لاء كدا فيك حاجة.
رفعت يدها عن المقبض، و دلفت إليه في خطوات ثابتة حتى وقفت أمامه و هي تتفرس قسمات وجهه العابس ببنيتيها، ثم سألته باهتمام و بأعين ضائقة:
- أنت تعبان؟؟
نظر إليها بعينيه فتلاقت بحدقتيها في لحظة عابرة جعلت نبضاتها تتزايد، فأشاحت بنظرها بعيدًا بتوتر قد فُضح أمره ل«باسل» الذي أردف قائلًا:
- أنا زي الفل، بتسألي ليه؟
تحدثت و هي تتحرك بعشوائية:
- أصل يعني قولتلك يا «بيسو» و أنت مزعقتش!
- بحاول اقلل كلام معاكي، كدا كدا مش هتعملي غير الحاجة اللي هتضايقني.
التفتت إليه و هي تسأله بحزن لم تقدر علي إخفائه:
- هو كلامي معاك بيضايقك؟
- مش بس كلامك، وجودك كله علي بعضه بيضايقني، أنا اكتر حاجة بقيت بتمناها هي إنك تختفي من حياتنا.
أنت تقرأ
أحفاد المُعز
Romantikفتاة عشرينية تدخل إلى عالم أحفاد المُعز، حيث ثلاثة شباب بطباع مختلفة و ميول قد زادت من الخلافات بين الأحفاد الثلاث، ستغزو حياتهم فجأة بصفتها زوجة لكبير عائلة المُعز و تتحدى الأحفاد الثلاث مما سيجعلهم يتكاتفون لطردها بعيدًا عن حياتهم، و لكن بدلًا عن...