الفصل الثانى

122 3 2
                                    

بعدما اختفت أروى برفقة رمزى داخل العمارة، خرج باسل من سيارته و اتجه ليدخل إلى المبنى و لكن منعه حارس العقار عندما أوقفه قائلًا:
- حضرتك رايح فين؟؟
نظر له باسل بتكشيرة:
- داخل العمارة هكون رايح فين يعنى؟؟
الحارس باحترام:
أنا آسف يافندم بس حضرتك مينفعش تدخل لأن ممنوع حد يدخل هنا غير السكان.
باسل بضيق:
- معلش يعنى بس هو أنا داخل القصر الجمهورى دا أنا داخل عمارة مش موضوع يعنى.
الحارس بتوضيح:
- يا فندم كل ما فى الأمر أن العمارة دى كلها ملك رمزى بيه و محذر عليَّ مدخلش حد و إلا هيستبعدنى من الشغل.
أماء باسل بتفهم و سأله:
- يعنى محدش ساكن هنا غيره؟؟
- لاء يا فندم هو مش ساكن هنا أصلًا بس بيجى كل يوم بالليل يقابل الهانم هنا.
ضيق باسل عينيه و سأله بترقب:
- تقصد البنت إللى طلعت معاه؟؟
- أيوه يا فندم، بتكلم على أروى هانم.
- طب و هيخرجوا امتى؟؟
- أحياناً بعد ساعة و أحيانًا بيقضوا الليل كله هنا.
انسحب باسل بهدوء بعد ما سمعه الحارس، رجع إلى قصر المُعز و الكلام يتردد فى ذهنه، كان غاضبًا بشدة لو كانت أروى أمامه فى هذا الوقت لأفتك بها من شدة سخطه و صدمته بها.
جلس على طرف فراشه محدثًا نفسه:
- اللبس فعلًا مش هو كل حاجة، أهى أروى دى مختمرة و لبسها فضفاض و مع ذلك شخصية زبالة و مش سالكة، و الله لخليها تندم ع اليوم إللى عرفت فيه عيلة المعز و دخلت على حياتنا.
قضى باسل الليل كله و هو يفكر فى طريقة تعامله مع أروى فى الأيام المقبلة، و كيف سينتقم منها على خداعها لجده من أجل المال و الثروة، لم تغفل عينيه للحظة واحدة طوال الليل.
أشرقت الشمس، ارتدى باسل ملابسه الرياضية و توجه ناويًا الركض لبعض الوقت كعادته كى يحافظ على لياقته البدنية، بينما باسل كان يعدو درجات السلم و هو شارد وجد أروى عائدة من الخارج، وقف أمامها و هو يتأملها بغموض و سألها بصوته الأجش:
- كنتى فين؟؟
ابتلعت ريقها و حاولت الثبات رغم ارتباكها من الداخل:
- أنا كنت بتمشى شوية.
أردف باسل بجمود:
- تاخدى الأوسكار بجدارة.
نطق بكلماته و غادر دون أن يوضح لها قصده و تركها واقفة تردد جملته و تحاول أن تفهم ما يعنيه.
                         ********
على صعيدٍ آخر.
فى إحدى الأحياء السكنية الراقية، و تحديداً الطابق العاشر لإحدى المبانى السكنية و فى تلك الغرفة ذات الطابع الحزين لهذه الشقة ذات الأثاث الراقى، كانت تجلس فتاة فى السابع عشر من عمرها على مكتب متوسط الحجم و تسجل بعض الكلمات فى دفترها، أغلقت دفترها و رفعته أمام مستوى نظرها و أردفت:
- هعتبر الدفتر دا صديقى لحد ما يجى يوم و آلاقى حد يسمعنى.
نطقت بالكلمة الأخيرة تزامنًا مع فرار دمعة من عينيها، أزالتها سريعًا و نهضت متجهة إلى دورة المياه لتغتسل و تستعد من أجل الذهاب إلى دروسها.
كانت تسير فى طريقها إلى مقر السنتر و هى ترتدى بنطال ضيق و بلوزة بأكمام لكنها مفتوحة من عند الكتف، و تاركة لشعرها العنان، توقفت عندما سمعت من يناديها ب«دينا» التفت لتجد أنها زميلتها التى تسكن فى العقار المقابل.
نظرت لها دينا بملل:
- فى ايه يا رنا؟
ابتسمت «رنا» بخفة و أردفت:
-  أنا كل يوم بستناكي تنزلي عشان نروح السنتر سوا، و أخيرًا النهاردة لحقتك عشان نروح مع بعض.

أحفاد المُعزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن