تشرّف الصديق -رضوان الله عليه- باختيار النبي -صلى الله عليه وسلم- له ليرافقه في رحلة الهجرة، فكانت رحلة فاصلة
في تاريخ أُمة الإسلام، ظهرت بها أخلاق الصديق وبذله وحرصه على النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما ظهرت فيها المنزلة
الرفيعة لأبي بكر عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومثال ذلك حين لجأ النبي والصديق إلى غار ثور، وقد كانت قريش
قد أعدّت مائة من الإبل لمن يعثر عليهما.[١] وكان الصديق يخاف على النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى ظهر ذلك الخوف
عليه حين قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا رسول الله لو أنّ أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه"، فأخذ النبي
-عليه الصلاة والسلام- يُثبّت الصديق ويُخفف عنه خوفه، فقال له: (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)،[٢] وفي هذه
القصة مثال للصاحب الحق في طمأنة صاحبه، وتذكيره بالله عند اشتداد الكُرب.