{بين زهور التاج والتحديات}

43 10 0
                                    



        فيولا، الأميرة الجميلة ذات الجاذبية الساحرة، تتمتع بجمال يفتن الناظرين. شعرها كالحرير ينسدل بأمواج ناعمة، يميل لللون المائل للذهبي الفاتح، وهو يتلألأ تحت أشعة الشمس كلمعة نجوم الليل. عيناها البنفسجيتان كأحجار كريمة، تحمل في طياتهما سحرًا لا يُضاهى، وتبث الرقة والغموض في الوقت نفسه.

في الزوايا الصغيرة من وجهها، يتلمع شماعها، موقعًا منعطفًا خفيفًا يزيد من رونقها. وعلى حاجبها، تبرز شامة تضيف لها سحرًا غامضًا. وتحت فمها، تنشأ تفاصيل أنثوية تمنحها نغمة من السحر والأناقة.

تتميز فيولا بهدوئها الملفت ورقتها النادرة كالزهرة في الفجر. تتسم بليونة في حركاتها وتعبيرات وجهها، وتحمل ملامح الأنوثة بأناقة. صوتها الهادئ يعكس ثقة وسكينة داخلية، وكل خطوة تخطوها تترك وراءها بصمة من الجاذبية والرقي.

فيولا تمثل الأنوثة بكل جوانبها، مع حسنها الطبيعي وبريقها الفريد الذي يجعلها ملكة في عالمها الخاص 

                             ولكن عكس مظهرها ففي داخلها وجدت نفسها غارقة في بحر من المشاعر بعد فقدان والدتها . كانت الصدمة نابعة من صغر سنها وعجزها عن فهم كل معاني فقدان والدتها. الدموع الحارة كانت تتساقط بلا توقف على وجنتيها البريئتين، وكأنها نهرٌ من الأحزان يجتاح قلبها.

صدمتها النفسية كانت كظلام يحجب الشمس عن قلبها الصغير، حيث لم تكن تستطيع تصور كيف أن حياتها قد انقلبت رأسًا على عقب في لحظة واحدة. عاشت في عالم من الحزن والفراغ الذي لم تعهده من قبل، وكأن قلبها الطفولي قد تأثر بظلام مفاجئ.

كانت تحتضن صورة والدتها في كل لحظة، تحاول أن تتذكر صوتها ورائحتها، لكن الحزن كان يعتريها ويخيم على كل أفكارها. لم تفهم بعد كيف تستمر الحياة بدون وجود والدتها، وكيف يمكن للعالم أن يكون بهذه القسوة.

ومع كل هذا، كانت فيولا تحمل حبًا عميقًا لأبيها كريستوف. كان حضوره يمنحها بعض الأمان والدفء في عالم مليء بالألم. كانت تتشبث بوجوده، يمثل لها العالم الوحيد الذي يظل قائمًا بعد رحيل والدتها. 

علاقة كريستوف وابنته فيولا كانت علاقة مميزة مليئة بالحب والرعاية. كان كريستوف ليس فقط والدًا بل صديقًا ورفيقًا لابنته الوحيدة. كانت هذه العلاقة تتسم بالحنان والاهتمام، حيث كان كريستوف يفعل كل ما في وسعه لجعل فيولا سعيدة ومحمية.

كريستوف كان يقدم الدعم العاطفي لفيولا في جميع الأوقات، خاصةً بعد وفاة والدتها ليتسيا. كان يفهم تأثير هذا الفقدان عليها وكان يبذل جهودًا كبيرة لرفع معنوياتها وجعلها تشعر بالأمان. كان يستمع إليها، يشجعها على التحدث عن مشاعرها، ويقدم لها الدعم في كل تحدي تواجهه.

من خلال تحفيزها على اكتساب المهارات وتعلم الحياة، كان كريستوف يشجع فيولا على التطور والنمو. كان يشاركها في الأنشطة والهوايات، مما يعزز التواصل بينهما ويجعل العلاقة أكثر ترابطًا.

رغم التحديات التي واجهوها معًا، مثل فقدان ليتسيا والصعوبات التي تبعته، إلا أن علاقة كريستوف وفيولا كانت قوية ومستدامة. كريستوف كان يعرف مدى أهمية الحضور الأبوي في حياة فيولا، وكان دائمًا مستعدًا لتقديم الدعم والحب في كل لحظة.

             ورغم جمال فيولا  الظاهر، إلا أن هناك هدوءًا داخليًا يميز شخصية فيولا. كانت تحمل في عينيها ليس فقط لمعة الذكاء ولكن أيضاً نقاء القلب. عبقريتها كانت مرتبطة برقة روحها، وكانت تمتلك مهارة فريدة في التعبير عن آرائها بطريقة تجمع بين الحكمة والود.  تفاجأت ستيفاني، خالة فيولا، بتفوق ابنة شقيقها فيولا على ولي العهد دونيس في الدراسة. كانت هذه المسألة تشكل تحديًا للتوازن في الأوضاع الاجتماعية والسياسية. رغم أن فيولا كانت ذكيةً وطموحة، إلا أن الفوز على ولي العهد كان يثير استياء ستيفاني التي كانت تروّج لتفضيل ابن شقيقها دونيس في كل المجالات.

كانت ستيفاني ترى في ولي العهد دونيس خليفة للعرش، وكانت تراه وريثًا للسلطة والتقاليد. لذا، كانت المنافسة بين فيولا ودونيس تحدًا للتوازن في الهيكل الاجتماعي المعتاد، وهو ما جعل ستيفاني ترفض هذا التحدي وتحاول استخدام نفوذها لتجعل الأمور تسير وفقًا لتوقعاتها. في حفل توقيع الوثيقة الرسمية التي تعترف فيها السلطات بفيولا بلانش ، اميرة رسمية للبلاد ، كانت الأمور مليئة بالتوتر والتوقعات. حضرت فيولا بفستان ملكي يبرز أنوثتها وجمالها، حيث تألقت بفستان أحمر قاني مطرز بالذهب واللؤلؤ. كان شعرها المائل للبشرة ينسدل بأناقة على كتفيها، وعينيها البنفسجيتين كانتا تتلألأان ببريق الفرح والتحقق.

في لحظة الوقوف أمام الحشد، ظهرت فيولا بكل ثقة ورصانة. كانت تشعر بالفخر والحماس لأنها أخيرًا تحظى بالاعتراف الرسمي وتأخذ مكانها الطبيعي كاميرة للملكة . وسط هتافات الفرح والتصفيق، كانت البسمة تزين وجهها، وهي تلقت التهاني والتحية من الحضور.

في تلك اللحظة التاريخية، أظهرت فيولا قوتها الداخلية وتصميمها على مواجهة التحديات. كانت النجمة اللامعة في سماء الحفل، محققةً حلمًا كانت تنتظره منذ طفولتها. وفي ظل هذه الأجواء المهيبة، انبثقت قصة حياتها بألوان جديدة، وبدأت فصول جديدة من رحلتها الملكية.

تلك اللحظة كانت لحظة تأكيد لفيولا وللعالم بأسره، بأنها جاهزة للقيادة ولتحقيق تغيير إيجابي في الإمبراطورية‼

فصل قصير ادري بس المهم مش ساحبة


Lake of sorrowsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن