بسم الله الرحمن الرحيم
لا تنسو الدعاء لأخوتنا في فلسطين، السودان وسوريا وكل المسلمين
***★****★***
كل شيء جميل في حياتي كان يدور فوق قبر كذبة مدفونة.
الآن بعد ستة وعشرين سنة من عيشي مع هذه العائلة، أكتشفت أني لست إبنهم الحقيقي، الأمر الذي يؤلمني ليس هذا وحسب، بل أن أمي وأبي لم يخبراني الحقيقة حتى عندما كانا على فراش الموت. واكتشفت الأمر بنفسي عندما كان علي ترتيب أغراضهما بعد وفاتهما، عثرت على وثائق التبني.
وهذا ما جعلني الآن أقف هنا في أطراف مدينة بعيدة، أمام هذا الميتم الهائل الذي أخذوني منه وأنا رضيع... شخص آخر قد يقول لماذا أتعب نفسي بالعثور على عائلتي الحقيقية، ألم يمنحني الله واحدة أفضل؟
منذ أن كنت صغير وحتى الآن، كان الجميع ينادونني بالمحظوظ، كنت أملك أفضل عائلة قد يحصل عليها المرء، من الأخلاق إلى المال بغض النظر عن الشائعات الكاذبة التي تحاول تشويه سمعتنا.
ليس هذا كل ما بالأمر... لأني كإبن لهم لم أكن طبيعي منذ أن كنت صغير، لم أكن يوماً مثل كل الأطفال، لدرجة أن أمي وأبي كانا أحياناً يخبراني أن أتظاهر بكوني طبيعي وألا أكشف لأي شخص أن لدي القدرة على مسابقة فهد وأني أستطيع بكل سهولة سماع نبضات قلوبهم، أو حتى الإحساس والتفريق بين رائحة دمائهم. هذا ما أريد معرفته، إذا وجدت والداي، ربما يخبراني ما أكون...
تنفست الصعداء من أرض حديقة الميتم الشاسعة، عدلت الساعة التي تحيط معصمي ودخلت. تفاجأت باِصطدام بعض الأطفال بساقي، كانوا يركضون خلف بعضهم ويحدثون الكثير من الضجة، كان المكان ضخم ومليء بالكائنات الصغيرة.
جذب انتباهي صوت كعب عالي وصياح امرأة ما للأطفال بألا يركضوا وينتبهوا من السقوط، ظهرت أمامي، كانت تقف فوق السلالم، عجوز انتشر الشيب في شعرها، وقعت عينيها علي وبطريقة ما شعرت أنها عرفتني الفور.
تقدمت إليها لأستطرد "طاب نهارك سيدتي، أنا مارتيوس إيكليف"
مددت يدي لمصافحة السيدة، بادلتني المصافحة وهي تتمعن بوجهي "ومن قد ينسى شخص مثلك، مازلت تملك العيون نفسها، عَكِرة كالدّم وأنقى من الماء"
لم أفهم إن كان هذا إطراء أم لا، لطالما سمعت التعليقات من الناس حول عينيّ، تماماً كما وصفتهما السيدة، مثل الدم.
أخذتني إلى مكتبها وعرضت علي شرب شيء لكني رفضت بشدة، كنت مستعجل وأتوق لسحب أي معلومة تقرّبني من عائلتي البيولوجية.
"أنا أعرف أني كنت هنا حوالي أسبوعين قبل أن تتبناني عائلتي"
ابتسمت وهي تترقب وجهي ثم تحركت فوق كرسيها وأخرجت ملف ما من درجها على الفور لتضعه أمامي على الطاولة ثم أضافت "كنت تبلغ أربعة أشهر فقط، هذه الأوراق التي أمامك لا تحتوي الكثير من المعلومات، أستطيع اختصارها لك ببضعة كلمات، لا أحد يعرف أي شيء عمّن وضعك أمام بابنا في منتصف الليل قبل ستة وعشرين سنة"
أنت تقرأ
حتى يفرّقنا الموت
Paranormalظنّت أن الخدم يتخلصون من ثيابها بغير عِلمها، لكن في الحقيقة كان هو يسرق ملابسها المشكوفة أثناء نومها حتى تتجنب نيران غيرته... (نقية) 14.08.2024