هل يتحول البكاء إلى فرحة!

10 2 0
                                    

_انتي يا بت قومي وشوفي الشغل اللي وراكي.
"هذا ما تفوهت به زوجة والد سجى التي تزوجها والدها عند وفاة والدتها "
ردت عليها سجى بنعاس: نعم حرام عليكي أنا نايمه الفجر بعد ما خلصت الشقة والمواعين ويا دوب ذاكرت كلمتين ونمت جايه تصحيني الساعة ٧
عفاف: انتي لسه هتتكلمي أما أقولك كلمة تتسمع ما غير ما تجادلي معايا يا قليلة الأدب.
ردت عليها سجى بغضب: لأ بصي بقا أنا ساكته وبسمع الكلام علشان ألم الدور وعلشان مش عايزه مشاكل، أنا لو قليلة الأدب زي ما بتقولي كان زماني برد عليكي وبشتمك وبهين فيكي نظرًا إنك واحده مؤذية ومعن
قاطعتها عفاف بسخرية وغضب: تشتمي مين يا حبيبتي إنتي ناسيه إن أنا بكلمه مني أقدر أرميكي في الشارع ، أنا كتر خيري إني مقعداكي في شقتي علشان أبوكي لو مش عاجبك روحي عند أهلك "ثم أكلمت بسخرية وكأنها تعايرها" آه صح انتي معندكيش أهل
سجى ببكاء: حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ربنا ينتقم منك
عفاف: لو مسكتيش هقوم أجيبك من شعرك وانتي عارفه فأحسنلك قومي شوفي اللي وراكي
تركتها سجى ببكاء وقهرة من تلك المعاملة القاسية فقد ماتت والدتها وهي في السابعة عشر من عُمرها، ثم تزوج بعدها والدها بتلك المرأة القاسية الملقبة بعفاف ونظرًا بأن والدة سجى كانت وحيدة فلن يصبح لسجى أهل، وأهل والدها لا يريدوها لعدم قدرتهم على تحمل مسئوليتها فلذلك تزوج إسماعيل والد سجى..
..........................
وفي مكان آخر
كان يجلس إسماعيل في مكان عمله في شركة الحسابات يقوم بأداء الحسابات المتبقية له
وفي ظل ما هو يعمل دلف عليه صديقه عامر وهو يقول
_أنا خلصت خلاص فاضلك كتير؟
رد عليه إسماعيل بإنهاك: لا خلصت بقفل على الحسابات وخلاص
أومأ له عامر ثم جلس بجانبه ينتظره وبعد أن رأى صديقه قد إنتهى من عمله شرع في حديثه إليه قائلًا: عامل إيه وسجى عامله ايه
رد عليه إسماعيل قائلًا برضا: الحمد لله يا حبيبي كويسين
عامر: طيب الحمد لله المهم من غير مقدمات كتيره محمد إبني عايز يتقدم لسجى بنتك، هو جالي أمبارح يقولي وأما لقاني موافق ومرحب بكلامه وبسجى كان عايز ييجي يتكلم معاك بس أنا عارضته وقولتله أنا أقولك وأمهد ليك الموضوع الأول
إسماعيل بدهشة: إيه حيلك واحدة واحدة سجى إيه اللي تتجوز دلوقتي دي في أولى جامعة تتجوز ازاي دلوقتي
رد عليه عامر بهدوء: طيب وإيه يعني بص متقلقش من حاجة خالص انت عارف إحنا بنعتبر سجى بنتك إيه وهتبقا بنتنا بالظبط زي ملك، وصدقني مش هتحس بفرق ولا هتحس بأي تقصير ناحية دراسة سجى وعلفكره ده مش كلامي بس ده محمد هو اللي قالي الكلام ده، بس حتى يا إسماعيل برضو سجى محتاجة للونس واللمة وأهل حواليها وانت بتقولي إن سجى بتتعب وبتصعب عليك فليه نسيبها كده
إسماعيل: ودي شفقة بقا يا عامر ولا إيه؟
عامر بذهول: شفقة! بعد كلامي ده كله وشفقة! بص أنا مش هرد عليك وهعذرك يلا بقا خد بعضك وإمشي وفكر كويس ثم أكمل حديثه بمزاح قائلًا وقول لمرات ابني الغالية وخد رأيها
أومأ له إسماعيل بإبتسامة هادئة ثم رحل لمنزله
.........................................
في بيت عامر
جلس محمد بجانب والده ثم قال له
_ها يا بابا قولت لعمو إسماعيل؟
عامر: آه قولتله وقال هيفكر ويشوف سجى ويرد علينا
أومأ له محمد ثم وجد والده يكمل حديثه وهو يقول: بس صح مقولتليش إشمعنا سجى
تعجب محمد من سؤال والده وأصبح لا يعرف ماذا يقول لوالده فقال له بهدوء: عادي محترمة وفي حالها ولقيتها مناسبة ليا وبإذن الله نكون من نصيب بعض
نظر والده له عدة مرات، ثم قال له بإبتسامة: هصدق أنا كده يعني! بتحبها يا محمد!
حسنًا لقد كُشف أمره لا يعرف ماذا يقول! تلك الفتاة المسكينة أحبها! ماذا يقول لأبيه إذن!
عامر: روحت فين بكلمك! قلبت عليك المواجع ولا إيه؟
محمد: ها لا معاك حضرتك كنت بتقول إيه
عامر: بتحبها! بتحبها! أقول تاني يا ابن عامر
محمد بتنهيدة: آه، من زمان كمان كنت دايمًا بشوفها مع ملك وهما رايحين الدرس وكانت كل ما تشوفني تمشي علشان متقفش معايا مع ملك في الشارع كنت بحب حركتها دي وده أكدلي إنها محترمة أوي، رغم أنها البنت الوحيده إلا إنها مش زي بنات اليومين دول لأ بتحفظ قرآن ولابسه الخمار ومش متدلعة، سجى حاجة تانية خالص وهي محتاجة حد جمبها الدنيا جت عليها بزيادة فحسيت إن لحد هنا وكفاية وحرام عليا أفضل كاتم في قلبي طول ما أنا أقدر أنها تبقا معايا وأبقا معاها وتحس إن حد جمبها هي تستاهل تتحب وحد يحارب علشانها.
كان يستمع إلى حديث إبنه مبتسمًا وعندما وجده قد إنتهى من حديثه قام ليحتضنه وهو يقول له: أنا عرفت أربي صح وفخور بيك أوي وعلشان كده أنا هبقا معاك وهقنع في إسماعيل وهدعيلك، ربنا يجعلها من نصيبك زوجة صالحة يا رب وأشوف عيالكم.
إبتسم لوالده وبداخله يقول آمين ويتمنى لو أن دعاء والده يصيبه ويتحقق...
............................
أما عند سجى كانت جالسة في غرفتها شاردة وتنظر للفراغ ودموعها تسيل على وجهها وكلما شهقت كتمت شهقاتها حتى لا أحد ينتبه لها ويسمعها، كانت تشعر بالظلم والتعب وكان كان ما يدور بذهنها'لماذا' لماذا يحدث معها كل هذا، منذ الثامنة عشر من عمرها وهي في هذا الظلم وهذه القسوة وها هي في الواحد والعشرون من عمرها ثلاث سنوات وهي على هذا الوضع المؤلم لا ملجأ لها ولا أحد يعلم بحالها ولا يشعر بها، ليس لديها أحد غير صديقتها ملك ووالدتها فقط!
ظلت كما هي شاردة وتبكي حتى مسحت دموعها وقالت جملتها المعتادة عند كل بكاء لها(الحمد لله، الحمد لله الذي إختارني لهذا الإبتلاء، الله عوضًا جميلًا ينسيني ذلك الألم)
وبعد مرور دقيقة دق باب غرفتها أذنت للطارق بالدخول فكان الطارق والدها
إسماعيل: عامله إيه يا سجى!
سجى: الحمد لله يا بابا بخير، أخبار حضرتك وأخبار الشغل!
إسماعيل: الحمد لله كله تمام، المهم كنت عايز أعرف رأيك في محمد إبن عامر
سجى: رأيي في إيه!
إسماعيل: يعني كويس ولا لأ!
سجى: معرفش والله، بس من اللي بسمعه باين عليه إنه شخص كويس وحنين على أخته وأهله، بس أنا مالي؟
إسماعيل بإبتسامة: طيب يا ستي محمد طالب إيدك
سجى بعدم فهم: طالب إيدي ليه هيعمل بيها إيه؟
إسماعيل: هيعمل بيها إيه انتي عبيطة يا سجى عايز يخطبك يختي
سجى بدهشة: ازاي
إسماعيل: عايز يتجوزك النهارده جه عامر يكلمني'ثم قص لها ما دار معه هو وعامر' وبعد أن إنتهى قال: بس يا ستي رأيك إيه موافقه!
سجى: معرفش يا بابا والله هصلي إستخارة وأرد على حضرتك
أومأ لها إسماعيل بهدوء ثم تركها ودلف لزوجته
.................................
وبعد مرور يومين
كان إسماعيل يتحدث مع عامر في الهاتف
_مش عارف يا عامر والله قالتلي هصلي إستخارة وأقولك هقفل معاك وأشوفها خير إن شاء الله
وبعد أن إنتهى من حديثه مع صديقه ذهب لإبنته وقال لها: ها يا سجى إيه رأيك، عايزين نرد عليهم
أتت عفاف من وراءه وهي تقول متصنعة: ما تسيبها براحتها يا إسماعيل، سيبها تفكر براحتها ولا انتي موافقة يا سجى!
نظرت لها سجى بحزن منها ثم نظرت لوالدها وقالت له: موافقة يا بابا اللي حضرتك تشوفه.
عفاف: لولولولوي ألف مبروك يا سجى أخيرًا هنفرح بيكي
سجى وهي تقول تحدث نفسها: تقصدي أخيرًا هتخلصي مني ثم نظرت لها وقالت بصوت مسموع: الله يبارك فيكي يا طنط.
...........................
كان يجلس عامر وإسماعيل ومحمد ومعهم زينب والدة محمد وإبنتها ملك وسجى وعفاف
بعد أن تكلم سجى ومحمد مع بعضهما 
_ طيب يا إسماعيل بإذن الله الخطوبة تبقا الأسبوع الجاي وبالمرة كتب كتاب بحيث يخرجوا مع بعض ويتكلموا بدون تقييد وكده كده إحنا عارفين بعض يعني وكلها كده كده تلات شهور ويتجوزوا شقة محمد جاهزة زي ما انتو عارفين ناقص بس حاجات بسيطة ونور العروسة وأهو الفرح يكون في الأجازة
هكذا قال عامر لإسماعيل ثم رد عليه إسماعيل قائلًا: الرأي رأي سجى هي اللي ليها الرأي مش أنا اللي هتجوز، موافقة يا سجى
أومأت له ملك بمعنى الموافقة
ثم قال: على بركة الله نقرأ الفاتحة بقا
وبعد أن إنتهوا
قالت زينب: ما حد يسمعنا زغروطة طيب.
ملك بإبتسامة وفرحة: لولولولولولوي، ثم إحتضنت صديقتها وقالت لها: ألف مبارك يا روح قلبي أخيرًا فرحت بيكي، إبتسمت لها سجى بدموع ثم بادلتها الحضن.
.............................
وها قد جاء اليوم المنتظر وهو يوم عقد قرآن سجى ومحمد.
زينب: زي القمر يا حبيبتي ما شاء الله ربنا يحفظك ويسعدك يا رب
إحتضنتها سجى بفرحة وقالت لها: حبيبتي يا ماما
إبتسمت لها زينب قائلة: حبيبة قلب أمها
ملك: طيب يلا يا عروسة علشان المأذون جه بره
بمجرد سماعها لتلك الكلمة شعرت بالتوتر
فلاحظت ذلك ملك وقالت لها: متخافيش انتي زي القمر وكلنا معاكي يلا بقا
أومأت لها سجى وذهبت معهم للمكان المخصص بعقد القرآن والذي يجلس فيه المأذون وبعد عقد القرآن جاءت اللحظة الحاسمة
_بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
ردد خلفه جميع المتواجدين قائلين
_بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
ثوانٍ وإنتشرت الزغاريد من كلتا المتواجدات وبدأت المباركات لسجى ومحمد وبعد المباركات إنسحب المتواجدون لكي يبقا محمد مع زوجته
محمد بفرحة وحب: ألف مبارك يا حبيبتي، حلمت باليوم ده كتير وكنت بدعي ربنا دايمًا إنك تبقي معايا وإني أبقى معاكي وأبقا ليكي زوج وأخ وصاحب وأب ليكي وتبقي ليا الزوجة والأخت والصاحبة ليا والحمد لله إنك بقيتي معايا وربنا إستجاب لدعوتي.
سجى بخجل ودموع: كان نفسي حد يبقا معايا أولهم ماما ويبقا معايا أخت أو أخ بس محصلش
محمد وهو يمسح دموعها ويحتضنها: أنا جيت علشان بحبك وعلشان أنا ليكي وانتي ليا ربنا يقدرني وأبقا ليكي الزوج اللي تتمنيه وأعوضك عن كل حاجة وحشة مريتي بيها
حقًا ما تسمعه! أصبح لديها شخص يحبها ويخاف عليها! حقًا إستجاب الله لدعوتها بالعوض!
إستمعت له سجى ثم قالت له بفرحة وحب: يديمك ليا يا رفيق الروح ويا عوضي.....
#إسكريبت_تألمت_فهل_سأبقى_متألمة!
... تم بفضل الله
بقلم/مريم وائل
.....................
.حبيته أوي 🥹🤭😍
أول إسكريبت في 2024🤍
هتحبوه أوي بجد ❤
هستنى رأيكم وهقرأه بكل حب🥰🩷
..........
لو عجبكم وحابين أحداث فيه تاني ممكن نخليها نوفيلا ونشوف فرح سجى ومحمد وأولادهم🌚
هنتظر ردكم ورأيكم💚
........
لا تنسوا فلسطين وسوريا والسودان واليمن والعراق ومصر وكل بقاع الوطن العربي من دعواتكم
ولا تنسوا الدعاء لبراء وأسماء بالحفظ واللطف هم وأهلهم💚

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 06 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تألمتُ فهل سأظلُ متألمة! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن