part 05

125 13 31
                                    

.
.

" نَبتة الخريف ..."

عيَنيه التي إمتَازاتا بالون البُني الداكن كانتا تُحدقان إلى ما هو خارج النافذة بضَجر تَحديداً نحو تلك الغيوم السَوداء التي تُنذر بالهُطول بينما الطُيور تحلق بَحثاً عن مَلجأ.

- مَالك ...مَالك!

خرج المَعني من شُروده لحظة سَماعه لإسمه يَتكرر و اول ما لاقاه هو وجه المُعلم المُتجهم .

- إنتبه مَعنا أو تُفضل الطَرد ؟

لم يَرد الأصَغر عليه بل رمق مُعلمه بنَظرة عدم مُبالاة بعدها اتكئ على يَده وعاد للتَحديق في الخَارج كمن لم يَسمع ، حتى لو طَرده فلا يَهم أنها الحِصة الأخيرة على اي حال ، إسَتدار المُعلم حينها وهو يُتمتم بكلمات عشَوائية غير مَسموعة معبراً عن إنزعاجه ثم عاد للشِرح لبقية الطَلبة .

ما هي الا دقائق قليلة ليَرن الجرس مُعلناً للكل بأن الدوام إنتهى ، فلمَلم مالك كل حاجياته لحقيِبته ثم غادر الصَف تلاها مُغادرته للمَدرسة تَحت هذا الجو الرمَادي العَاصف ، وها هو ذا يَسير في الرصِيف الفارغ بهَدف العودة للبيت ،من الجيد أنه كان يَرتدي مِعطف المَطر الازرق إحتِياطاً .

- انتَ واثق أنه يَمر من هذا الطَريق ؟

تَوقفت قدميه عن السَير تلقائياً عند سَماعه لهذا الصَوت يَصدر من الزقاق فَقرر إختِلاس النَظر .

- نَعم واثق ، أنه طريق مُختصر بالنِسبة له

اقطب ذا الشَعر الاسود حاجبيه بإسِتياء طَفيف وهو يَرى تلك المَجموعة يَتحدثون في ما بيَنهم ويُسدون المَسار الذي كان يَسلكه عادةً كي يَصل لبيته ، اجل هو يَتذكرهم واحداً واحداً ..تَورط مَعهم دون ان يَعلم كيف بالضبط ، واخر مَرة خاض عراك ضَاري ضِدهم خرج الكل بأضرار .

- جيد البَاقي إنتِظاره ، انتُم امَسكوه والبَاقي كله علي

تَحدث أكبرهم بنَبرة خبيثة لا تُسر السَامع وقد بَدى أن في جعَبته الكثَير من الأفكار العنيفة ، أما بالنِسبة للمُستهدف فقد زفر بضَجر و عدم إكتراث ثم سَحب قبعة مِعطفه ليُغطي بها رأسه واخفى جزء من مَلامحه بعدها إستَدار وغير الطريق .

لا داعي أن يَلعب دوراً رجولياً ثُم يَتحدى نَفسه ويُقاتلهم فهو لا يَملك أي ذرة طاقة او مَزاج  لشِجار اخر في قضِية تَافهة ...لديه امور اهم تَشغله ، ما دام يَقدر على تَجنبهم ببَساطة فمَا المَانع ؟ ، الطريق الطَويل ارحم من إضِاعة انَفاسه على حفِنة حمَقى ، لا باس سَيتولى امرهم لاحقاً .

شيئاً فشيئاً بدأ الجو يَزداد سُوءً والرياح تُزمجر على كل من هَب ودب ، أما مالك فقد تَابع طريقه أملاً أن لا تُمطر عليه ، لكنه تَفاجئ من تلك السَيارة التي إتجهت إليه و تَوقفت قُربه بعدها تَم إنزال زجاج نافذتها آلياً ليَظهر خلفها السَائق الذي كان إياد في الواقع .

بَذرة الليل || Night seedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن