part 04

106 15 10
                                    

.
.

" دقيقة راحة..."

وسَط بَراثن فَصل الشِتاء البَارد كانت قد تَهامست الرياح في ما بَينها وقتَما تَهب مارةً على ذلك الشَاب الذي كان يَقف أمام شَاهد قبر ابيه ، يُحدق في اسمه المَنقوش على الحجر بمَلامح خالية من اي رسَم ، هو حقاً اراد فرصة اخرى مَعه ، اراد التَصحيح ، اراد عودة المِياه لمَجاريها ، لكن للقدر دائماً كلمته التي تَعلو على الرغبات المُتاخرة بل وحتى تَدفنُها.

ما هي إلا دقائق قليلة ليَستدير اياد مُغادراً المَقبرة بعد ان ادرك ان النَدم سَيكون رفيق حياته ، وربما ذلك الطفل سيَكون طريقة تَكفير عن خطأه ، عقاب ، درس يَتعلمه ، نِعمة ... كل شيء وفِي كل الاحوال هو راضي وبات يَتقبل ذلك الطفل ،بل وضع له مَكانة عالية عنِده
.
.
.

اقدامه الصَغيرة كانت تتَقدم بتَريث وحذر على الارضية بغية ان يَصل الى ذلك الذي يَنتظره في الجانب الاخر ويُشجعه مع تلك الابتِسامة المُتلهفة التي على شَفتيه ، بدى كمَن يُشجع احد لاعبي مُنتخبه على مُتابعة الركض وإحراز الهَدف ، كان سَعيداً بصدق حين وصَل مالك الى ذراعيه بعد قَطعه لتلك المَسافة ، أول مَراحل الصَغير تَمت دلالة على أنه كِبره والان عليه نُطق كلمة واحدة .

طبعاً في باله لم يَكن يَقصد كلمة " ابي أو بابا " بل اراد ان يُعلمه كيف يُناديه بـ إياد مُباشرة، حتى لو اخطأ في نُطق حروفه فلا باس انها مُجرد بداية ، يَشعر حقاً بالإرتباك من لقب الاب و يَرى انه لا يُناسبه ، كمَا ان هذا سَيكون مُحرجاً له امام العَامة .

أصَبح مُنتظماً اكثر في التَنظيف والتَرتيب كون الصَغير يَحتاج مِساحة كافية للعب والحَركة وهذا لن يُمكن على ارضية تَم غَزوها بعَجب العَجائب ؛ قد يَأكل شيئا يَضره ويَختنق أو يَمرض ، لا يُريده ان يَمرض بسَبب إهمَاله .
.
.
.

- هاي إياد ؟ ، سَنُقيم سِباق دَراجات يا صَديقي
...مَا رايك ان تَنضم ؟

هَتف احد زُملائه في القاعة بكُل حمَاس جاذباً نظَر المَقصود إليه ،فتَبسم له إياد بنوع من الاعتذار قائلاً

- اه ...إعذرني لن اسَتطيع ، لدي كثير من الدراسة تَنتظرني

- مُنذ متى وانت مُجتهد هَكذا؟، والغريب انك بت تُكثر الاعذار كلما دعوناك لشِيء ، مَللت منا ام مَاذا ؟!

- مَا عدت اراك فِي الأرجاء، مَع انك شَخص كثير التَسكع في العادة..

- لما وجهك شَاحب لتلِك الدرجة ؟، يُوجد حَمَار طَفيف تَحت عينيك ، إياد هل انت بخير حقاً ؟

بَذرة الليل || Night seedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن