PARTE07:شعور سيء

59 6 0
                                    

بعد ذلك الحضن المغمور بالدفئ ولا أستطيع إضافة الحب لأنه شيء كبير لايكمن في فترة قصيرة،هذان الشخصان يمشيان نحوه و قريبا ستكون أوّل خطواتهما تخترق الحب بشتّى الأحاسيس والمشاعر 
كانت ليلة ممطرة تخللها القليل من الرعد والبرق في الخارج عكس ذلك المنزل الهادء الذي احتلته السكينة الرائعة ومشهد نومهما الذي أضاف لمسة الكوبل السحري
في ذلك الصالون وعلى الأريكة كان ينام كايون يضع رأس تلك الفاتنة على صدره يحضنها بيديه،إستفاق في منتصف الليل على أصوات الرعد والبرق ليرى مشهدها البريء بتأمّلٍ جميل مع إبتسامة صاحبت وجهه وكأنّ من يراه يظنّه عاشقا تائهًا في تفاصيل فتاته ولايرى غيرها مفتونا بها وبكل مافيها من زوايا مدهشة غريبة عجيبة مختلفة عن أيّ أنثى
وبعد مدّة ليست بقصيرة استفاق ذلك المتأمّل من شروده، حملها ببطئ بين يديه وكأنها طفلة صغيرة يحتضنها النوم بكل قوته لا يتركها،فتح باب تلك الغرفة المضلمة يشعّها فقط ضوء البرق صوت المطر
وضعها على السرير ولفّها بغطاء يخاف عليها من البرد،لكنها استفاقت على صورته وهو يغطيها وعند رؤيته انها استيقضت تكلم يخبرها:
كارلين،أظن انه انتهى عملي هنا سأذهب
أمسكت بيده ترجعه امامها ثم أخبرته:
لا،لاتذهب كايون إبقى فقط
وكأنها لم تكن مستيقضة وان كابوسا قد راودها اخافها وذكرها بلقطات خفيفة من الماضي فكل منا ورائه ماضٍ إما مظلما او حزينا او يشع بشاعةً
إستغرب من طريقة كلامها المبهمة و عدة اسئلة راودت دماغه تحتلّ تفكيره،ردّ كايون:
لماذا كارلين،لما لاتريدين ذهابي
اشارت له بعينيها فاقترب يجلس امامها على السرير يحضن كتفها بيده،فاجابت كارلين عن سؤاله:
لكل منا لديه مخاوف كايون، لدينا نقاط ضعف وماضٍ مجهول لايعرفه احد،كوابيس تتبعنا
أجاب كايون:
كارلين
اجابت بنعم،ثم قال:
أانت في دورتك الشهرية؟
ردت كارلين:
لما؟
اجاب بمزحة خفيفة:
لانني أريد مضاجعتك،هل تقبلين؟
اجابت منصدمة:
ماذا؟ اانت مجنون كايون وتطلبها هكذا دون استحياء وخجل يالك من قذر
بدأ بالضحك ثم قال:
عند قولك لذلك الكلام الحساس ظننتك في دورتك الشهرية لذا لا تخافي فانا لاأضاجع جزرة
قالها ثم بدا يضحك بطريقة هستيرية مستفزّة أدّت الى غضب كارلين التي امسكت بالوسادة الصغيرة التي بجانبها وبدأت بضربه وتعالت اصوات الضحك
إنها السّاعة 1:00
إنهما بالفعل مجانين لاارى النضج والعقل هنا ولأبرهن صحّة كلامي لقد خرجا في ذلك الجوّ العاصف الممطر الذي شمل كل الناس الى بيوتهم تحت الدفئ والراحة والسكينة ولكنهما خرجا ليخلفا ذكريات تبقى مخلدة في شوارع ألمانيا تلك
شملتهما رقصة جميلة تحت قطرات المطر الباردة وهي تستمتع بتبليلهما وتتأمل جنونهما الرّائع المنفرد،تحت سمفونية الحب الأعمى التي لطالما عشقتها كارلين وأحبّت المسلسل الذي بين أنه لايوجد نهاية للحب ولاتفريق بين الأحبّة إلا شيء واحد وهو المَوْت



وماكاد ينتهي الليل مرحبًا بدخول النهار وطلوع الشمس
حتى تخلفت العديد من الذكريات في مكان واحد أختتمت فيه الليلة برقصة مجنونة تحت قطرات عشق المطر وسعادة الغيوم
طرقات الباب أيقضت كلا من كايون وكارلين،وكأنه هجم عليهم كائن غريب لكن من غيرها المجنونة صوفيا تحاول استيعاب ارتباطهما الذي كان شبه مستحيلا،حتى انا لم اصدقه انها لحظة مفاجئة لاغير
نزل كايون من الغرفة المقابلة لغرفة كارلين متجها يفتح الباب،وماإن فتح كادت تقع تلك المجنونة اعتدلت تقف بتوازن والاندهاش يلتهم ملامحها،دفعت اخاها جانبا تدخل ذلك البيت منادية باسم كارلين
خرجت كارلين من غرفتها بمظهر مضحك رائع تقف مقابلة لصوفيا
صوفيا:
أصحيح ماسمعت؟،انتي كيف تؤدي بنفسك الى التهلكة ايتها الغبية، ومع من؟،مع أخي اللعوب
لقد تفوهت بكل هذا الكلام واخاها الى جانبها مندهشا من جرئتها ككل مرة انها تصدمه بطريقة جديدة قويّة عن الأخرى واكثر بشعًا
تكلم كايون:
ماذا تكلمت حضرتك الآن آنسة صوفيا؟
استدارت تضع يدها على فمها وكانه ليس بالقصد ثم ردّت قائلة:
لا لم اقصد هذا كايون،كارلين انظري الى كل هذا الجمال كيف لاتواعدينه، انظري الى العضلات والوشوم الجميلة الساحرة،ارايتي شعره البني الجميل
ردت كارلين:
أنا لست عمياء صوفيا
اجابت صوفيا:
إرتدي ملابسك علينا الذهاب الآن كارلين
دخلت الغرفة تغير ملابسها وبعد مدة خرجت تسأل عن ماري فاجابتها صوفيا انها ذهبت في رحلة عمل ستدوم 3أيام متتالية ثم بعدها خرجتا كلا من صوفيا وكارلين تتجها نحو السيارة بعد توديعهما لكايون الذي انطلق بسيارته قبل ثوان قليلة فقط
كان الصمت يحتل ارجاء السيارة فكسرت صوفيا ذلك الصمت بفضولها تسأل كارلين:
كيف تواعدتما كارلين انا حقا مندهشة،كيف لتوم وجيري أن يرتبطا وهما لا يحتملا حتى رؤية بعضهما،هل اعترف اخي لكِ ووقع بين احضانكِ
أجابت كارلين:
لقد إعترف لي بطريقة غير مباشرة واراد ان يكون معي فلذلك قبلت واردته انا لاأكذب
شرعت صوفيا بالضحك ثم غيّرت مجري الحديث بقولها:
نسيت إخبارك،البارحة طلب ماثيو الخروج في موعد معي وسيكون الموعد الليلة
كارلين:
واو،عليك الخروج معه إنها فرصتك
ردت صوفيا:
كوني فتاة صعبة المنال سأرفض الخروج معه،فإن لبيت اليوم طلب مواعدته ليس علي تلبيت مضاجعته لي وممارسة علاقة غير شرعية لامعنى لها ولاشرف لي
اجابت كارلين:
او هل انتي من تقولين هكذا صوفيا،غير ذلك لاتحاولي اختلاق اسباب لاوجود لها فانا اعرف ماثيو انه شاب مخلص وجميل
ردّت صوفيا:
ماذا!هل تقومين بالدفاع عنه إنه مذنب
كارلين:
لاتعيشي الدور زيادة عن اللزوم،نحن لسنا في محكمة صوفيا
اجابت صوفيا:
حسنا لنغير حديثنا اريد سؤالك كارلين،هل طلب اخي مضاجعتك؟،حتى لو قالها مزحة اخبريني فقط
اجابت كارلين:
لقد قالها لكنه كان يمزح لااكثر
اجابت صوفيا:
أنظري كارلين أنت تعرفين ان اخي لم يحب بحياته ابدا،لقد كانت مواعيده كلها فاشلة مع الفتيات اللاتي اردن النقود بكل الطرق،لقد كان طيلة تلك الفترة يتسلى مع احداهن اعتبرت علاقة شهوة فقط وانتي تعرفين ان تفكير الشباب يكون شهوة فقط ولاانكر اننا نميل له نحن ايضا،لذا اتمنى ان تحسنين معاملته وانا متاكدة من ذلك فسعادته بين يديكي الآن
ردّت كارلين:
لاتخافي صوفيا ساجعل من اخاكي شخصا يعرف للحب معنى و للسعادة مجرى وساجعلني ملجئه حينما يحتاج ذلك
أكملت حديثها مبتسمة حين وضعت صوفيا يداها على يديْ كارلين
دخلتا المنظمة معا واتجهت كل واحدة الى مكتبها تبدأ عملها
ومع منتصف النهار اتصل كايون بكارلين،فاجابت عن مكالمته بابتسامة زينت وجهها البريء،كان كايون هو من بدأ الحديث قائلا:
أهلا جزرتي كيف حالك
ردت كارلين:
بخير كايون وانت
اجاب كايون بمزحة خفيفة:
أصبحت بخير الآن عندما سمعت إسمي يخرج من شفتاكِ
ابتسمت كارلين بخفة،لكن لم يزل عنها ذلك الشعور الغريب شعور انه سيحصل شيء سيء وانها تشعر برغبة في البكاء
نعود الى احداثنا
اكمل كايون:
هل لنا بلقاء الليلة
اجابت كارلين:
لما،الم نلتقي البارحة وصباح اليوم ،هل اشتقت لي؟
رد كايون:
لا أعرف لقد اشتقت لك واشعر ان علينا تخليد العديد من الذكريات بعد
كارلين:
لن ينتهي العالم كايون،علي اغلاق المكالمة الآن
كايون:
☆حسنا،الى اللقاء حبيبتي☆
وكم كانت كلمة حبيبتي جميلة على شفتيه》
مغازلته لها جعلتها تتكلم مع ذاتها،ماذا سيفعل هذا الوسيم مجددا؟،سنرى
ومع تزامن مرور الوقت حلّ المساء،كانت كارلين ستخرج من مكتبها لتتجه نحو منزلها لكن اوقفها دخول المحقق كايو و تكلمه:
أيتها المحققة،حدث حتدث سير مشكوك بأمره طلب منا حضرة الرئيس الذهاب والتحقيق هناك
اجابت كارلين:
متى وقع هذا الحادث؟،هل الشخص على قيد الحياة ام مات؟
اجاب:
قبل قليل سيدتي،لا أعرف ذلك سنرى عند ذهابنا
توجهت بسيارتها نحو مكان الحادث،نزلت بعد ركنها للسيارة،الشرطة،الصحافة،سيارة الإسعافات كلهم بانتظار المحققة كارلين
دخلت تتجه نحو مكان الحادث،ومع قربها اكثر كانت شكوكها تزداد حول انه ذلك الشخص الذي في الداخل هو كايون وفعلا احساسها لم يخذلها
لبست قفازاتها وامرتهم باشارة الضوء على السيارة لتستطيع اخراج الشخص من السيارة على قيد الحياة
إنحنت تدخل راسها ببطىء شديد السيارة حتى تندهش بوجود كايون بداخلها
اعتلت ملامحها صدمة قوية،ظلّت على تلك الحالة حتّى نطق السيد كايو:
أيتها المحققة اانتي بخير
لم تجبه على سؤاله
بعد ان استطاعت اخراجه ونقذه ذهبت تاركة فريقها يحقق واتجهت مع كايون الذي كان يضع احدى خطواته في الحياة والأخرى في الموت
مع دخولهم المشفى،نادوا الطبيب والممرضة واستطاعت كارلين الدخول معهم الى غرفة العمليات لاعطاهم معلوما كافية تنقذ حياته من الممكن
{شاب بعمر السادسة والعشرين،اصاب اثر حادث سير وفقد الكثير من الدماء واماكن الاصابة عميقة وخطيرة }
الطبيب:
معلومات كافية ايتها المحققة،لكن الشاب فقد الكثير من الدم ولايمكننا المخاطرة بحياته لذا يجب توفير على الاقل كيس دم واحد،والمشكلة انّ زمرة دمه نادرة
ردّت كارلين:
ماهي زمرة دمه ايها الطبيب؟
اجاب الطبيب:
-B
ردت كارلين:
جيّد،أستطيع التبرع له حضرة الطبيب
قالت هذه الجملة بشهقة اوضحت ضعفها وخوفها على كايون واضافت بكاءها عند معرفتها بانه هو الذي فعل الحادث
بعد تبرعها بالدم له وادخاله غرفة العمليات اتصلت بصوفيا لكنها لم تجب على الهاتف فتذكرت انها في موعد مع ماثيو،لذا غيرت الاتصال فكانت كلوي المجيبة
تكلمت كارلين:
أمي كيف حالك؟
كلوي:
بخير ابنتي لكن لما لم تعودي للمنزل؟،وصوتك ليس بخير،هل انتي بخير صغيرتي
اجابت كارلين:
لقد وقع حادث سير لذا اجبرت على البقاء وياليتني لم ابقى
كلوي:
لما ماذا حدث كارلين لاتخيفيني ابنتي
ردت كارلين:
أمي،انه٠٠٠٠٠٠ابن الخالة ساندرا،كايون هو من فعل الحادث وانا بالمشفى الآن
ردّت كلوي:
ماذا،كيف؟،حسنا أيّ مشفى انتي الآن سآتي اليك
اغلقت المكالمة بعد هذه الجملة
بعد وقت ليس بقصير ولاطويل مرّ على كارلين
استقامت من مكانها بعد رؤيتها لساندرا تتقدم هناك تسألها قائلة:
أين هو؟اين كايون؟،كيف حدث ذلك ابنتي
كارلين؟☆
قالت هذه الجملة وهي تبكي بحرقة شديدة
ردّت كارلين:
أنا لاأعلم حقا خالتي،لكنني متاكدة انه سيكون بخير
وبعد إنتظار طويل ،خرج الطبيب من غرفة العمليات يبشرهم بنجاته وانه سيتم نقله الى غرفة المراقبة
كانت الفرحة لايمكن وصفها،لقد كان على وشك الموت
لكنه لم يمت
أصرّت كارلين على البقاء بجانبه الليلة،فعادت والدته الى المنزل تاركة اياه في ايادي امينة
-----------------------------------------
بارت قصير بمناسبة وصولنا 100 قارئ وانا حقا اشكر كل من ساهم في دعم هذه الرواية وقام بتشجيع مجهودي

☆فاتنة فارسها☆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن