CH.7

17 3 1
                                    

{{ تُرام على حسنها و العيب فيهم
أفإن مسك الحسن أفأنت الملام
فويل للفقيد من خبثها
فإن حضرت تأبى الأذهان أن تنامُ
فعجب لنفسي اللوامة
أ على أحاسيسنا نلامُ }}



تم الإرسال .
تم الإستقبال .

•~~~~•

أتعرف شعور الجلوس أمام مرءٍ كريه ، سواء كان رجلاً أم أنثى .

وسط أوجه مبتسمة مزينة بودٍ زائف و أنت بينهم نظيف .

تعلم مقدار الخبث بأنفسهم و كمِّ الدنس بأرواحهم ، و رغم ذلك تشهد تناغمهم الهش و الضعيف .

فإن مسك من الخير نفحة فرحوا لك بأفواههم و إن خلو لأنفسهم إسودت الدنيا بأعينهم .

و إن تصبك سيئة يفرحوا بها ، فان حاولو مواساتك لا ترى منهم الا حدة سرورهم .

الحسود ، الناقص ، المنافق ، سمه ما تشاء فمهما تعددت المسميات يبقى ذات الاثر القبيح .

فكم يصعب على العلقة العيش دون مضيف فتلك سنة حياتها .

تأبى اللقمة أن تبلع أو حتى تبصق ، يعجبها المكوث في فمه متنقلة بين فكه العلوي و السفلي متأرجحة باستمتاع .

عن يمينه جده و عن يساره أبوه ، ثاني أكبر سلطة في العائلة .

يستغرب حسد أقرانه تقريب رؤساء القبيلة له في المجلس ، فلو عرض أحد تبديل المقاعد فهو أول من سيوافق .

و بقي يمضغ .

" آكيم "

أفلت ملعقته مزيلاً مرفقيه من على المائدة ناظراً الى جده الذي نطق باسمه .

أتى مستعدا للتمثيل بجسده تكفيرا عن خطاياه .

" من الجيد رؤيتك عند تناول الطعام "

أنهى جده جملته محركاً عجلات كرسيه المتحرك فنهض ابنه البكر يساعده على الحركة ليقف جميع الحاضرين احتراماً لكبيرهم العجوز .

استلم عقابه بصدر رحب لمَّ راحت انظار كل الحاضرين تحوم حوله و راحت الافواه تتهامس ليكون محور هذه الجلسة .

يعرف جده جيداً كيف يعاقبه ففي النهاية قد نشأ على يديه .

و بمجرد ان غادر جده قاعة الافطار و قبل ان تعلو الاصوات نهض عن مقعده مغادراً بدوره فلا حاجة له للتواجد هنا .

INSOMIA || أَرَقْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن