الفصل الأول: عودة قاتمة

105 10 7
                                    

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
____________________
"قُل للبلاغةِ غُضِّي الطّرفَ واحتشِمي
فمدحُ أحمدَ يعلُو هامَةَ الكَلِمِ"!

•ﷺ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

_اللهم هب لأهل غـ𓂆ـزة
عطاءً يفوق البلاء…وهناءً يُنسيهم الشقاء يارب
____________________________________

_ أَحيانًا تقودك أفكارك للعبث والمُغامرات ولا تأبه بما سيحل عليك من مخاطر، فهناك أنام يثبطون ويوهنون بِـ اختلاق المصائب لكن الصدى تاركًا أثره باقيًّا وكأنه يهتف لك بِـ بلاغة الاستعارة بأن الموج يدوي هديره بنفور؛ فما عليك إلا بأنك تترقب ثوران الموج وتبتعد عن طغيانه لأن نفسك ستقودك للهلاك لا محال حينها لا داعي للنجاة سينتهي بك المطاف عند ذلك.

_ تعالت أصوات المزامير وقرع الطبول وزغاريد النسوة اللواتي يشعرن بالفرحة من هذه العادات والتقاليد التي فُرض علينا تقبلها بدون نقاش، كان يناجي نفسه بأن يهدأ قليلًا ويقتل غضبه بِليلة إفراجه، أُقيمت الولائم وأُطعم المساكين على شرف خروجه من السجن بعد ثلاث سنوات بقضية قتل وتم التحقيق حتى ثبتت الأدلة من قبل صديقه الذي عاد من أمريكا من شأنه واستطاع النجاح بجدارة
وجد جده يُقابل التهنئة من قِبِل الجيران وبعض الأصدقاء بكل منطقة ألا إنه حفيد شعيب الزيات أكبر تاجر للذهب بهذه البلدة فهو يمتلك العديد من الأماكن بكل منطقة وكلمته كالسيف هنا لا داعي للحديث عنه فالعبارات من تجتاز بالمدح له.

_ نديم عايز الليلة صباحي في المخزن هنروق على الخنزير اللي عمل فيا كدا وربي ما هخلي حتة سليمة في جسمه أنت سامع بلغ سميح وفاروق والرجالة لحد ما جدك يفض مولد سيدي أبو جبل اللي عامله دا إنما عابد سيب أمره عليا عشان مخنوق منه.

هتف باهي بصرامة متضحة من العبارات التي تلفظها  بترصد فهو يعلم بأن نديم أذناه صاغية له وسيفعل ما يطلبه كي يأخذا بثأر من هذه العائلة التي طالما شهدت على معارك كثيرة لكنه افتعل الأسوأ وعشق ابنتهم الصُغرى ليلى

صدع صوت نديم ببسمة توشي ثغره بسعادة:

_ طبعًا كنا هنعمل كدا حتى لو مقولتش شكله ناسي مين هو باهي الزيات.

ضغط بيده على ركبته حتى تكاد تفري وتتفتت من قبضته الصاعقة، نبس بثقة لا تليق إلا به:

_ عايزه يعرف مين هو باهي بيه الزيات باشا دا أنا رجعت والحساب بينا هينتهي على ابن الجيار.

أومأ نديم بأمر له واستعان بحفنة صِبية كي يوقعون بهذا سامر الجيار الذي دبر قضية متقنة لباهي بطلب من جده جلال الجيار.

نظر باهي أمامه بشرود فهو لن ينسى كيف قضى ثلاث سنوات بين طيات جدران حيطانها متهالكة والدجى يعم المكان مثل قلبه الآن، انبثقت أعصابه وهم بالرحيل فسمع جده يطلب منه القدوم إليه كي يتعرف على بعض الأشخاص المهمة.

سـديـمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن