فتاة النافذة -الجزء الثالث

3.4K 46 3
                                    

وبعد أن انتهى الجميع  ذهبوا الى غرفة الجلوس وجلس الجميع ... بدأ السيد هنري بوضع جدول أسبوع كرستين والذي كان من ضمنه لقاء مع عائلة فورد !
كرستين : لا لن أذهب أبداً أبداً وبدأت تبكي !
ضحك يوسف ضحكة ساخرة على ردة فعل كرستين !  نظرت اليه كرستين بحقد وسرعان ما لاحظ اعتذر عما فعله .
السيد هنري : دون أي اعتراض ! سوف نذهب فقد دعاني السيد آدم على العشاء ليلة الخميس المقبل .
السيدة جاكلين : لكن يا عزيزي هي لا تريد الذهاب !
كرستين : أجل فلدي امتحان !
السيد هنري : وأي امتحان ذلك في نهاية الأسبوع ؟
كرستين : ان الامتحان قد اقترب ويجب علي أن أدرس له  جيدا 
السيد هنري : أظن أنني قد قلت دون اعتراض !
كان يوسف قد ذهل من عناد كرستين وتساءل في نفسه من هو فورد الذي تكرهه كرستين كل هذا الكره ؟
وبعدها .... خرج الجميع  كل واحد  الى عمله ... وذهب العم جاك مع يوسف الى السوق لاحضار  ثياب خاصة ليوسف .
أما كرستين عادة الى غرفتها وطرقت الباب بقوة تعبر عن غضبها .
والسيد هنري كالعادة ذهب الى مكتبه ليرى ما هي حالة العمل وهكذا .
أما السيدة جاكلين فذهبت لتعلم الخدم عما سيقومون بطهوه على طاولة العشاء الليلة وتهتم بأمور القصر .
وفي هذه الأثناء كانت كرستين تقلب صفحات أحد الروايات بين يديها وكان غضبها واضح ... فأمسكت بأحد صفحات الرواية التي كانت بيدها ومزقتها !!  ولكن سرعان ما أفاقت على نفسها وعادة للبكاء  فقد مزقت أجمل رواية كانت تود أن تقرأها . بقيت كرستين على هذه الحالة حتى عاد السيد جاك مع السائق الجديد يوسف وكان مظهر يوسف في غاية الجمال .
وعندما دخلا الى القصر  خرج السيد هنري ليرى مظهر يوسف فأعجبه ما رأى و دعى كرستين الى غرفة الجلوس .... نزلت كرستين وتكاد عيناها تخرج من مكانهما من شدة البكاء ... نظر يوسف اليها بدهشة فهو لا يحب أن يرى أحد يبكي ولكن ... التزم الصمت.
تفادى السيد هنري النظر الى كرستين وهي في هذه الحالة كي لا يشفق قلبه عليها وقال : لتبدلي ملابسك  وتذهبي الى السوق مع يوسف  واشتري أغلى فستان في السوق .
نظرت مرستين بكل كراهية لوالدها وقالت : لكني لا أريد الذهاب !
صرخ السيد هنري : نفذي ما أقول وحسب !
غضب يوسف مما يفعله السيد هنري بذات العينين البنيتين .. وخرج مسرعا الى السيارة
صعدت كرستين لتدخل الغرفة مجدداً وتقذف الرواية  التي كانت تمسكها بيدها الى خارج النافذة لتسقط على رأس يوسف  وهو في طريقه لذهاب الى السيارة ... أمسك يوسف الرواية ونظر مجددا الى النافذة فوجد كرستين تبكي بحرقة ! شعر بحزن شديد على حالها ولكن ما عساه بفاعل ... وضع الرواية في السيارة وانتظر حتى نزلت كرستين اليه و ركبت السيارة و شكلها يوحي لناظر بحرقة ألمها ..
قال يوسف بعد هدوء طويل على الطريق : يا فتاة النافذة !
سعقت كرستين من هذا اللقب وقالت  : فتاة النافذة ؟؟
ضحك يوسف وقال : ههههه وهل تنكرين ذلك ؟
كرستين وكلماتها تتلعثم وتكاد تخرج من فمها : آآه لا لا ليس كما تظن  كل ما في الأمر أنني فقط أحب المنظر من نافذة غرفتي !
يوسف : هه عن أي منظر تتحدثين ؟ هل لصوتي منظر !
أصابة كرستين صدمة كبيرة فهو يكاد يكشف أمرها  لا بل كشف أمرها ...
ولم تكاد تتفوه بحرف حتى قاطعها يوسف بصوته الجميل
في كل مرة تقول كرستين في نفسها : ياله من صوت رائع يا الهي كم هو جذاب !
وها هي كالعادة تتجول وتقفز في عالمها مجدداً ولم تنتبه أن هنالك من يراقبها ... ينظر يوسف الى عينيها بكل تمعن  يدرس تفاصيل وجهها، ملامحها ، بريق عيناها  كل شي في تلك التي لعلها سرقت قلبه ... ولكن قبل كل هذا فهم لم ينجذب الى أحد بعد وفاة  والديه ... فبعد تلك الفاجعة لم يعرف في حياته سوى الحقد والكراهية والانتقام !! عن أي انتقام أتحدث ؟عن الانتقان الذي يعيش يوسف من أجله ... الانتقام الذي عاد ليطبق معاناته على السيد هنري !! نعم هو يريد الانتقام ... الانتقام لا أكثر ! فتلك القصة وذلك الحطام هي مجرد وهم أقنع نفسه فيه لا بل هو غطاء يختبئ تحته و يخبئ معه ذلك الانتقام ...!
كرستين : يوسف يا يوسف !! قلت لك توقف ألم تسمعني ؟؟
يوسف وبقوة يضغط على فرامل السيارة ليصدم رأس كرستين بالمقعد الأمامي و تصرخ بألم !! يا الهي ان أنفها ينزف ماذا فعلت ؟ يوسف يخاطب نفسه .
نزل مسرعا من السيارة ويكاد قلبه يخرج من مكانه خوفاً على كرستين !
كرستين كرستين أجيبيني كرستين  رفعت رأسها  هي تضحك ثم قالت : يااااه لم أكن أعلم أنني مهمة الى هذا الحد
يوسف و بكل عصبية: يا لكي من غبية !! كيف تفعلين هذا بي ؟
دهشت كرستين وسرعان ما تأسفت ثم تناول يوسف منديلا من جيبه ومسح الدم الذي كان ينزف من أنف كرستين والتزم الهدوء الشديد وهذا ما أقلق كرستين ...

يتبع :)

فتاة النافذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن