Royal Spirit

278 23 24
                                    


في قصر مهيب كانت أثير تجلس تقرأ الكتب في مكتبتها الخاصة التي خصصها والدها لها لأنه
يعلم كم أن ابنته تعشق القصص والروايات منذ
صغرها ...
كانت أثير شديدة الجمال وكأن الله وضع كل
الحُسن بها مما جعلها مطلباً لكل زائرٍ وناظرٍ...
كما أنها الوريثة الوحيدة لأبيها في مملكته كلها
وهذا ما جعل منها مطلباً للكثير من الممالك
الأخرى .... لكنها كانت ترفضهم جميعاً بحجة أنها
لا تريد الزواج الآن وهذا ما كان يغضب والدها
منها لأنه وبالرغم من حبه الشديد لابنته إلا أنه
كان يطمح لتوسيع مملكته أكثر وأكثر ....

وبينما كانت أثير مندمجة في قرائتها لروايتها
وفي أحداثها وشخصياتها فُتح الباب على حين
غفلة وظهر أبيها بشكله المهيب الشامخ فأجفلت
منه ..
_أجفلتني يا أبتي..
_ألهذه الدرجة شكلي مخيف يا وحيدتي
_كفاك تلاعباً بي انت تعلم ما أقصده فقد كنت مندمجة بأحداث روايتي ودخلت فجأة..
_إذاً عليّ أن أعالجك من هذا الإدمان بالقراءة أن
أنت حتى لا تخرجين من هذه الغرفة
_للأسف يا أبي هذا الإدمان لا علاج له سوى الخلاص الحتمي

همهم قليلاً وقال:
_إذاً ما رأيك في نزهة بالمدينة؟
_موافقة لكن بشرط
_دعيني احذر .. تريدين كتب جديدة
_يبدو أنك أصبحت تتأقلم مع وضع ابنتك
_بل ابنتي وضعتني تحت الأمر الواقع..
_حاشى وكلّا يا أبتي .. عليك أن تفتخر بابنتك المثقفة فاتحدى فتاة بالممالك كلها أن تجمع بين
جسارتي وشجاعتي وصفو عقلي وقلبي هذا ما عدا جمالي
_انظروا إلى تلك المغترة بنفسها ههه
_ألا يحق لي الغرور فأنا ابنة أحد ملوك هذه الأرض
_لكنني لست دائماً لك يا أثير عليك أن تجدي
من يرضي عقلك وقلبك يا ابنتي
_سأجده يا أبي سأجد مَن يكون سنداً لي وعوضاً
عنك ولكن لا أريد من يريدني لأجل المملكة ولا لثروتها بل من أجل نفسي
_حسناً لنكمل حديثنا في نزهتنا
_هيا

وبينما هم خارجون دخل مستشار الملك مقاطعاً لرفقتهما وقال:
_مولاي.. لقد جائنا رسول من مملكة من ممالك شرق يقول أن الوريث الوحيد للملكة وهو الأمير نسيم يطلب الإذن في مقابلتك من أجل الزواج من الأميرة أثير
_يا إلهي.. ها قد بدأنا من جديد أبي لا أريد ذلك
_حسناً أيها المستشار أخبره أننا في انتظاره عندما يصل
_أمرك مولاي

تذمرت أثير من أبيها قائلةً
_ما هذا أيها الملك ماذا كنا نتحدث الآن؟
_ أثير ... هذا أمر الآن .. ألم تعلمك الكتب ألا تحكمي على الأشخاص من دون التعرف عليهم
_بلى .. وعلمتني أيضاً أن اختار قرارتي بنفسي
أراك عندما يأتي ذلك الأمير

صعدت أثير لمكتبتها فكانت الكتب هي ملاذها الوحيد فهي لم يكن لديها أصدقاء ولا حتى أقرباء .
بقيت في المكتب تقرأ الكتب والروايات بعشوائية كي تلهي نفسها وتهدئها من ذلك التوتر الذي أحاط جسدها فجأة كان حدسها لا يخطئ فقد كانت تعلم أن خطباً ما سيحدث لها وبعد برهة قصيرة دخلت عليها خادمتها تقول أن الأمير نسيم يقف على الباب والملك يريدها أن تجهز نفسها غضبت بشدة وصرخت

Royal Spirit /الروح الملكيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن