أسْمَعُهُم .

44 6 8
                                    

أنظُرُ مَعِ النَّافِذَة أُشَاهِدُ النَّاس تَمِرُّ كَمُرُورِ حَبَّاتِ المَطَرِ التّي تَتَقَطَّر على النَّافِذة . بَينَما أُشَاهِدُهُم مع كوبَ قهوَتي
لَفَتَ انتباهي شخصٌ يَشبَهُني مُمسِكاً يداها يَمُرُّون امامي وكأنَّنا انا وَ هي .
أحقاً هَؤلاءِ نحن؟
إنني أسْمعُ حِوارِهِم ولَكِنَّهُم بَعيدين جِدَّاً ، كَيفَ لي ان أسْمع ؟
_أهَذا انا وتِلكَ هي؟
أم انَّ انا لَستُ انا وهِيَ ليسَتْ هي ؟
أروحي هُناك وانا هُنا أمِ العَكس ؟
تَوَقفو فجأةً عِندَ العَامُود الذي إعتَدنا الوُقُوفَ بِجَوارِه .
تِلكَ هي انا مُتأكد !
ولكن هل هذا انا ؟
إنَّهُ ليسَ أنا . ولَكِنَّني أسمَعُهُم بِوضُوحٍ .
أَحِواراتِهِم هيَ أم حِواراتِنا ؟
_لَستُ أنا ، إنَّهُ هو وَلَيسَ أنا .
أرى تِلكَ الإبتِسامة التي إعتادت ان تمنحني هِي .
ظنَنتُ أنَّني مُمَيَّزٌ لِمُجَرَّد أَنَّها أعطَتني هِي . ولَكِن يَبدُو أنَّها لا تُمانع منحها للجَمِيع .
إستمَرَّت بِالنَّظَر إلى عَيناه بينما تقُولُ له .
بِصوتٍ  واضحٍ لِمَسامِعي وكأنَّ تِلكَ الكَلِمة لي وليسَ هو .
_أُحِبُّكَ   .
إبتَسَمَت بَعْدَها ليِبادِرَ الآخر بِتقبيلِها .
سَمِعتُ صوتَ القُبلة . أحسَستُ بِشَفتاها الرَّقيقَتين . وَكأنَّني انا من وَضَعَ القُبلة وليسَ هو .
إبتَعَد عنها بعدَ قُبلَةٍ تَشبهُ قُبلتي إلى حِدٍّ ما .
بدأ صوتُ ضِحكاتُهُم يَعلو .
الآن لَستُ الوَحيد الذي سَمِعُهُم بِوضوحٍ تام ، بل الشـَّارِع بِأكمَلِه .
وكأنَّهُم يُثبِتون أنهُم فخورون جِدّاً .
بدَأتُ بالضَحِك أنا الآخر . أسمَعُ صوتُها وكأنَني هو .
إرتَمت بِحضنِهِ بعدها  .
شَمَمْتُ رائِحَتُها على صَدري وكأن صدرُهُ صدري وليسَ هو .
_أمَسَكَت يَدُهُ وتاَبَعوا التَّقدُّم إلى أنِ إختَفوا واختفَتِ الأصْوَات .
_وَكأنَني أصبَحتُ هو لِبضعِ دقائِق .
أَأنا هُوَ أمْ هِيَ ليسَت هِي ؟ أَانا أنا ؟

حِوَراتٌ بينَنا ،  أَهِيَ مِنْ نَسْجِ خيالِنا أم حقيقة؟ أهِيَ وَهْمٌ يُدَمِرُنا

بقَلَم : آلاء تيت .

وَهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن