كذبة أبريل

الفصل الثالث

'قد يكون الحزن أحيانا السبب في موت الأشخاص ، يسلب منهم مصادر البهجة

قد يكون الاكتئاب عاملا لاستنزاف الروح بشكل تدريجي وفقدان الرغبة بالحياة

اشياء كثيرة بإمكانها جعل النفس البشرية ضعيفة ، هشة ومحطمة...

كثيرون يرون هذا سخيفا! صدقوا كثيرون يقولون أن هذه مجرد مشاعر تافهة يجب قتلها ، وشخصيا أنا من مؤيدي هذا الكلام...

ان يدع المرىء سعادته معلقة بشخص يمكنه سلبه إياها وقتما شاء

أو يجعل آماله معلقة بشيء يمكن أن يفقده بمرور الزمن لهي سخافة بحتة ، غباء من العقل

لكنها النفس البشرية فما عسانا نفعل ؟ البشر! النفس البشرية ؟ العقل ؟ علامات استفهام كثيرة تدور حولها!

لطالما كان البشر وتصرفاتهم لغز يصعب حل شيفراته! ومازال هذا اللغز ليومنا هذا

متقلب المزاج ، مرح ، بارد ، اجتماعي وانطوائي وغيرها من الصفات التي يأخذها الكائن البشري كقناع يخفي به ما بدواخله ، فلا أحد يمكنه معرفة ما بالنفس البشرية غير الكائن نفسه! واحيانا الشخص نفسه يعجز عن فهم ذاته لذا وجد ما يتم تسميتهم " بالاطباء النفسيين"

حسنا هذا مضحك في نقطة ما! كيف ذلك ؟ لماذا ؟

كلها اسئلة عجز العلماء والفلاسفة عن الإجابة عنها و وضعت احتمالات كثيرة عن ماهي هذه النفس وأي عوامل غير مرئية هي التي تتحكم بها

لكن وما يجب علينا ادراكه هو عدم الذهاب للهلاك بأقدامنا و عدم السماح للخافق بالانكسار من اجل ذكرى قد ولت '

__________

"حوادث اختطاف الاطفال المستمرة تبث الرعب بقلوب المواطنين خوفا على ابناءهم ، ولحد الساعة كل الضحايا اللذين تم ايجادهم فارقوا الحياة ومبتوري أحد الاطراف ومفتعل الجريمة أو حتى سببها ما يزال مجهولا"

كان كلام الصحفي خلف شاشة التلفاز بأحد القنوات الاخبارية في بث مباشر يدلي بالحقائق الموجودة لعامة الناس

تابع نجم الأخبار باهتمام ، الان وبعد مرور أسبوع كامل بدأ بفهم التلميحات التي وجدها بالمذكرة وتغيرت نظرته للواقع الذي يعيش فيه ، واقع لم يتخيل يوما أنه يعايشه... فقد اصبح كما لو كان يعيش بجانب لينتقل الان للطرف الآخر من حياة لم يعلم بها ، أسبوع واحد كان كافي ليدرك حجم ما غفلت عنه عيناه...

الان قرر أخيرا أنه حان الوقت لبدأ التحرك ، وأول ما فكر به هو مناداة سراف الذي اكتشف أنه كان موجودا فعلا

خرج من شقته ثم البناية ليغادر المجمع السكني بخطى ثابتة متجها للمنزل الجديد لصديقه... المقبرة

سار بين القبور بهدوء تام حتى وصل قبر الشخص الذي يريده ، القبر الذي اصبح المنزل الأبدي في الحياة الدنيا لفارس

وكما توقع فقد رآه...

امام القبر كان يجلس ارضا ، هزيل ببشرة شاحبة ، شعره الأسود نازل على جبينه جاعلا من ملامحه تفيض نُقيا و حسنا

كان هذا الوصف الدقيق لفارس ، او سراف ففارس قد مات.
لحظات وقفها عند رأسه ليرفع الجالس نظره صوبه دون ابداء رد فعل تظهر على ملامحه

"أمازلت مصرا على البقاء أمام القبر..؟"

"سراف..."

"سألحق بك ، تخلص من الصور و المرايا لنتمكن من العبث.. "
الرد الوحيد الذي تلقاه ليعتبرها نجم اشارة لبدأ اللعبة..

....
يتبع

الفصل لعيون فهد 🙂