لا اتذكر مالذي كنت افكر فيه بالضبط ، أعتقد أنه كان حوارا معي حيث اعتدت أن أجري حوارات كثيرة معي كل يوم ،
و كنت قد انتبهت إلى أن الصباح قد حل منذ فترة ليست بالقصيرة ، خمنت أنها التاسعة أو ربما العاشرة صباحا ،
لكن ما ميز هذا الصباح عن غيره هو هول ما رأيته بعد تفحصي غرفتي متوازية الأضلاع و المؤثثة بقطع متنافرة .. سبب انارتها المشرقة على غير العادة ،
كانت النافذة عارية من الستارة و سماء شديدة الزرقة و الصفاء تمتد من خلف زجاجها ،
و ها أنا مذعور تماما ،السرير الأصفر فارغ ، و الكرسي الحديدي الذي تفوح منه رائحة الصدأ بجانب السرير يشغره جسدي ، و بيننا و بين الخزانة القديمة .. الخشبية العملاقة و التي شغلت حائطا بأكمله مسافة ثلاثة خطوات قصيرة ،
و النافذة بين السرير و الخزانة عارية بلا حياء ، بينما كانت كل يوم محجوبة بستارة من خارج الغرفة دقت زوايا الستارة الأربعة مع زوايا النافذة فلم تجرأ و تحركها الرياح حتى ،
و منذ استيقاظي من شرودي حيث أن استيقاظي من النوم لا وجود حقيقي له .. منذ ذلك الحين و أنا اتنفس باضطراب و أوصالي واهنة ،
انتابني هذا الشعور في تلك الأوقات التي تعرضت فيها للتعنيف ، و أحصل على الوقت الكافي ليدمرني هذا الخوف و الوهن قبل أن يرتكب الجرم بحقي ،
رددت لنفسي
' لما سأعنف و أنا لم افعل شيئا ، فلست أنا من أزال الستارة و لا علم لي بشيء 'و رغم أنه مثل هذه الحجة لن تنقذني إذا أصدر المرسوم بعقابي إلا أنني تمكنت بعدها من استعادة البعض من انفاسي ،
و رحت انظر للسماء بحذر
' ما أجملها ! '
تنهدت بارتجاف و تركت نفسي بحذر شديد للخضوع لسحر الجمال و الحرية ،أشرت لمشغل الموسيقى أن يصدح بأغنية هادئة منعشة و رحت تزامنا مع انطلاق الموسيقى اتمشى في المساحة الضيقة دون أن تبرح عيني السماء من خلف زجاج النافذة ،
لم يعد باستطاعتي الإنتباه إلى مدى شحوب السقف و أعلى الجدران و لا ألوان الأثاث المتنافرة بشكل يؤذي الناظر ، و لا حتى الغبار و فتات الطعام على الأرضية و التصاقها المزعج بباطن قدمي ،
كنت خاضعا لسحر الجزء الصغير من السماء الذي أراه عبر مربع النافذة المغلقة بزجاج محكم و المجردة من ستارتها ،
خاضعا كأني أعيش أسفل تلك السماء لا سقف أو جدارن تحيطني ،
' أنه سحر !... خيال ماله صلة بشيء ! '
و إحاطة نفسي بأي شيء غدا ممكنا بفعل هذا السحر ، أصبحت خلال دقائق أسفل سماء مثقلة بسحب ممطرة بغزارة ،
أنت تقرأ
Hello Min Yoongi
Fanfictionمَرحَباً مين يونغي .. أنتَ تَثِقُ بِخَطِّ يَدِكَ ، ألَيسَ كَذَلِكَ ؟ جميع الفكر تعود إلي ولا أبيح الاقتباس أو السرقة