لقد مرت السنوات الثلاث بعد ركض طويل...
بقيت سنة واحدة لتنهي نور الثانوية العامة وتنتقل إلى الجامعة...
كانت تلك السنوات بمثابة جحيم لا ينتهي...ففي النهار كانت سوزي و الفتاتين يعتبرانها كخادمة لهم ثم الجدة في المنزل...
مهربها الوحيد كان الليل لكن لعنات الحياة لاحقتها أيضا...
كوابيس و أحلام مرعبة عن الناس من حولها جعلت لياليها أكثر ظلمة...
تستيقظ في منتصف الليل باكية تشتاق إلى من يحتويها... عمتها الوحيدة وأستاذتها الحنونة...
الشخصان الوحيدان الذي أحباها بحق، واللذان لم تسمع عنهما شيئا طوال السنوات الثلاث...
--------------------
صباح أحد الأيام
في المدرسةلسوء حظ نور كوابيسها أصبحت تلازمها، ففي السنتين الأخيرتين آنا وكلوي أصبحتا تدرسان معها بالاضافة إلى سوزي...
"نور اليوم ستأتين معنا لنحتفل... إن لم تأتي هذه المرة سأخبر جدتك بأنك سرقت بعضا من أغراضي وسأريها بعضا من صورك الجميلة..." تحدثت سوزي
"لكنك أنت من أعطيتني إياها.." ردت نور بصوت منخفض
"من ستصدق الجدة أنا ام انت يا صغيرة ؟" نطقت سوزي بغرور
"لن أستطيع القدوم ف..." حاولت نور التبرير لكن كلوي قاطعتها
"إذا ستعاقبين " قالت كلوي بابتسامة مزعجة
أخفضت نور رأسها في خوف... طيلة حياتها عندما تطلب شيئا او ترفض فعل شيء ما يكون العقاب كابوسها المؤلم...
"سأجد لك عقابا مناسبا لاحقا والآن إذهبي وأحضري لي علبة شوكولاطة من المطعم وكأس قهوة... أريدها ساخنة إذا تأخرت ثانية واحدة وبردت قهوتي سوف أريك العقاب الحقيقي" ردت سوزي بعنهجية
"وأنا اريد علبة حليب لوز بالشوكولا مع حبة كرواسون " تحدثت آنا وهي تطلي طلاء الأظافر الأحمر الفاقع على أصابع يديها
"وأنا علبة مشروبات غازية باردة " نطقت الأخرى وكأنها تطلب في مطعم
"مازلت هنا... هيا بسرعة" صرخت سوزي في وجهها
ذهبت المسكينة نور تجري لاحضار ما طلبته الفتيات منها فقد صارت تخاف منهن أكثر من الجدة...
لقد اصبحت تابعة لعصابة الفتيات، وجعلوا منها وكأنها خادمتهم الشخصية يلعبون على نفسيتها بأنها لن تستطيع أن تكون صديقة أي أحد إذا تركتهم، وكانوا يقدمون لها بقايا طعامهم التي كانت بالنسبة لنور شيء لم تره من قبل...
وصاروا يهددونها بالصور التي التقطوها لها قسرا...
أنت تقرأ
سبيكة الذهب (مكتملة)
Spiritualمنذ ولادتها والمشاكل تطاردها من حدب وصوب مما جعلها تشكل عبئا على جميع افراد عائلتها، قد كان مهربها من كل تلك المعضلات تفوقها في دراستها .لكن، وبسبب رفقة سيئة آلت الامور الى منحى اسوء.. القدر نفسه اطاح به والفارق هنا امتلاكه لوالدين طيبين ومسلمين...