<4>

154 34 40
                                    

لا تنسوا التصويت فضلًا ☺️
-------------------------------------------

عاد مجاهد ونضال، دخلا البيت ضاحكيْن مشرقين ليجدا رائحة شهية تفوح في أنحاء المنزل، ليهتف مجاهد ..

_ ايش هالريحة الطيبة؟!
_ مقلوبة يمعلم

المقلوبة الفلسطينية بالنسبة لهما من أفضل الطبخات التي تفوح بعبق الأصالة، الطبق الرئيسي لكل يوم جمعة ..

اجتمعت الأسرة بسعادة حول الطاولة يتناولون وجبتهم ويتبادلون أحاديثهم بسعادة، لتأخذ المحادثة منحنًى آخر حول عروس نضال المنتظرة ..

_ بنت الحاج خالد؟!
_ اه يمّا!! اسم الله عليها حلوة وراكزة

احمرّ وجه نضال خجلا وعاد ليغطس في طبقه متظاهرًا باللامبالاة ..

_ بفكر نروح عندهم بكرا، شو رأيك حنين؟
_ نتوكّل على الله

كان نضال يحوم بنظره بينهم ولا يرى أمامه سوى عروسه التي لا يعرف شكلها، أو هذا ما يظنه الجميع ..

**
انتهت فتون من غدائها وساعدت والدتها بترتيب الطاولة ثم عادت إلى غرفتها وجلست على مكتبها كالعادة، فتحت كتبها في محاولة منها للتركيز في دراستها، حين وقع نظرها على صفحة فارغة في أحد الدفاتر، ودون تفكير منها، بدأت ترسم عليها بمهارتها المتواضعة ..
عندما تداركت نفسها، رأت على الصفحة أمامها وجهًا مألوفا رسمته دون وعي منها، شخصية تشبه شخصًا قابلته في مكان ما سابقًا، وعندما تذكرت من يكون أطلقت تنهيدة عميقة وقد عرفت أن نضال لا يخرج من عقلها مهما حاولت ..

أمسكت الورقة وعصرتها بيدها ورمتها خلفها على السرير، وعادت للتركيز في كتُبها ..


اقترب وقت العصر، دخلت إليها والدتها لتخبرها أن تذهب لتشتري بعض الأغراض من البقالة ..

_ حاضر، يلا .. عالقليلة برتاح شوي من الدراسة

وبالفعل، ارتدت حجابها، وخرجت باتجاه البقالة الوحيدة في قريتهم الصغيرة، نعم، نفس البقالة التي وقع الحادث أمامها ..

**
انطلقت فتون في طريقها وهي تدندن بأغنيتها المفضلة، حين مرت من أمام منزل نضال، ليخرج هو من باب المنزل ويجدها أمامه ..
عرفته ونظرت في الاتجاه الآخر وغطت وجهها بعد أن تذكرت ذلك الموقف الذي لا تُحسد عليه، لكنّ نضال قد عرفها إلّا أنّه تظاهر بالجهل والبرود وركب سيارته وانطلق ..

**
في تلك الأثناء، كان رشيد يغسل دراجته النارية، ويصدر أصوات صفير متناغم حين توقف نضال أمامه بالسيارة فجأة ..

_ وحّد الله يزلمة كان دعستني!!
_ لا حاسبها حاسبها

كان رشيد يتمتم بكلمات غير مفهومة، علّه كان يسبّ نضال في سرّه عاقدا حاجبيه

_ يلا اطلع .. ننروح عالأرض
_ مش شايف شو بعمل؟!
_ بعدين بتكمّل

صعد رشيد السيارة بجانبه وهو يتأفف، وانطلقا في طريقهما إلى الأرض لإتمام بعض الأعمال ..

**
كان كلاهما يزيل العشب من تحت أشجار الزيتون استعدادا للموسم القادم، في أرضهم القريبة من أحد الحواجز الصهيونية المُشيّكة ..

_ اخ اخ يا ظهري
قالها رشيد وهو يمدد ظهره للخلف بتعب ..

_ اللي بسمعك بحكي عنك ابن ٥٠ سنة
_ وانت زي المجنون بتضحك مع حالك من الصبح .. خير؟!
_ ولك اخرس
_ بالله تحكي

حمحم نضال بخجل وأردف قائلًا
_ أنا نويت أخطب ان شاء الله
ليرد عليه الآخر بسرور _ يا راجل!! .. ثم بنظرة ماكرة ضربه بخفّة على كتفه
_ عشقااان؟!!

حين رفع نضال الفأس بين يديه ليضربه به، لتجري بينهما مطاردة لطيفة ..

_ تعال جاي تعال، انت شكلك حابب تموت
_ والله كنت امزح

لم يعُد هنا .. 𓂆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن