<9>

118 25 28
                                    

لا تنسوا التصويت فضلًا ☺️
-------------------------------------------

كانت فتون في المطبخ تحضر القهوة حين دخلت إليها والدتها ..

_ يلا يما حبيبتي جيبي القهوة، سلمي واقعدي شوي بعدين بترجعي على دراستك
_ ماشي

تركتها فاطمة وعادت للجلوس مع ضيوفها ..

_ شو وينها الحلوة؟!
_ فتون؟ .. بالمطبخ بتساوي قهوة مشان واجبكم
_ ما شاء الله عليها، الله يخليلك ياها وينجحها يا رب
_ آمين يا رب الله يخليكي

وما ان انتهت فاطمة من جملتها الأخيرة، حتى دخلت فتون تحمل صينية القهوة بملابسها الأنيقة، بمشيتها الثابتة وقوامها الأنثوي وطولها المتوسط، ليلمع شعرها الأسود المموج مع كل نسمة ربيعية تُقبل من النافذة    ..

انحنت الجميلة لتقديم القهوة لرحمة، التي لم تُسقط نظرها من عليها وهي تسبّح وتذكر الله الذي خلق هذا الجمال ..
ثم التفتت لحنين التي شكرتها وهي تتناول فنجانها سعيدة، ليأتي دور والدتها ..

وزعت القهوة على الجميع وجلست قرب والدتها وتشاركت بعض الحوارات مع الجميع، قبل أن تستأذن وتنصرف إلى غرفتها، وبعد أن غادرت رمقت رحمة حنين بنظرات استفهامية لتشير لها الأخيرة إيجابًا بسرور ..

_ بصراحة يختي يا فاطمة، أنا جاي اطلب ايد بنتك فتون لابني نضال، شو قلتي؟!
قالتها دون علمها أن فتون ما زالت تستطيع سماعها ..

**
في هذه الأثناء، كان مجاهد يغط في نومٍ دام لأكثر من ساعتين بعد أسبوع كامل من الضرب والإرهاق والإهانات، فتح عينيه بتثاقل ليرى أمامه أبا كريمٍ أحد رفيقيه في الحبس جالسًا يضع بعض الأوراق على ساقه ويكتب ..

_ شو بتكتب عم؟
_ بكتب خواطر، بمرّق فيها وقتي

فكر مجاهد قليلًا ثم نطق بسؤال ..
_ إنت كم ضايل من محكوميتك عمي؟! يعني كم ضايل لتطلع؟
طرح سؤاله وهو في لهفة لسماع إجابة ترضيه لينطق أبو كريم بما كان يبتغي ..
_ أنا انحكم عليي ٥ سنين، ضايل شهر ونطلع إن شاء الله، بس ليش السؤال؟!

ابتسم مجاهد براحة غمرته عند سماع الإجابة ففي باله أنه وبفضل الله سيستطيع إرسال رسالة لأهله ليطمئنهم عن حاله ..

**
كان نضال في غرفته ممددًا على سريره يقوم بتلقيم سلاحه كالعادة، كنوع من تمضية الوقت، حين سمع صوت فتح الباب قفز خارجًا من غرفته لاستقبالهما بحرارة، ليس من أجلهما بل من أجل الحصول على الإجابة التي يودّ سماعها ..

_ احم .. شو صار معكم؟
_ بشو؟! .. قالتها رحمة متظاهرة بالجهل لإغاظته ..
_ هس يلا منتي بتعرفي!

قالها وهو يلحق والدته في الأرجاء وهي تتنقل هنا وهناك متظاهرة باللامبالاة بينما كانت حنين تنظر إليها وتضحك على طريقته الطفولية ..

_ مشي الحال مشي الحال!
_ شو يعني؟!
التفتت اليه رحمة أخيرًا بضحك ..
_ يعني طلبنا البنت ومنستنى رد أهلها
_ اه؟! .. طيب .. طيب كيف شكلها؟
_ شو بدك بشكلها؟ بكرا بس تخطبها بتشوفها

أحسّ نضال أن كلامه لم يكن لائقًا وحكّ مؤخرة رأسه بخجل ثم استأذن وعاد إلى غرفته ليغرق بالتفكير من جديد، ممددًا على سريره يناظر سقف غرفته بعينين يشع بريقهما وتزين وجهه ابتسامة بلهاء ..

**
في المساء كانت فتون تحاول التركيز في دراستها، لكن المحادثة التي دارت عصر اليوم تقفز في عقلها مرارًا زلا تستطيع إلا التفكير فيها، لتتلاشى الأفكار من رأسها حين تسمع صوت باب المنزل يُفتح ...

لم يعُد هنا .. 𓂆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن