<14>

114 23 27
                                    

لا تنسوا التصويت فضلًا ☺️
-------------------------------------------

طال عناقهما، عندها قرر نضال أن هذا يكفي فأبعدها عنه بلطف، حين لمعت عيناه كأنّما وجد شيئًا مفقودًا، مدّ يده إلى جيب معطفه وأخرج منه علبة صغيرة ..

فتح العلبة وكانت تحوي خاتمي خطوبة واللطيف فيهما كان الفرق في مقاسيهما، أخرج واحدًا مُزَيّنًا بماسة لامعة ووضعه في بنصرها، لتأخذ هي الآخر وتلبسه اياه وهي تتأمل تلك الهدية البهيجة بابتسامة مُشرقة ..

أصبحت فتون زوجة نضال قانونًا وشرعًا، وزفافهما لن يكون إلا قريبًا حين يجهز منزل أحلامهما ويكتمل وتكتمل معه سعادتهما ..

في صباح اليوم التالي، خرج نضال من باب منزله متوجّهًا إلى عمله فرأى ذلك الرجل الواقف أمامه، استغرب نضال رؤيته فهو ليس من سكّان القرية ..

_ لو سمحت عمي بدي أسألك، هون بيت أبو مجاهد؟!
_ وصلت عم، انا اخوه! خير؟

قالها وتعابير التوتر لا تخفى عن نظراته إليه، حين مدّ ابو كريم يده اليه ليعطيه تلك الورقة، تلك الرسالة التي خطّها مجاهد بيديه في ليالي السجن الباردة وأخبره أن أخاه بخير وهو الآن في سجن النقب ..

اتسعت عينا نضال فرحًا، أخذ منه الظرف ليفتحه، إنّه خط أخيه الوحيد! لقد تعرف عليه!

شكر الرجل ودعاه للدخول لكنه رفض وغادر، ثم دخل نضال إلى والدته وسعادته لا توصف بالكلمات ..

_ يما .. يما يما .. حنين! وينكم؟!!

خرجت رحمة وحنين إليه من المطبخ فقد أخافهما صوته الذي يوحي بوقوع شيء سيء ..
_ شو في شو في ؟؟!

رفع نضال الظرف أمامها وردّد بسعادة ..
_ رسالة! رسالة من مجاهد!!

" إلى أفراد اسرتي الغالية، أُعلمكم أنني بخير ولا ينقصني سوى رؤيتكم بخير، إلى أمي، أعتذر لغيابي الطويل عنكِ وعن مسؤولية بيتي، وأعدكِ أنني سأعود لآخذ يديك في قبلات كنت قد خبّأتها لكِ .. إلى زوجتي الغالية ورفيقة روحي ودربي، سامحيني في غربتي فقد ذهبت بلا إذن منكِ، سامحيني إن كُنتِ قد حُرمتِ من أي شيء قد عجزت عن تقديمه لكِ .. وأخيرًا إلى أخي، شقيقي الغالي وسندي نضال، لا أطالبك بشيء سوى الحذر، الحذر، الحذر ! وبعد، أنت رجل الأسرة في غيابي فاتقي الله فيها، كُن أهلًا لمسؤوليّةٍ لم تحملها إلّا الآن" ...

كان نضال يقرأ كل كلمة في رسالة شقيقه العزيز ومع كل حرف تتناثر دموع رحمة وحنين تارة لسعادتهما وتارة لشوقهما إليه، وحين انتهى من قراءتها أعطاها لزوجة أخيه بابتسامة؛ لتحتفظ بها في قلبها، فأخذتها وضمّتها واختبأت في أحضان رحمة وبكت على طول الفراق ..
-------------•♡♡
مضى شهر آخر، وحان موعد إعلان النتائج ..
كانت فتون تمسك هاتفها بيديها بخوف والجميع يجلس حولها بانتظار النتيجة التي ستحدد مستقبلها ..
الساعة ١٠:٠٥ صباحًا وصلت الرسالة المُنتَظَرة وهي تردد ..

_ 89.2

نجحت فتون بمعدّل ممتاز في الفرع الأدبي، أخذتها والدتها في حضنها ودموع الفرح لا تتوقف، وكذلك والدها الذي لم تضاهي فرحتَه أيّ فرحَة أخرى قد شعر بها من قبل ..
حينها رن هاتف المنزل، ردّت فاطمة وقد كانت حنين ..

_ اه خالتي طمنينا!

أخبرتها كل شيء لترمق حنين نضال الذي كان إلى جانبها يستمع إلى المحادثة ويخفي سعادته بابتسامة وهي تعرف ما يحسّ به حقيقةً، أقفلت حنين المكالمة وقالت بمكر ..

_ شو سمعت؟ يلا روح باركلها!

انطلق نضال مُسرعًا إلى الخارج وهو يُجري مكالمة هاتفية مع صديقه، وأثناء فتحه باب السيارة ..

_ معك خمس دقايق ويكون كلشي جاهز، سمعت؟؟!!

أقفل الخط وركب سيارته وتوجه إلى فتون ليشاركها فرحتها ..

كانت فتون تستقبل التهاني والتبريكات من الأقارب حولها حين وصلتها رسالة وقد كانت من نضال ..

_ "مستنيكي برا"

استأذنت من والدتها وخرجت لتجده يتكئ على سيارته عاقدًا ذراعيه بانتظارها، ابتسمت وجرت إليه وعندما رآها فرد لها ذراعيه وكافأها بحضن دافئ، وبارك لها ثم أخذها في سيارته إلى مكان كان مفاجأةً لها ..

**
وصل نضال إلى الوجهة، وما إن نزلت من السيارة حتى غمرتها السعادة لما رأته، رأت فرسًا أبيض أصيلًا بانتظارهما فقفزت بطفولية وهي تسحب نضال إليه ليركباه معًا وقد تقدّم معها وهو يضحك على طريقتها الطفولية البريئة ....

لم يعُد هنا .. 𓂆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن