Dottore x Childe - إن كنت تدعي أنك تحبني

١٠. دوامة من الجنون

هاي... خلونا ندخل بالصافي دغري بدون أعذار ولا شي ههههههههههههههه 😂

قراءة ممتعة.❤️

_________

خرج تنهدٌ طويلٌ ومرهق من بين شفتي دوتوري بينما أخذت أصابعه المرتجفة تدق لحناً نافذ الصبر فوق سطح المنضدة البارد. كانت أعينه مغمضة، ولكنها لم تكن لحظةٌ تحتاج البصر على أية حال.

إن كان وجود تشايد في الماضي مجرد إلهاء، فغيابه أكثر الهاءً.

فتح عينيه من جديد ليحدق بالفوضى التي أحدثتها أيديه أمامه، وكان المشهد بمثابة تذكيرٍ بحالته المتداعية. كانت أنابيب الاختبار المكسورة متناثرة على المنضدة، محتوياتها تختلط وتتسرب من الحواف، كما لو انها تبذل قصارى جهدها للهرب سريعاً من جنونه.

قوم ظهره، شاعراً بوزن تعب الأيام يثقله. مشى بعيداً عن المشهد تاركاً المكان في حالةٍ من الفوضى تماماً كأفكاره، بدون أن يبذل أي جهدٍ لتنظيف الفوضى التي أحدثتها يداه المرتجفة.

كان كل شيءٍ ينكسر بين أيديه مؤخراً.

هذه المرة انزلق أنبوب الاختبار من يده تجسيداً لحالة التشتت التي كان حبيسها. كانت مجرد محاولةٍ بائسةٍ لإبعاد أفكاره عن صاحب الشعر الأصهب الذي ابتلي به، ولكن بدا أن لأفكاره عقلها الخاص بها، تنجذب من جديد إلى الحادي عشر كفراشةٍ تنجذب إلى اللهب، تاركةً إياه شارد الذهن عن المهمة التي كان يحاول القيام بها.

مرت أيام، ولكن ظل عمله دون تقدم. التجارب التي كانت بمثابة إنجازاتٍ يومٍ ما شعرت الآن وكأنها مجرد صدىٍ بعيدٍ لماضٍ لم يعد بإمكانه الوصول إليه. كان عقله ضائعاً في متاهةٍ من المشاعر المتضاربة، متاهة لم تكن لديه الرغبة بالمرور عبرها.

رطب شفتيه المتشققة، آخذاً نفساً طويلاً بأعينٍ مغمضة، ولكن لم يفعل ذلك شيئاً لتخفيف الثقل الذي كان الآن رفيقاً دائماً في صدره. بدا أن عدم اليقين يرافقه أينما ذهب، كتذكيرٍ دائمٍ بالفراغ الذي تركه رحيل تشايلد المفاجئ.

لقد مر أسبوعٌ واحدٌ فقط منذ رحيل تشايلد.

منذ رحيله بكل وقاحة، تاركاً دوتوري في حيرةٍ من أمره وكأنه يقف في وسط رمالٍ متحركة. كان الأمر باعثاً على الضحك، حقاً. كيف كان هنا ثم اختفى فجأة وكأنه لم يكن موجوداً في المقام الأول، متلاشياً من حياة دوتوري بكامل اللامبالاة.

لم يكن الأمر منطقياً بتاتاً. عندما تكلم مع بييرو لمزييدٍ من المعلومات، قال قائدهم أن تشايلد هو من طلب أن يعود إلى ليوي، بحجة أنه ليس لديه أي شيءٍ مهمٍ لفعله في سنيجنايا. ونظراً لعدم وجود مهامٍ تتطلب اهتمام الحادي عشر، وافق بييرو على رغباته.

ولكن ما كان صادماً هو أن تشايلد كان يخطط لهذه الرحلة منذ شهرٍ بالكامل. شهرٌ بالكامل ولم يخبره تشايلد بالأمر مطلقاً، لقد كان يخطط لهذا طوال الوقت.