مقدمة

549 37 2
                                    

لا أعرف كيف يمكنني أن أشرح لكم ذلك، ولكننا سنتشارك
عن قرب قصة صديقنا سامر وهو يعيش أول ليلة من
ليالي امتحانات الصف الثالث الثانوي، وكيف أنه لم يكن
يتخيل أن تلك الليلة قد تأتي أصلا، فلم يكن قد أعد لها
خير العتاد وهو لم ينته بعد من مذاكرة تلك المواد
العلمية التي وبناءً على تقديراته بها سيتوجب عليه أن يلتحق بتلك الكلية التي ستتوفر له من خلالها، ووالده
الذي قد خلد إلى النوم وهو يثق كل الثقة بصبيه الطبيب
الذي لن يخذله في تلك السنة الطويلة التي قضاها فقط
في خدمة سامر.

حيث إنه كان كما الملوك الذين لا يتحركون عن عروشهم
إلا لأمر مهم جدًّا كذهابه إلى تلك التي يسمونها بالدروس
الخصوصية أو غيرها من كورسات التقوية العربية
والإنجليزية والفرنسية، كأنه كان مقبلا على معارك
ستنتهي بتحرير القدس مثلا .

قبل أن نبدأ مع صديقنا الفاشل سامر وقبل أن نكمل تلك
القصة المملة المليئة بفراغات من الفشل وقلة بذل
المجهود، أردت فقط أن أتجه إلى أولياء الأمور مبينا
لحضراتهم أن الحياة لن تنتهي أبدا مع انتهاء تلك الفترة
الدراسية الطويلة، وأنه لا يجب عليهم أبدا أن يقيدوا
أولادهم بتلك القيود الغريبة التي تجعلهم يفقدون الأمل
فيما سيتبقى لهم من حياتهم التي لم يبدءوها بعد، حتى
لا تتراكم عليهم الهموم التي تشيّب لهم الشعور قبل أن
يتمّوا شبابهم حتى .

ورسالة أخرى إلى كل قاريء يظن أنه يعرف ما تحويه
القصص من حبكات أو يتوقع حتى أن تلك القصة التي بدأت بفشل طالب في الثانوية العامة ستنتهي بأنه
سيكون مالكا للمستشفى التي سيعمل بها أصدقاؤه من
الأطباء الذين نجحوا في الثانوية العامة، بالرغم من أنني
لن أجعل قصة لي تنتهي بتوقع أحد إلا إنني سأنصح روح
القاريء بداخلك ألا تأخذ الأمور بتلك السطحية وأنه عليك
دائما أن تكون عميقا مفكرا تعرف كيف تأخذ معاني
الكلمات من قلب كاتبها لا من فمه، وشكرا لتفهمك.
حسنا....

ثانوية خاصةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن