الفتاة و الشاب أسود الشعر

50 3 50
                                    

اِستعدّت لمغادرة جامعتها عصرًا باِنتهاء حصصها ، لملمت أغراضها و أخرجت هاتفها تتفقد شكلها ، آه هناك خصلة متمرّدة تأبى النزول ! يا إلٰهي لمَ عليّ أن أبدو كالتيليتابيز في كل مرة ؟ هكذا حدثت نفسها ..

تمشّت إلى أن وصلت إلى أين تتوقف الحافلات ، أخذت لها مكانا عند الجدار تستند عليه و تنتظر حافلتها في الآن ذاته .. بدأ الملل يلعب بأوتار أعصابها فقررت الدخول إلى واتباد لتقرأ رواية ما ،

و هي خضم أحداث مشوّقة تكتشف فيها ان البطلة ليست بخرساء كما كانت تدّعي طوال العشرين عامًا المنصرمة ، و أنها كانت متورطة مع الثورة بشكل ما مذ كانت تتلاوح في السجون كخرقة بالية لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات ..

صوت بوقٍ متكرر لسيارة ما أخرجها من تركيزها ، لوهلة ترفع بصرها فتجد سيارة سوداء عرفت من مظهرها أنها من بلاد أخرى تقف أمامها ، ترددت ثم بعد تفكير مطوّل ، و لأنه لا يوجد غيرها يستند على الجدار قربها ، ظنّت أن صاحب أو صاحبة السيارة يناديها للاِستفسار عن طريقٍ ما أو شيء هكذا ..

زفرت بملل و اِستياء على قطعها .. فقد كانت في لحظة مهمّة من لحظات حياتها .. العاطفية الروائية طبعًا .

تقدمت إلى السيارة و طرقت على النافذة ثلاث طرقات متتالية تشير إلى العجلة و الغضب ، أُنزل الإطار و إذا به بشاب أسود الشعر أبيض الملابس يطل عليها ، و كان هذا أول ما لاحظته ، حدّقت به هنيّهات قبل أن تسأل : هل لي بمساعدتك ؟

رمقها باِستغراب قائلًا : ماذا ؟

أخذ الغضب يتسلل إلى عصبوناتها فتحدثت بنبرة تنم عن غضب مكبوت : سيّدي أعتقد أنك أنت من اِحتجت المساعدة فأنت تطلق بوقك على مسامعي منذ ساعة !

حدّق فيها بدهشة سرعانما تحولت إلى قهقهات أخذت بالعلو .. اِشتاطت هي غضبًا و قررت العودة حيث كانت و رميه و شأنه في تجاهل فنطق بعد أن أخذ يمسح عينيه من دموع خيالية : توقفي ، كنت أمزح فقط أنا فعلًا كنت أناديك ، أحتاج ان أسالك في موضوع هام جدًّا !

بتر جملته هنا فنظرت إليه بتركيز ترفع حاجبًا بمعنى أكمل ، أخذ شهيقًا يتنهد به ثم نظر بجدية إليها قائلًا : هل أنتِ تينكي وينكي أم دبسي ؟

ثم اِنفجر ضاحكًا .. أمّا هي فقد اِستنكرت كلامه الغامض تتساءل ثم أدركت أنه يحدّثها عن شعرها .. أُحرجت و شعرت بالغضب في ذات الآن خصوصًا و أنه يضحك عليها بصوت عال ..

قالت بغضب يشوبه إحراج : أنت مغفّل و أنا حمقاء لحديثي معك ، أتعلم ، أنا المخطئة كليًّا و الآن سر في حال سبيلك و اِتركني أيها المعتوه الأرعن !

قالت الأخيرة بصوت غاضب مرتفع زاد من نوبة ضحكه ، ثم فعلًا اِبتعدت عن السيارة لتعود إلى مكانها .. أخذت تشغل نفسها بكل شيء في هاتفها .. هو حتّى لم يتركها تكمل روايتها بهدوؤ !

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

{ همسُ هوامِشٍ } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن