الفصل الثالث

497 6 0
                                    

"يفضل احدنا الصمت عندما يصبح الكلام بِلا جدوى"

فتحت سما عينيها المنهكتين من شدة البكاء، تحاملت على نفسها ودخلت الحمام ضربت وجهها بالمياه الباردة لعلها تطفئ قليلاً من إشتعاله، خرجت وارتدت ملابسها ونزلت للأسفل، كان البيت خاليا إلا من عبد القادر الجالس على الكنبة يقرأ بعض الكتب الثقافية
هتفت سما: أين الجميع؟
انتبه لها عبد القادر واجابها: إياس لم يعد للمنزل وزوجة عمك عند الجارة
سما: عمي ارجوك هل يمكنني الذهاب إلى منزل والدي للإطمئنان عليهما؟
عبد القادر فكر لبرهة وبعدها اشار لها بالذهاب ولكنه حذرها أن تأتي قبل عودة إياس لانه لا يسمح لها بالخروج
سما: شكرا شكرا اعدك لن اتاخر
خرجت ركضاً من الباب فمنزل والظها لا يبعد كثيراً عن منزل إياس وعائلته
طرقت عدة طرقات على باب المنزل
هتف والدها بأحد اخوتها الصغار بوجه عابس
يا هذا انظر من بالباب
فتح الصغير الباب وبرقت ملامحه وانطلقت ضحكاته البريئة تُزين وجهه الجميل، انخفضت سما لمستواه وعانقته بشوق كبير
سما: صغيري اشتقت لك كثيرا
اخاها زيد: وانا اشتقت لكِ سما، هل ستعودين للمنزل دائماً؟ نظرت له بحزن واجابت: لا يا صغيري ولكن أعدك بأنني سآتي دائماً لآراكم
زيد: اتفقنا إذاً
دخلت سما واردفت: مرحبا ابي
علاء بعصبية: ماذا جاء بكِ إلى هنا أنا لم أزوجك لأراكِ بمنزلي بعد ثلاثة أيامٍ فقط فأنا لم أشتاق لكِ

انفطر قلب تلك الصغيرة واخيرا استطاعت نطق بضعة حروف: ولكن ابي انا اشتقت لك ولأمي واخوتي
علاء: انظري سما لا أريد أن أراكِ هنا مرة ثانية أفهمتِ.؟
سما: ولكن ابي ارجوك اريد ان اعانق امي وباقي اخوتي
علاء وقد نفذ صبره:  قلت لا أريد رؤيتك هيا اخرجي بسرعة
تقسم أن صوته صم آذانها، أما عينيها فلم تعد ترى بهما من كثرة الدموع التي تغشَّتهما
سما: فهمت، فهمت، سأذهب ولكن أعدك أنني لن أعود أعدك يا .. يا .. أبي

هل هذا هو الأب؟ هل هذا هو السند في الحياة؟ هل هذا هو الكتف الذي تميل الدنيا ولا يميل؟
ماذا حصل في هذه الدنيا هل حدثت في عصر ما أن اباً يطرد ابنته

لم يكن بوسعها أن تنهار فيجب أن تعود لزنزانتها الثانية قبل أن يعود الوحش

تحاملت على نفسها حتى وصلت للمنزل، طرقت الباب طرقات خفيفة تكاد لا تسمع ولكن التقطتها آذان ابرار التي تعمل أكثر من دقات قلبها حتى
نهضت وفتحت الباب رأت مظهر سما المشعث المقهور والدموع تغطي وجهها بالكامل فاكتفت بفتح الباب لها ولم تنبذ ببنت شفة، تقدمت سما لأمام عمها عبد القادر وارتمت بأحضانه وأجهشت في البكاء، كانت شهقاتها تملأ المنزل،احتضنها عبد القادر بقوة وكاد ان يبكي معها بقلبه الرقيق الحنون
تسائل عمها بنفسه، لمَ يجب أن يكون العالم بكل هذه القساوة ؟ ما الذنب الي ارتكبته تلك الصغيرة
حتى تظلمها الحياة بهذا الشكل، اخذ يطبطب عليها حتى شعر بانتظام انفاسها بين ذراعيه
دخل إياس ورأى سما تنام بأحضان والده
تسائل ما الخطب ؟
إياس: ابي ما بها سما؟
عبد القادر: انها متعبة إياس ارجوك لا تعاملها بقسوة انها صغيرة، هيا خذها الى فراشها يا بني لتستريح قليلاً

نزل إياس لمستواها وهمَّ بحملها بين  ذراعيه القويتان وصعد بها للأعلى فتح باب الغرفة بقدمه ووضعها على السرير، لفت انتباهه علامة اصابعه على وجنتها اليمين وزرقة على يدها، شعر ببعض الشفقة لأنه قسا عليها ولكنه لا يعلم ماذا حدث بعدها حتى تصبح بهذه الحالة وتلجأ لوالده لتبكي بيت ذراعيه ثم تنام، أجَّل جميع أسألته حيث يحل الصباح

في منزل والد سما
كانت والدتها تنتحب بشدة من أجل ابنتها فنهرها علاء بشدة
علاء: اصمتي لا اريد سماع المزيد من نحيبك انا لم انجب الفتيات من أجل ألَّا  يجلبن لي العار وقولي الحمد لله أنني رضيت أن تبقى ابنتك في منزلي إلى هذا العمر

ماري: ولكنها ابنتي وانا حزينة لأجلها، يبدو أنها غير سعيدة في هذا الزواج ارجوك علاء لنُعيدها للمنزل

علاء وقد اتسعت عيناه بشدة: ماذا؟! هل قلتِ نعيدها؟ الجميع يعرف أنها ابنتي اتريدين أن تجلبي لي العار، اقسم أنني اقـ،تلكِ انتِ وابنتك دون أن يرفَّ لي جَفن واحد

ارعبتها كلماته صدقت أنه بإمكانه أن يقتلهما فصمتت ويا للعار على أمٍ كهذه ، لماذا أنتِ أم  إن لم تكوني درعاً يحمي أطفالك ؟ هل الخوف سبيل؟
تمردي مرة واحدة عزيزتي ماري واقتلعي ذلك المتسلط من شرورشه، تمردي فحياة العبودية لا تطاق ونحن بإمكاننا أن نعيش أحرار

لم يكن بوسعها سوى اطلاق سيلاً من الدموع التي تنعي بها ابنتها التي ماتـ،ت وهي على قيد الحياة

في منزل إياس صباحاً
صوت رنين الهاتف يدوي في ارجاء المنزل استيقظ عبد القادر وفتح السماعة
عبد القادر: مرحباً، كيف حالك أخي
المتصل: .........
عبد القادر: جحظت عيناه من مكانهما وفرت دمعة تحرق خديه، وسيطر الصمت عليه
واخرج بعض الحروف أخيرا ونطق: ماذا تقول؟
هل ما قلته صحيح؟ حباً بالله اجبني

_______________💛🌸___________________

انتهى الفصل لا تنسو الفولو لتتابعو كل شيء جديد
اعطوني رأيكم بالتعليقات أكمل؟

هل لديكم فكرة عن الخبر الذي وصل إلى عبد القادر عبر الهاتف؟
هل ستبقى حياتهم على ما هي أم أن اتصالاً واحداً سيقلبها رأساً على عقب

لا تنسو تشاركو رأيكم بالتعليقات
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

#تزوجت_طفلة
#الكاتبة_هناء_جمال

تزوجت طفلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن