الفصل الرابع

655 15 8
                                    

عبد القادر: حباً بالله أجبني
المتصل: لقد مرض والدي هذا الصباح وهو يريد ان يراك قبل أن يفارق الحياة فحالته حرجة جدا
عبد القادر وقد انفطر قلبه لمرض والده فهو لم يره منذ مدة طويلة جداً،
كان والد عبد القادر غير راضٍ عن زواجه بحسناء فهو يعلم انها من عائلة لا تناسبهم أخلاقاً، ولكن كما يقول المثل "الحب أعمى" فقد وقع عبد القادر في حب حسناء وابتعد عن عائلته من أجلها فهي خيَّرته بينها وبين عائلته ولسوء الحظ أنه اختارها.

بقانوني لا شيء يساوي العائلة ضعوا الحبَّ وكل شيءٍ جانباً فالوالدين عظماء جداً، ولا يمكننا أن نوافي حقهما مهما فعلنا، لا شيء يستحق أن نعيش وهم غير راضين عنا

عبد القادر قطع الاتصال ونادى زوجته لتُعد حقائب السفر فهو لن ينتظر اكثر سيذهب لرؤية والده مهما كلفه الأمر

في غرفة إياس وسما
تململت سما في نومها ونظرت بجانبها كان إياس يحمل لوحة صغيرة ويرسم شيئاً ما  بتركيزٍ شديد
عبست ملامحها، فأصابها الفضول وتريد أن ترا ما يرسم
فسألته ببرائة وكأنه لم يصرخ عليها ويضربها في الصباح:  ماذا ترسم
تفحصها إياس بنظراته ونطق أخيرا: غير مهم
سما بخيبة أمل: حسناً
إياس: هيا ارتدي ملابسك سننزل لتناول العشاء
سما: لست جائعة اريد البقاء هن.....، لم تكمل كلامها لأن نظرته الغاضبة اوقفتها، لتكمل: حسناً سأرتدي ملابسي
إبتسم إياس بداخله ولكنها لم تعكس على وجهه الجامد أبداً، أفعالها الصبيانية تصيبه بالجنون وكأنه هو هنا لتربية طفلة صغيرة لا زوجة ناضجة

خرجت من الحمام ترتدي برنسه الخاص فلم يستطع رؤيتها أبداً فهي غارقة به من رأسها حتى أخمص قدميها كان مظهرها يحسه على الانفجار بالضحك لكنه تمالك نفسه عندما رآها تتعثر بطرف البرنس الطويل وتهوي ساقطة على طولها دوت صرختها في ارجاء الغرفة، تنهد بصوت عالٍ ونهض لإنقذها من داخل ذلك البرنس العملاق الذي يغمرها بأكملها
انهضها من على الأرض فنظرت له وقد تلونت وجنتيها بلون الدمـ،اء
سما: هل يمكن أن تخرج قليلاً
كانت على وجهه نظرات تسلية فأخبرها بكل بساطة أن ترتدي ملابسها لانه سيدير وجهه للجهة الأخرى

وافقت على مضض او بالأحرى لا تستطيع فعل شيء اخر، شرعت في ارتداء ملابسها وفجأة استدار إياس نحوها فصرخت بشدة واختبأت تحت السرير علماً أنها كانت ترتدي نصف ملابسها إلى أنها بحركة تلقائية اختبأت بخجل
إياس: سما اخرجي بسرعة
سما : لا اريد اذهب من هنا
إياس: سما لا اريد تكرير الكلام اخرجي بسرعة
سما: لن أخرج قلت لك لن أخرج اذهب وانا سألحق بك
إياس نفذ صبره وسحبها من تحت السريرمن قدها نظرت له كالقطة الخائفة وضعت يدها على وجهها
ظنت انه سيضربها كما فعل سابقاً ولكنها في هذه المرة لم تتلقى صفعةً مدوية
نزلا الى صالة المنزل فوجدا حسناء تحضر حقائب السفر
إياس وقد انعقدت حاجباه: امي إلى أين انتم ذاهبون
حسناء: لقد مرض جدك  مرضاً شديداً ووالدك مُصِّر على الذهاب إلى العاصمة لرؤيته
إياس: ليفعل كما يشاء
حسناء: هل ستذهب أنت
إياس: امي هل تمزحين؟ هذا الذي يدعى جدي لقد اذاقكِ الكثير والكثير هل الآن اذهب لأراه

حسناء بحزن مصطنع: يا بني انه يبقى جدك مهمها حدث
إياس: امي ارجوكِ لا تطيلي الأمر لن أذهب
حيناء: كما تريد
عبد القادر: سما وضبي حقيبتكم أيضاً
سما: عمي إياس يقول أنه لن يذهب
عبد القادر : الجميع سيذهب فوالدي طلب أن نحضر جميعاً
إياس: ولكن أبي لا تؤاخذني ولكن لن أذهب إلى ذلك الرجل فأنا لا اعرفه وغير هذا لمَ لم يسأل عنا سوى عند موته، نحن في وقتٍ ما كنا بحاجةٍ له لم يسأل عنا هل هناك مبرر لهذا
عبد القادر: إياس جدك فقط من يستطيع أن يجاوب على هذه الأسئلة ويجب أن نذهب جميعنا وبشكل عاجل ولا أريد جدالاً في هذا الأمر
إياس وقد استسلم لكلمة والده فنظر لسما واخبرها ان تحزم حقائبهم أيضاً
فرت سما مسرعة لغرفتهما لتوضيب الحقائب

وبعد تقرير النصف ساعة انطلقو جميعاً إلى العاصمة، كانت سما تنظر من النافذة وكأنها تودع القرية التي خلقت فيها شعور يلازمها أنها لن تعود إلى هنا فكانت دموعها تتسابق على وجنتيها كل دمعة تودع بها امها واخوتها
فهي في اخر مقابلة لوالدها اخبرها أنها ليست ابنته الحقيقية وأنه تبناها لهذا العمر ولا يريد رؤيتها بعد ذلك، وفي ذلك الحين فقد عرفت سبب معاملته لها بهذه الطريقة البشعة وكان صمت والدتها بسبب تهديد زوجها لها بترك طفلتها في الخارج ان اعترضت على معاملته لها، لذلك فضلت الصمت المطبق على حماية ابنتها

لفتت نظره وهي تبكي بحرقة دون ان تنتبه فحثها بيده فانتبهت
إياس: لما البكاء أيتها الصغيرة
سما: أشعر أنني لن أعود إلى هذه القرية التي امضيت فيها حياتي منذ ان ولدتُ إلى هذا اليوم
سأشتاق لأمي واخوتي
استغرب من عدم ذكرها لوالدها ولكنه تجاهل الأمر
واخبرها انهم سيعودون ولا عمل لهم في المدينة سيذهب. ويرى ماذا يريد ذلك العجوز الخرف وبعدها يعود لموطنه الذي نشأ فيه فهم لديهم نقطة مشتركة فقد نشؤوا نفس النشأة وفي نفس القرية
لذلك اهتماماتها تشبه اهتماماته قليلاً

واخيراً اعلن عبد القادر عن وصولهم إلى قصر العائلة في العاصمة
وكز إياس سما النائمة على كتفه طوال الطريق نامت بعد أن ملَّتِ البكاء وتعبت منه وتعب منها

خرجت العائلة جميعها لاستقبالهم
فخطف القصر انفاس سما المنبهرة في هذه اللوحة الفنية التي أماها،ولكنها لا تدري ما اللذي ينتظرها في الداخل

هذا ما سنعرفه في الفصول القادمة
دمتم بخير💙
__________________________&_____________

اذا اعجبكم الفصل لا تنسو المتابعة ليصلكم كل جديد
ولا تنسو التصويت بنجمة يا حلوين ورأيكم بالتعليقات بهمني جدا جدا😚😍

#الكاتبة_هناء_جمال
#تزوجت_طفلة

تزوجت طفلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن