الثَالِث || بِجَانِبك

16 6 0
                                    

الثَالِث || بِجَانِبك

00:03
-

-تَحت ظِل سَماء مَلِيئة بِالنُجُوم، كَانَت الفَتَاة تَجلِس بِجَانِب مَكَانِها المُعتَاد، بَيّنَما صَوت الهَواء يُدَاعِب عُتمَة اللّيل، سَقَطَت انظَار اُوهَان علىٰ الظِل الّذِي تَشَكَل أمَامَها وَ الدِفء الّذِي يَنْبَعِث خَلفِها لتَقَف وَ تَسْتَدِير،وَاجِدةً عَدسَتاه البُنيّتَان تُحدِقَان بِها-

-كَان الصَمت اِحدىٰ لُغَات الحَدِيث فِي تِلك اللَّحظَة، لَكِن سُرعَان مَا نَطَقَت اُوهَان-

||اُوهَان||
مَن أنت ؟

-عَيّنَا الفتَاة بَدَوَّت تَتوَسَل الإجَابة، بَيّنَما تَنتَظِر الرّد فِي تَرَقُب-

-بَعد دَقائِق، وَقف ذُو الشَعر البُنيّ بِجَانِب الفتَاة مَرة أُخرىٰ، لِيّهمِس فِي هُدوء-

||تشُوي بُومْقِيُّو||
أنَا بِجَانِبك، أنَا مَعِك.

-اتسَعت مُقلَتَا الفَتَاة، بَيّنَما تُحَدِق فِي الآخَر لِتَرىٰ دِفء نَظرَتِه-

-حَالَما مَرَّت دَقَائِق، كُل مَا رَأته عَيّنا اُوهَان كَان السَوَّاد القَاتِم، لِتَستَيّقِظ وَ تُدرِك وَاقِعها مُجَدّدًا،وَاجِدةً رَسمَتِها الصَغِيرَة بَيّن احضَان يَدِهَا-

||اُوهَان||
بِجَانِبي؟ مَعيّ؟

-تَمتَمَت اُوهَان فِي تَعجُب، بَيّنما ضَاقَت حَدقتَاها بِخفُوت-

||اُوهَان||
كَيّف؟

-اغلَقَت الفَتاة عيّنَاها بِعَمد فِي حَاجة إِكمَال ذَلِك اللُغز-

||اُوهَان||
أَرجُوك، كَيّف !

-قَالت اُوهَان لِتَفتَح مُقلَتَاها مُجَدّدًا فِي تَنهد ثُم نَهضَت لِتَتنَهدت وَ تَستَعِد لِجَامِعَتِها-

------

- فِي صَف الجَامِعة الجَدِيدَة -

-كَانَت اُوهَان ذَاهِبَة إلىٰ صَفّها، مَارَةً بِبِضعَة قَاعَات فِي مَمَّر الجَامِعَة-

-بَعد عِدَّة دَقائِق تَنتَهَدت الفَتاة، جَالِسةً فِي كُرسِيَّها ، حَالمَا تَسقُط أَنظَارُها علىٰ زُملَائِها-

-ضَاقَت حَدقَتا اُوهَان حِينَما أبصَرَت شَبِيه لِذِي الشَعر البُنيّ-

-اسَتَقَامَت الفَتاة ذَاهِبة نَحُوه لَكِن قَاطَعها بِدء المُحَاضَرة، تَنَهدت اُوهَان لِتَجلِس مُجَدَّدًا، بَينما أنظَارُها لَم تُغَادِر ذَلِك الشَخص-.

-لَاحَظ ذُو العَيّنَيّن البُنِيّتَيّن تَحدِيق الفَتاة بِه، كَما الأمر لَا يَزال كَذلك، لَكِن قَرَّر الآخَر تَجَاهُل الأمر وَ حَسب-

-بَعد مُدَة مِن الوَقت لَيّسَت بِقَلِيلَة، انتَهَت المُحَاضَرَاتُ، لِيّتَخِذ الجَمِيع إِستِعدَادَهم لِلرَحِيل، تَتَابَعت انظَار اُوهَان مَع الآخَر، لِتَرَاه يَخطُو؛ ذَاهِبًا بَعِيدًا-.

...

حُلم || تشُويّ بُومْقِيُّو. Where stories live. Discover now