4

24 6 5
                                    


الحنين هو حين لا يستطيع الجسد أن يذهب الي حيث تذهب الروح

"دوستويفسكي"
________


يوم جديد لا يوجد به دفيء او حب .. لا ابتسامات حنونه ولا نبضات قلب تشعرها بالأمان ، اشرقت الشمس لدي الجميع عدي هي .. قد غابت شمسها عن العالم الي الابد

تقدم تايهيونغ من مكتب الاستقبال يسأل عنها ، لا تجيب علي الهاتف منذ أن عادت الي منزلها امس وما قابله كان صوت بكاء ريوجين داخل عناق حبيبها وتشكو له بكلمات غير مفهومه وصوت مكتوم وهو يربت علي ظهرها تارة وتارة اخري يُهدئها ويمسح دموعها

اقتربت جوهي من المكتب فور رؤيته بوجه حزين وسألته أن كان يحتاج لشيء ما

"اعتذر ان كان هذا تطفلاً آنستي ، ولكن ما الذي يحدث"

"لا بأس سيدي اعلم انك صديق جي إيون .. قد تغيبت عن العمل اليوم لان والدتها توفت مساء امس"

"الهي فليرحمها الاله ، اتصل بها منذ امس ولكن لا تجيب .. هل لي بعنوان منزلها رجاءً"

"اجل بالطبع ، لحظه واحده اكتبه لك" احضرت ورقه وخطت فوقها العنوان وما أن انتهت قام بشكرها وتوجه الي الخارج فورا ، لن يتركها وحيده في أمر كهذا .. لا سيّم وهو يعلم كيف يكون فقدان الام مؤلم

________

كانت مستلقيه فوق فِراش والدتها ، تعانق آخر ما ارتدته قبل وفاتها أمس ربما تشعر وكأنها مازالت هُنا او تتشبث بما تبقي من رائحتها الدافئه العالقه بتلك الملابس

تناظر السقف بين الحين والآخر وقد غلبها الشرود ، لا تمتلك طاقه للبدء في حلقه البكاء مجددا فقد ذبلت عيناها اللامعه وانطفيء نورها ، واكتسب انفها حُمره لكثرة ما بكت طوال الليل .. كيف أن الامر صعب الاستيعاب ، أن تستيقظ يوماً ما ولا تجد من تحب بجوارك فجأة ! .. لا مزيد من الحديث معه ، لن تستمع الي صوته وضحكاته مجددا ، لن يشاركك حزنك ويربت عليك في اوقات ضعفك ، لن يكون متواجداً لتشاركه ايامك بحب كما اعتدت أن تفعل ، لن يستقبلك بعناق دافيء يُزيح عن كتفيّك هموم العالم ، لن تراه عيناك مجددا إلا في احلامك وفقط .. تلك الصفعه قاسيه من الواقع وصعب علي العقل إدراكها مهما حاولت في باديء الامر

قاطع شرودها صوت الجرس يُعلن عن قدوم أحدهم ، نهضت ببطيء تتجه الي الباب .. ربما من بالخارج يبعدها عن فراغ قلبها الموحش هذا

بالفعل ما أن قامت بفتح الباب ورأت عيناه القلقه عليها بشكل حنون ابتسمت بأنكسار تسمح له بالدخول ، وقد دخل بدون قول شيء لانه يعلم جيدا أن محاولة التحدث وحدها مؤلمه ، جذبها الي عناقه الدافيء يُخفيها به حتي تظهر انكسارها وضعفها معه هو وفقط ، ولم تقاومه بل تشبثت في قميصه من الخلف تبكي بخفوت ، تعِبت لكثرة البكاء لكن هذه المرة روحها من كانت تذرف دموعاً حزناً علي حال قلبها الذي يأكله الألم جاعلاً منه ينزف ببطيء

One for the LOVE .. Two for the GLORY حيث تعيش القصص. اكتشف الآن