Wishes -TK

Twelfth Wish

مرت عدة ايام احاول بها التبرير له
في كل مرة كان يتجنب النظر إلي هو اصبح يتجاهلني و يتهرب مني وفي بعض الاحيان يتجاهلني تماماً
انا لم اسمع صوته منذ اخر مرة كنا بها معاً في منزلي !

هو يرفض الحديث معي لانه مستاء مني
اي انه يعاقبني بهذه الطريقة ؟
يالهي حتى في غضبه لطيف !
لو انني تعرضت انا لنفس الموقف لكنت لكمت الفاعل وجعلته يندم

لكن هو ليس كذلك
هو فتى نقي رقيق ألعن نفسي كل يوم على إحزانه و على تفَوهي بالهراء وجرح فؤاده الصغير انا حطمت ثقته بي هو يعتقد ان كل ما يأتي من قِبَلي عبارة عن شفقة
لكن اقسم ان الامر ليس كذلك بعد الان..

كنت اجلس بجوار سام في استراحة الغذاء
شارد بعيداً، مارك كان يأكل ويثرثر معه و ماري لم تكن موجودة هي اصبحت كثيرة التذمر هذه الايام لكوني حقا كنت مشغولاً عنها افكر في طريقة لاسترداد ثقة ذلك الصغير الذي اصبح من الصعب رؤيته

هو اصبح يتغيب عن الجامعة بشكل غريب
ولم اكن التقي به حتى صدفة في الصباح الباكر ولا بعد انتهاء الوقت المحدد للدوام
ما الذي يجعله يتغيب هكذا على حد علمي هو متفوق و من النادر ان يفوت محاضراته !

اين هو الان هل لديه المشاكل في منزله ؟
لو لم احزنه ذلك اليوم لكُنت صديقه الان
واعرف كل شيء عنه
هو غامض لا يتحدث لكن عينيه كانت تفعل بدلاً عنه تخبرني بأشياء كثيرة لكنني لم اكُن افهمها

هادئ  قليل الكلام، كثير الشرود
لم انسى بالطبع تلك الكدمات التي كان يأتي بها الى منزلي كل يوم لم اتجرأ لاسأله عن سببها حتى !!
يالحماقتي

تنهدت لاخرج من شرودي
على صينية الطعام التي وضعها مارك امامي
: كُل غذائك وتوقف عن الشرود يا رجل !
قال يجلس امامي انا و سام بينما نتبادل النظرات
وقعت عيناي على شطيرة الفراولة ذاتها التي اختار تناولها عن باقي الاطعمة حين دعوته للغداء ذلك اليوم

ابتسمت رغماً عني عندما تذكرت كيف كان يأكلها لاحملها بيديّ
: ماذا يحدث معك ؟
سأل مارك بأستغراب ينقل نظراته بيني وبين سام
: تايهيونق يحب هذه الشطيرة
قلت بهدوء وعيناي معلقة عليها
صَمت الاثنان ينظران إلي بغرابة
: الا تلاحظ انك تفكر به كثيراً هذه الايام ؟
سألني سام بينما يبتسم بمكر وفهمت ما الذي يرمي إليه

: انا فقط اريده ان يسامحني و يعود للحديث معي كما في السابق
قلت بخفوت واضعاً الشطيرة مكانها
ليصمت كلاهما ينظران لبعضهم البعض
: إذن أذهب إليه وقدم له الشطيرة
قال سام ببساطة بعد ان تنهد
: لقد بحثت عنه في كل مكان يبدو انه مُتغيب كما الامس
قلت بينما اعبث في الطعام امامي دون اكله