حُطامُ اللّعنةُ الأولَى

1K 88 143
                                    

سرتُ بأناملَ حثيثةٍ بينَ رواقٍ سترهُ الذّهب ببُقعٍ عديدةٍ حتّى أنافَ ليِ و أستبانَت حُجرةٌ عملاقةٌ تُبينُ هولَ ثراءِ أهلِ القصرِ وَ إسرافهم بالزيّنة و شموخِ الغرفِ و فخامتهم حدّ التوقّدِ الذيِ يُرى من بُعدِ مدَى

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

سرتُ بأناملَ حثيثةٍ بينَ رواقٍ سترهُ الذّهب ببُقعٍ
عديدةٍ حتّى أنافَ ليِ و أستبانَت حُجرةٌ عملاقةٌ تُبينُ هولَ ثراءِ أهلِ القصرِ وَ إسرافهم بالزيّنة و شموخِ الغرفِ و فخامتهم حدّ التوقّدِ الذيِ يُرى من بُعدِ مدَى.

عادَة أنَا محرّمةٌ من دخولِ الرّواقِ الذيِ يضمّ غرفَ أسيادِ القصرِ الذينَ كنتُ عُنصرًا ضِمنهم، بل جُعلت للنومِ بغرفِ الخدمِ الضيقةِ العكرةِ و خدمةُ السيّدة أتونياسِ التيِ أحبّت إذلاليِ رفقةَ إبنتِها الفاسِقة التيِ فاقتَها فسادًا.

و الآنَ أتوجّه بكلّ جسارَةٍ لغرفةِ صوفيَا البشعةِ للنيلِ من شيئ بهَا

داهمتُ سكيِنة الحُجرةِ بصوتِ خطواتيِ الخافتَه و أقداميِ المتلطّخة على الأرضيّة النقّيةِ. فأدمتُ النظرَ لداخلِها أبحثُ بمقلتايَ عن الخزانةِ الضّخمة التِي تُخزّن بها صوفيَا جلّ فساتينِها و قطعَها القماشيةِ الغاليَة التي لم أكسب مثلَها يومًا.

أذكّر أنّي حينَ ذهبت لقصرِ الإمبراطورِ قد أثرتُ شفقةَ النُبلاءِ بحالتِي الرثّة مرتديةً لبَقاياَ أثوابِ صوفيَا الشنيعةِ و بعضهَا المثقوبِ.

سخرَ منّي الجميعُ و هَزأوا من زينتِي التّي كانت مضحكةّ بالنسبةِ لهمّ..لمّ أثرِ غريزةَ أيّ رجلٍ في الحفلةِ أو حتّى عَطفهم، بل بدوتِ مثلَ قمامةٍ ذا رائحةٍ نتنةٍ وسطَ أريجِ الورودِ.

تَنحنحتُ أزيلُ الشعورَ المريقَ الذيِ إستوطنَ صدريِ و تقدّمت أتوغّل أكثر بالغرفة فعثرتُ علَى الخزانةِ الخشبيةٍ التِي لم تمتلكَ مفتاحًا يصونُها من السّرقة.
فمن سيجرأُ على نهبِ شيئٍ من خزانة صوفيَا المسعورةِ ؟ ألا من تاقَ لموتهِ طبعًا.

فتحتها و بحثتُ بروّية عن أَحلىَ فساتينهَا و أبهَاهم فلمحتُ فستانًا أبيضَ بأكمامٍ قصيرةٍ، يتألفُ من قماشٍ ناعمٍ يعطيِ لمحةً بسيطةً و هالةً جذابَة تخطفُ العيونَ.
و لأنّ ذاتيِ أصبحت لا تهابُ شيئا غيرَ الموتِ بطريقةٍ مهينةٍ كما حياتيِ الأولى فقررّت التماديِ أكثرَ بأظهارِ سلطتيِ.

فرميتُ الثوبَ فوقَ فراشِ صوفياَ و إندفعتُ لحمامِها الملكيِ الواسعِ للإغستالِ و إزالةُ القذارةِ عن جسديِ الذي أعتاد الإعياءَ و التعبَ، فأختيِ عادةً ما تكونُ في غرفةِ التدريسِ بوقتٍ كهذاَ تتلقّى دروسًا عن العائلةِ الملكيّة و التّدربَ على الرقصِ.
فيقولُ جاهلونَ عصرنَا أنّ الراقصةَ البارِعة من لديَها حظًا بالزوجِ المترَفِ.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 08 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عَـروس الإمبراطورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن