أرضيّة زلِقة مغمورَة بمياهٍ متعفّنة أسفلَ أقدامِ الجسدِ الساكن و رائحة تثيرُ غثيانَ حواسيِ و تهدّد برغبةٍ ملحّة بالتقيئِ أو حفرُ الأرضيّة بملعقةٍ حتّى أحصلَ على نفقِ نجاتِي و لو بعدَ دهرٍ
و أصواتٌ عاليَة مزعجة كانت تؤرّق نوميِ لدرجةِ أرتعاشِ جسديِ يطالبُ عينايَ بالإنغلاق أكثرَ.في هذاَ المكانِ الدنسِ و المتلطّخ شعرتُ بالكثيرِ من المشاعرِ المألوفة تستكينُ داخل صدِري و تبعثُ الحرَارة و جزءً من الدفّى يمدّ ذاتيِ و لو ببعضِ القدرة علىَ فتحِ عينايَ و تفحّص حيزِيِ و مستقرّي.
لا علمَ عن ما يثيرُ عاطفتيِ و حنوِي فلا شيىَ ينذرُ بالخيرِ ليِ.
أهتزّ جسديِ و إرتعشَ بلفحةٍ من الهواءِ المثّلجِ فهبّ للأعلىَ بلحظةٍ من الإدراكِ لمَا آل بهِ حاليِ.
أيجالسنِي إبليسُ ليقتصّ منّي المزيدَ إثرَ إثميِ ؟ أم أنّ الألهَ عالمٌ بطاهرتِي و عفّتي من الجرمِ الذيِ أُتهمتُ به ؟فتحتُ عينايَ علىَ تلكَ الزنزانة الفارغةِ و المألوفةٓ و جرىَ الدموعُ بتسلسلٍ يخرجُ من عينيِ. أبِعالمِ الأمواتِ الآثمينَ أنا ؟
الكثيرُ من الأحاسيسِ تمكّنت منّي أقصاهَا شعورُ النحرِ و إنفصالُ رأسيِ عنّي.لقدّ متّ أناَ، لقد تمّ غزوُ أرضيِ و أحتلّنِي العدوّ دونَ أن أدريِ..لقد فازَ الأكثرُ مكرًا في لعبةِ العرائسِ و أنتصرت هي عليّ و أهلكت ذاتيِ بوحشيّة.
لقد هُزمت و ضاعَ ثنائيِ و أضحىَ ثلبٌ و ذمّ أماميِ و خلفَ ضهريِ دونَ إلقاءِ قيمةٍ لإنصاتيِ"بلغنيِ صوتُ نحيبكِ اللاّمألوف فحضرتُ لأشبعَ سمعيِ بنغمتيِ المحبّبةُ" أنتبرَ عنقِي لصاحبةِ النبرةِ الشامتهَ و المفعمةِ بالمقتِ و البغضِ نحويِ. كانت المتكلّمة فتاةً معتدلةَ القوامِ، عينيها بنّية تميلُ للإصفرارِ كأعينِ الصقرِ، حسناءُ بشعرٍ كسبائكِ الذهبِ بطولٍ متوسّطٍ.
أعينها المصفرّة تراقبُ عيونيِ الدامعة كأسدٍ إشتهَى نهشَ الفريسةٌ و رصّ عظامهَا ثمّ ردمُها أسفلًا دونَ تركِ شيئٍ يكشفُ عن أثرٍ لي.
"صُو-صوفيَا ؟" نطقتُ بعدمِ تصديقٍ من ما تراهُ عينايَ، أهيَ سرابٌ ؟ أم أنّ كرههَا ليِ جعلهَا تلحقنيِ حتّى لأكثرِ الأماكنِ قتامةً و تحطيميِ ؟ أمّ أنّها أذنبتْ و أنضمت أكراهًا ؟
"لا تتلفّظِ شيئاً غيرَ رجاءٍ لإخراجك من الزنزانةِ، لا مزاجَ ليِ لسماعٍ شيئٍ غير ذلكَ" تنحنحت بغرورٍ و دفعت شعورَ الغرابةٍ بعيدًا.داهمتنيِ الصدمةُ و الدهشةٌ فرمقتُ محيطيِ الذيِ باتَ مألوفًا أكثرَ ممّا كان، هذه الزنزانةُ التِي أعتادت صوفياَ و أمهَا حجزيِ بها أذّ ما قمتُ بعملٍ سيئ و طائش، أو بهدفِ تحسينِ مزاجهمِ بسجنيِ.
مالذيِ أفعله هناَ ؟"لا أعلمُ أنّ لكِ الجراَة للأقبالِ علىَ طرحِ فكرةِ التقدّم بكونكِ عروسةً للأمبراطورِ أيتها اللقيطَة البائسةُ، أمّ أنّ غروركِ المعتادَ لم يقدرّ على التواريِ و الغيابِ و إزاحةٌ مكانٌ لمن يستحقّ ؟"
هتفت بأهتياجٍ و حنقٍ ريثمَا تقبضُ على يديهَا بشيئٍ من الغلّ
أنت تقرأ
عَـروس الإمبراطور
No Ficciónإبتداَ الأمرُ حينَ تقدّمت لمحاولةِ نيلِ لقبٍ نبيلٍ مرموقٍ و أكونَ زوجةً للإمبراطورِ. لكن لمْ أدركِ كيفَ أنتهَى بي الأمرُ أمامَ المقصلةِ ريثمَا يصيحُ الحشدُ بالقصاصِ بعدَ أن سُميت بالمذنبة الآثمةِ التيِ حاولت تسميمَ الإمباطورةِ المستقبليّة أنجليكَا آ...