هُـــدنـَــة لعــَالَـم آخـَــر- ℳ

569 32 13
                                    

˚₊‧꒰ა ⚚ ໒꒱ ‧₊˚

𓍢ִ໋⚚  𝒜  𝒮ℯ𝒸ℴ𝓃𝒹  𝒞𝒽𝒶𝓃𝒸ℯ  𓍢ִ໋⚚

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

𓍢ִ໋⚚  𝒜  𝒮ℯ𝒸ℴ𝓃𝒹  𝒞𝒽𝒶𝓃𝒸ℯ  𓍢ִ໋⚚

(؟؟؟) : حالتها الصحية تتدهور يوما بعد يوم.
(؟؟؟) : لن تدوم طويلا نتمنى لها الشفاء.
(؟؟؟) : ياالهي لا تزال صغيرة.

أستئنفت تعاليق الممرضات حول حالتي الصحية بعد ثواني من دخولهم غرفتي رفقة طبيبتي الخاصة التي بدورها القت علي بعض الكلمات "لـلتخفيف" عني و عن حالتي النفسية -كما تعتقد-، فغدا صباحا اليوم المعلوم لإجراء عمليتي الاخيرة، ارمق بمقلتاي شجرة الكريسماس من زجاج شرفتي، يقفز الاطفال بفرح لرؤيتها مزينة شوارع اليابان، يلتقط الجميع صورا معها مرتديين أجمل الملابس و أرقاها إحتفالا برأس السنة لهذه الليلة الباردة.

بذرات الثلوج تزين الارضية ككومات قطن متفاوتة الاحجام، تحمل ايادي الاغلبية علبا مزينة كهدايا اعز الناس، بينما تلتقط اناملي شتات قلبي المهشم مغادرا قفصي الصدري، تنفست الصعداء ارفع ناظري لسقف حجرتي، دموع تغادر جفوني و قد ارتوت بصورة لا ارادية.

مرت الدقائق كأنها ساعات لا تفنى، النعاس الشديد داهمي لاغرق في نوم عميق، إستيقظت منه بخمول على صوت الممرضة التي دلفت لغرفتي مسرعة.

السابعة صباحا، تكلمت الطبيبة كثيرا و قد اكتفيت بهز رأسي بنعم، احسست بدفئ يديها الناعمة فوق خاصتي الباردة كالصقيع، ابتسمت بلطف و حنان، فقد كانت هذه طريقتها الدائمة في زرع المخدر داخل جسمي و بعد دقائق من العملية نمت لاول مرة.. براحة، أشعر بطمأنينة تداهم فؤادي، و تسلب روحي بهدوء و ببطء شديد لأخوص في ظلام حالك لدقائق قبل ان أرصد ضوءا خافتا من بعيد، كالامل عند مغادرتك نفقا اغرقتك ظلماته كسجين بين اربعة جدران سُجِنتَ.

لم تتعود مقلتاي على اشعة الشمس الحارقة و ضوءها الساطع ما جعل مهمة فتح جفوني اصعب، فقد ظننت لوهلة أنني قد أفقد بصري، نهضت بسرعة مغمضة أعيني، ليصطدم راسي بجبهة شخص ما، أسحب كلامي، لا اعتقد انني ارتطمت بكائن حي فلا يمكن ان تكون الكينونة المصطدمة بها شيئا غير حجارة او جدار صلب كدت ان افقد قدرتي على السمع و النطق على إثره، و أظن انني نسيت اسمي أيضا، فتحت عيني اليمنى، إرتوى ناظري الى الكينونة الجاثية أرضا امامي ممسكة راسها، تأوه الرجل بألم، خصلاته شقراء غطت ملامحه المتألمة،

(؟؟؟): اهعغ اردت فقط التاكد من كونك حية!
-شكرا ما الذي تعتقده الان؟
نظر لي باستغراب، ارمق جبهته المحمرة، ملامحه مضحكة، لم اتوقع ان استمتع يوما بتعابير شخص متألم، مد يده امامي :
(مايكي) : اسمي مانجيرو لكن ناديني مايكي، ما اسمك؟

لم اجب لثواني فقد كنت مستديرة أستكشف المكان حولي، جالسة على رمال البحر الهادئ، الم اكن داخل عملية لتوي؟ أرتدي زيا مدرسيا، لم ارتده قط في حياتي، كان تفكيري مشوش، غيمة رمادية وهمية بدأت بالتشكل فوق رأسي إثر تفكيري المتشائم الذي سرعان ما سحبني منه المدعو (مايكي) ملوحا يداه أمام وجهي.

(مايكي): هههااااييي؟؟!!
-اوهه؟
(مايكي): زيك يحمل اسم..

إنتفضت من مكاني أجري قبل ان ينطق بإسمي، لم أشعر بمثل هذا الشعور قط، تلعب الرياح بخصلات شعري نافذةً عبرها، وجدت نفسي أصرخ بفرحة، الابتسامة ترفع زوايا شفتاي، لم أجري هكذا سنوات مضت، أغلق جفوني، أستنشق هواء البحر مستمعة لمعزوفة إلتطام موجاته معا.

هذا الحلم... لا أريد الإستيقاظ منه قط !

أعدت الصراخ بفرح، لا اتذكر آخر مرة ارتفعت نبضاتي من سعادة جامحة كالتي داهمتني الان، عندما كنت في التاسعة من عمري ربما؟ تحسست طرق فؤادي قفصي الصدري بيدي اليمنى، و هذه المرة لم تكن نوبات مؤلمة كعد عكسي يستنزف وقتي فوق هذه الارض، او سجن حيث وجب علي ملازمة الفراش في غرفة إستحوذت على مساحتها الآلات والمعدات الطبية، بل كنت أتذوق و أخيرا طعم الحياة، طعم الحرية.

(؟؟؟): اذا كنت لهذه الدرجة مستمتعة بوقتك لما لا تشاركيني هذا الشعور الذي يجعلك تصرخين هكذا؟

إلتفت إثر سماعي صوته المؤلوف، راكبا دراجته CB250T، صوت هديرها هو ما كان يسمع كاسرا الصمت بيننا، لم أكن جيدة بالتعبير عن رغباتي او بالحديث بشكل مباشر مع الغرباء، لكن هذا الشخص أشعر بالانتماء بقربه و بدفئ يجتاح قلبي رغم برودة جسدي، إبتسمت بخفة أركب الدراجة النارية خلفه.

-إنطلق مانجيرو.
(مايكي): أخبرتك بأن تناديني مايكيي!!
-لن تكون أجنبيا بتغيير إسمك ! مهما حاولت فستظل مانـ.جيـ.روو~

تعالت صوت ضحكاتي عند رصدي إياه عابسا ينفخ خدوده بطفولية، سرعان ما توقفت ضحكاتي عند إحساسي بجرس الإنذار يقرع بداخلي، هذا الغبي لن يخفض السرعة إلا عند قتلي ! لا تقلقوا لن أموت بعد أن أعطتني الحياة فرصة أخرى للعيش، و أشعر بأنني لن أكون وحيدة هذه المرة.. بفضله.

˚₊‧꒰ა ⚚ ໒꒱ ‧₊˚

© 𝓍𝑒𝑒𝓃𝓈𝓌𝓎𝓊 ₊⊹
ᴬˡˡ ʳⁱᵍʰᵗˢ ʳᵉˢᵉʳᵛᵉᵈ

₊⊹ لا تنسوا الفوت - النجمة والتعليق بين الفقرات...قراءة ممتعة !

بتــلاَت الـوردة الجــُـورِيــةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن