مُساعدَة المَجهول

1K 86 161
                                    



بِسمالرَحمـٰن الرَحِيم:

.

.

اِبن بَاديس الهَريَة| قَسنطِينَة:

فِي يَوم ربيعِي ، حَيثُ تتَلاقَى الجَماليَّة الطَبيعيَّة الخَلابَة معَ الأَلوَان الزَاهيَة التِي تعمُّ المكَان.. تتَزينُ الحَدائقُ وَ المُروج بأَزهارِ الرَبيع المتَنوعَة وَ تنبُت الأشجَار الخَضراء التِي تعطِي للمَنطقَة طابعاً رائعاً وَ جمِيلًا. يُمكن رُؤية الأَزهَار المُتنوِعة تتَفتَح بين الشَوارع و المَيادِين، مِمَّا يُضفِي جَواً مليئاً بالحَيويَة وَ النشَاط.. يُمكن للسُكان و الزُوّار التَمتُع بمُشاهدتهَا.. فِي قسنطِينَة، الجَوهرَة التَاريخِيّة فِي الجَزائِر، تتَألقُ الجُسور المُعلقَة كأَحدِ أَبرَز معَالمِها... تَرتسِم هَذه الهَندسة المِعمَارية الرَائعة بَين السَماء والأَرض كأَوتار علَى قمة خيَالية. تَتخلّل المِياه الهَادرَة تحتَها، تعكِس أنوَار المَدينَة البرَاقة فِيها، مُضيئةً المَسار للعَابرِين و الزَائرِين، و تُضيف للمَكانِ سحرًا لَا يُضاهى

و فِي سَاحة ثانوِيّة اِبن بَاديس و بخُطوات رزِينة كَانت عَائدَة إلى قِسمهَا بَعد اِنتهاء الإسترَاحة ، تَألّقت بحِجَابها الفضفَاض و سِترها لذَاتها وَسط مُجتمعٍ اُكتسَحتهُ المُتبرّجات و المُتزَيّنات تَحت ردَاء التَفتح، رُغم رَأسها المَرفُوع بشمُوخ و خطوَاتها الثَابتة كَان بصَرها لَا يُبارح الأرضَ لحَيائها.. توقَفت لنِداء أحَدهم عَليها و حَالما اِستدَارت لمحَت الأُستاذة رِيهام أستَاذة اللّغة العَربيّة خَاصتها تُناديها "نُور الإيمَان أ بِإمكاني الحصُول عَلى مُساعدة مِن طَالبتِي المُفضلّة؟"

"لَا يُمكِنّني أن أرفُض لكِ طلباً و أنتِ تستَخدمين نقطَة ضُعفي.. تَعلمِين أنّني أحب مَن يُنادِينِي بإسمِي الكَامل"

فَرّت من المُعلمَة ضِحكة خفِيضَة قَبل أن تعُود للحَديث مَعها "و كَيف لَا أعلَم و أنتِ مُفضّلتي.. أُرِيد مِنك أن تُساعدِيني فِي حمل هذَا الصندُوق إلَى قَاعتكم فكَما تعلمِين لدَيّ حصَة مَعكم و سنقُوم اليَوم بقرَاءة الرسَائل مجهُولة الهُويّة التِي طَلبتها مِنكم آخر مرَة"

هَزّت الاخيرة رأسهَا مُوافقةً كلَام أستَاذتها تأخذ الصندُوق عنهَا متوَجهةً إلى صَفّها و مَا إن دَخلَت رُفقة الأستَاذة سَاد الهُدوء المكَان حتّى قطَعته الأستَاذة رِيهام بكلَامها " بِسمِ اللّٰه الرَحمَـٰنِ الرَحِيم
الحَمدُ للّٰهِ ربِّ العَالمِين، وَ الصَلاة وَ السَلامُ عَلى أَشرَف الأنَبيَاء وَ المُرسلِين، نَبيِّنا مُحمَّد وَ عَلَى آلِه وَ صَحبِه أَجمَعين، وَ مَن تَبعَهُم بِإحسَان إِلَى يَوم الدِّين أمّا بَعد طُلَابِي الأعزّاء حِصة اليَوم لَن يكُون فِي درس... "

أستَودعُك اللّٰه. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن