النهايات بدايات جديدة

9 3 3
                                    

تخلصت من حرجها و ربتت على كتفه بخفة

" أنزلني "

توقف و أفلت ساقيها لتنزل من على ظهره و الآخر توجه لآلة البيع بغرض إحضار شيئ بارد

" هاكِ "

عبر بكلمة واحدة دون تكلف أو رسمية و هو يقدم لها العلبة المعدنية الباردة لتهمهم الأخرى في تساؤل . وضع العلبة على رأسها لتنظر إليه بتعجب و هي تفكر لما قد يخاطبها هذا الوغد المجنون دون رسميات بينما لم تر وجهه إلا منذ أقل من ساعتين للمرة الأولى ألا يتخطى حدوده كثيراً ؟

" تحدقين بي كمن يرى قرداً يشتري من آلة البيع " قال و هو يفتح المشروب الغازي و يرتشفه متكئ على الجدار شابكاً ساقيه وذراعيه

أتكأت بدورها على الحائط أمالت رأسها تنهدت ثم أرأيته من قبل

" كيف تشعرين الآن ؟ "

" أنها مجرد كرة طائرة ، كان عليك الإستمرار باللعب لست سبب أصابتي على أي حال "

" لقد كنت عذراً مناسباً للمغادرة لقد استغللت الفرصة و حسب "

" من الواضح أنك تفكر كثيراً قبل أن تتكلم "

وضع على وجهه ابتسامة متكلفة صغيرة ليرد بسخرية

" أليس كذلك ؟ "

" ألن تعود للملعب ؟ "

" لا رغبة لي في ذلك كما أنها آخر مباراة للفريق لا معنى لها لن تطأ أقدامنا الملعب مجدداً سواء فزنا أم خسرنا ... لا أعلم لما أخبرك بهذا حتى أنا أثرثر كثيراً مع غريبٍ قابلته للتو "

صمتت وحدقت بالعلبة لفترة ليسأل الآخر

" ألن تردي ؟ تجعلين الوضع غريبا "

" كان الصمت ردي "

أنهت شرب العصير و مشت نحو الجهة المقابلة من الرواق الأبيض الطويل لترمي العبوة في سلة القمامة ثم حدقت به مباشرة

" ليس عليك الإعتذار و ليس علي شكرك نحن متعادلان "

ذهبت دون أن تلتفت للوراء مما تركه في حيرة

" هذا ما اعتدت أنا على قوله "

غادر و هو غارق في أفكاره ناحية غرف تبديل الملابس ، فتح الصنبور لينزل الماء من المرش صوت القطرات و هي تصطدم بالأرضية الباردة الشعور المنعش الذي يخلفه الماء عند انزلاقه على بشرته الصمت الصارخ الذي يضاعف حساسية المرء أجواء قد تجعلك تفكر بشأن التفكير . حتى لو كنت هلام بحر لا عقل و لا قلب ستفكر بشأن أي نوع من الطحالب ستختبأ به أو أي مجس ستستخدم لصعق السمك المار .

كان الأمر أكبر من ذلك بالنسبة له لقد فقد شيئاً أمتعه لفترة من الزمن الآن بالتأكيد عليه ملأ ذلك الفراغ فكل طفلٍ بحتاج لعبة جديدة إن كسرت القديمة هل عليه الإلتزام بدراسته و حسب ؟ هذا ما خطر بباله لأقل من ثانية لكنه قتل تلك الفكرة قبل أن تولد أين المتعة إن إلتزم بفعل شيئ واحد ؟ لقد كان سبب وجوده في الحياة جعل الناس يتساءلون إن كان يملك ستاً و ثلاثين ساعة بيومه . كما أنه لا يحتاج للتركيز على دراسته أنه ممتاز بها بالفعل عليه ترك بعض الفرص للآخرين و هو لا يفكر بذالك خداعا لنفسه بل هو صادق ،أنه جيد بالفعل ، لا يدرس كثيراً لكنه يحرز درجات عالية ملفه مملوء بكافة أنواع الخبرات  و برفع أصبع واحد ستتهافت عليه شتى شركات المعلوماتية و علوم الحاسوب لذا بالتأكيد عليه تجريب شيئ جديد ممتعٍ و مسلٍ

the way to fix your broken heartحيث تعيش القصص. اكتشف الآن