فوضى .. هذا تماما ما لطّخَ أول يومٌ رَمضاني
كانَت والِدتي في كُل مكان، تُنظِف هُنا، تُرحِب بِمَن هُناك، وفي مكانٍ آخَر تطبخُ الإفطار.. بالطبعِ نالَ الشارِع ذات القَدر منَ الفوضى كانَ الأطفالُ والشُباب بمُختلفِ العُمرِ والمَلمَح في الشارِع يُنظِفونَ زواياه ويُعلِقونَ زينَة رمضان، أُحب زينَة رمضان، أُحبها وهي تلمَع كالنُجومِ على شُرفتنا ونحنُ في عِناقِ الليل، أُحبها وهي عندَ مدخلِ منزلنا تصطَف على الباب من فوقِ رؤوسِنا، وحينَ يُؤذِنُ المغرِب تَجِدُها مُضاءَة وأجهَلُ للآن إن كانت تِلقائية أم بفعلِ فاعِل.
أدركتُ لاحقاً، أن حتى فعلٌ كهذا كُنا نُثابُ عليه لتعظيمِ شعائِرِ الله والفَرحَةُ بِها ونشرُ أجوائِها في أعماقِ الأنفُس.
وكانَ منَ المُستفِز جداً فَتحُ الهاتف خلال أولُ أيامِ الشهرِ المُبارَك فتجد أولئك الذينَ لا يفعَلونَ سِوى النوم حَتى المَغرب يَتشارَكونَ " لم أشعُر برمضان، إنها أيامٌ حزينة " بدلاً منَ التهاني ، ذاتُهم الذين لن يَظهروا سِوى أول أيامِ العيد لقولِ أنهُم 'لا يشعرون بفرحةِ العيد ' أولئكَ أفنوا حياتهُم في الحُزنِ وسُيفنى! لكن إن كانوا اختاروا الغَم، لمَ اختاروا نَشرُه لمَن في غِنى عَنه؟
على كُلٍ.. خِلال هذهِ الأجواء شاركتُ والدتي وإخوتي في إعداد الافطار وتجهيز المائِدة، الاعتِناء بدُنيا بالطبع والشياطينُ الصِغار، والصبرُ سِر مَكنوني طامِع في الثَواب عليه.
بِحُلولِ عَصرِيَّةُ اليوم، والذي بالمُناسَبةِ كانَ صِيامُ أول يوم كما أعلنَت الفَتوى المَصريّة أمس، أجدادي كلهُم هُنا، خالاتي وعماتي يتصَنعونَ الوِدية، الأطفال القِردة ينتِفونَ كُل ما يقع أمام مرآهَم والبُقعة التي كُلما نُظِفَت تتسِخ، والسُؤال المُستَفِز يتداوَل وينتقِل من لِسانٍ لآخِر ' صايِم ولا زي كُل سنة؟ ' ثُم يبدأ بالضحك ضَحِكة سلو موشَن
اللهم إني صائم، اللهم إني صائم
استغفر الله والحمد الله والله أكبر
صَبر أيوب يا ربكي لا أقتُل عبد من عِبادِك !
" اللهم إني صائم "
تَطيرُ هذهِ الكَلِمة في الأجواء ترتَطِمُ بالحائِط ثُم تُرد، هذهِ المرة خرجَت من الثُغر الجاف لعَمتي التي تُحادِث خالَتي على ملبَس إحداهُن حتى استشعرَت الغَيبَة والنَميمة كادَت تَقتحِم الحِوار فأسرعَت بطردِها.
خرجَت مِني ضحكة مَكتومة، بينَما راحَت عَيناي تتنقَل بينَ هذا وذاك، لازلتُ أتساءَل، ما السرُّ الخَفيّ في تجمع الجَمع الغَفير أول يوم رَمضان كُل سنة في منزلنا نحن؟
أنت تقرأ
حُبكٌ يَهْوَى الصِّر - قصة إسلامية.
Short Storyلن يتنرَنجَح عن خُطاهُ فلقُ الصُبح فما بالُه يَشهَدُكَ مَغبوطاً مَهموما؛ هل أُغلقَ بابُ التَوبَة أم حُرِّمَت عليكَ الجنة وكُتبت في صحائِفُكَ النار؟ يا صَديقي إنما هي أيامٌ وستمضِي، فاختَر بِحكَمةٍ كيفَ سُتُقدِم لحياتك. ˏˋ°•*⁀➷ • مُشارِكة في: #مس...