عند الساعة الخامسة فجرا ،سمعت أصوات جرس تعلوا في مستشفى طرابلس. وما إن إنطلقت الممرضات باتجاه الغرفه حتى يجدن أن الصوت
منبعث من غرفه (چآنا) گانت فی غيبوبة منذ خمس أشهر وما إن وصلت الممرضات حتى بدأت تتمتم بي (dónde estoy ) (أين انا)
(چآنا) فتاه ليبية الأصل من أم اسبانيا ، في العشرينات من عمرها ، تسكن في منزل متواضع مع والدتها في سيتجس قريه تبعد عن برشلونه حوالي 35 كم
بعد أن تركها والدها وهي لا تزال جنين في رحم امها، وبعد أن ولدت اخبرتها والدتها بأن والدها قد توفي قبل ولادتها بأشهر ، وقد فعلت ذلك لكي لا تتعلق
بي بصيص ضعيف من الأمل .
وكانت (چآنا)تفتخر بعروبتها ودينها التي لم تعلم عنهما سوى الاسم ، وعندما كانت في الابتدائيه
كانت فتاه يغلب عليها طابع الذكوري الخشن ، حيث كانت أكثر فتيات جيلها تتمتع بالشجاعة ، وهذا الطبع الذي اتعب والدتها كثيرا
كانت المدرسه لابد من أن تبعث لها استدعاء اسبوعيا.
وعندما دخلت الاعداديه تطور معها هذا الطبع حيث أنها قد كسرت قدم زميلها في الفصل
بسبب أن المعلمه طلبت منهم موضوع انشاء ، فكان موضوع زميلها (زاك) عن الإرهاب في الإسلام
فلم تتحمل (چآنا) ماقاله فاعتبرته إهانة لها حتى وأنها تكاد تملك من الإسلام اللقب فقط ، فقد تركته حتى الاستراحه المدرسيه
وترصد له وقامت بمشاجرته وكسر قدمه ؛ فكان هذا الطبع وكأنما لحماية نفسها وممتلكاتها لا أكثر وعندما استعدت المدرسه والدتها
فقامت بمقاطعتها ولم تتحدث معها لمده ثلاثة أيام لتتعظ مماحدث فكان هذا قاسي جدا على چآنا ...!
لأنها كانت متعلقه جدا بوالدتها لأنها لاتملك غيرها .
وعندما دخلت چآنا الثانويه كانت تحلم أن تصبح الكابتن (چآنا) وقد تحصلت على مجموع يسمح لها بالدخول لكليه الطيران
ورغم أنها تتمتع بأنه ساحره وجمال خلاب الانها كانت تجمع بين صفات الفتاه الشرقيه والغربيه ، وتتحدث
الاسبانيه الفصحاء والليبية العامه.
وعندما بدأت الدراسه في الجامعه في برشلونه كان الوضع جديدا عليها ..
بانتقالها من منزلها ووالدتها إلى السكن الجامعي ، وكانت لا تعرف أحدا من الطلبه هناك
وبعد فتره وجيزه من بداية الدراسة تعرفت على فتاه تنوسيه تكبرها بعام تدعى (سماح)
وأخذت سماح تعرف چآنا على الجامعه وصديقاتها وكذلك المدرسين في الجامعه
وكانت سماح ذات الطبع كثير الكلام الذي لا يتعب ابدا ، بينما كانت چآنا قليله الكلام .
وكذلك فراق والدتها لم يكن بالشئ السهل لديها ، في اليوم الواحد تهاتف والدتها من 6 إلى 7 مرات
وقبل النوم قد تتصل معها عبر السكايب لتطمئن عليها ، فكان هذا له تأثير إيجابي عليها حيث أنها اقتربت
من الله أكثر فبدأت بتأدية فروضها كامله دون تقصير ؛ فرغم أن چآنا ولدت في اسبانيا إلا أنها كانت تعشق
التراث الليبي ، وعندما علمت بهذا سماح فعزمت چآنا على امسيه شعريه ليبيه كمفاجأه لها بمناسبه عيد
ميلادها وعندما تجهزت لتذهب معها ، شعرت بتوعك في معدتها فطلبت من سماح تأجيلها الي يوم آخر
فغضبت سماح وردت قائله ( اسمعي انا مانجمش انأجلها ،، كيفان انأجلها وهي مره في عام )
فقالت چآنا لها سأذهب :ولكن بشرط مانطولوش أكثر من ساعه وانروحوا..،
وعندما وصلتا إلى المطعم المقام فيه الأمسية دخلتا مسرعتين فوجدتا أن الامسية قد بدأت واذا بشاب ليبي يلقي قصيده
في الجزء الأخير منها
ولم تجدا طاوله تجلسان عليها من شده الازدحام...
فقالت سماح غاضبه : انت آسبب (انتي السبب)
فوجدتا طاوله خلف الشعار مباشرة
وانتصتا إلى القصيده
انتي سمحه ..واصلك معروف ..عليك الخوف ..انتي سمحه ماكيفه ريت عليك خديت ...انريدك كي لميه عالزيت
انريدك اتكوني حلالي وأم عيالي...
انتي سمحه...
وصفك موش كلام قصيده .. غلاك انريده. . شريته بالغالي وانزيده ...غلاك ماهو ساهل صيده
انتي سمحه....
والزول غزال ....شينك حال...
زولك ماشلته من البال
انتي سمحه... والصيت شريف كيف الكيف
ربيعك ماداناه خريف
انتي سمحه......
وكانت سماح و چآنا خلفاه مباشره
فتحمست چآنا جدا مع القصيده وكانت تطلب من سماح بالتصفير بالنيابة عنها
لأن المرض قد منعها من ذلك..
وما أن انتهت القصيده حتى قالت چآنا إلى سماح
(Este hombre guapo oriental ) (هذا رجل شرقي وسين)