الحلقة الأولى

23 4 21
                                    

أعزائي المتابعين مرحبًا بكم بحلقة اليوم و كالعادة عليكم البحث عن الفاعل لنسلمه للعدالة و ننال مكافئة.

إنتحار شاب فالعشرين من العمر، و السبب لا يزال بأيدي أهل المتوفي.
و لكن عزوا معي اخ الشاب المنتحر.
طه أعزائي الحارة لك على وفات أخيك بهذه الطريقة البشعة و ندعوا لكم بالصبر.
طه: شكراً لك صديقي علاء و نسأل اللَّه الغفران على روحه...
علاء: أعلم أن الأمر يصعب عليك و لكن أود منك أن تشرح لنا و بشكل مفصل عن حياة أخيك محمد لربما نفهم سبب إنتحاره.
طه: محمد لم يكن أخي بالدم فقط بالكان صديق عمري، صندوق أسراري...

اليوم المنشود، دخول أمي للمستشفى لولادة أخي محمد. ترصف الجميع أمام غرفة العمليات، تعالت أصوات الفرح و التهنئة ولكن كأن كل هذه الأصوات هدئت فجأة عند سماع صراخ أمي و أنين الآلات، تملكني الرعب خشياتًا فقدانهم! بحثتُ عن أبي لأختبئ بين أحضانه لربما يطمئن قلبي. إرتميت بين يديه الدافئة و هدئت على كلامه المطمئن.
لقد صغيرًا في الخامسة من العمر، لم أفهم أن صراخ أمي كان فرحًا لمولدها الجديد و ليس تألُمًا.
صرخة غير مألوفة، تعالت و تلاها الهتافات من العائلة، صرخت ما حلَ بأمي؟! لم ينتبه لي أمري أحد، الجميع إنشغل بتقبيل والدي و القول له مبروك يا أبو طه.
خرجت الطبيبة تقول لأبي تستطيع الدخول لترى فرحتك، نظر لي أبي و قال ( الا تريد أن ترَ آخاك يا طه؟)هززت برأسي منصدمًا و تسابقنا على من سيراه أولاً انا أم ظلي!
أعترف أن الأمر أشبه بالحب من النظرة الأولى، لم أكتفي بالنظر إليه فقط بل حاولت رفعه ولكني لم أكن بتلك القوة آنذاك لذلك إكتفيت بالنظر إليه و ملاعبته...
الأيام التي تليها كانت أجمل، أما مع السنين بدأت تسوء العلاقة بيننا رغم أنه لم يكن واعٍ عما يجري حوله إلا أنه سرق مني الأضواء و لم يكتفي حتى بعدَ مماته!
محمد لم يكتفي بسرقة الأضواء مني لا بل كان يسبب لي الكثير من المشاكل في أيام المدرسة.
علاء: ماذا تقصد أنه يسبب لك المشاكل في المدرسة، اتعني انه يفتعل مشكلة و تقوم بحلها او شيئًا من هذا القبيل؟
طه: ليت الأمر يقتصر على هذا، محمد طوال حياته لم يتوقف عن إفتعال المشاكل و في النهاية انا من ينال الجزاء عنه لكن هذا لا يهم الأهم أنه كان سارق!
علاء : سارق؟!
طه: أجل كما سمعتني تمامًا، كان سارق لسعادتي و سارق حبي. حب حياتي!

نور  كانت زميلتي و موعيدة معي في الجامعة، و كانت تربطنا علاقة صداقة لأنني لم تكن لي الجرئة الكافية للإعتراف لها عن حبي الذي دام سنوات.
بيوم من الأيام كنا أنا و نور في إستراحة الجامعة نتناول الغداء معًا كعادتنا كل يوم و لكن اليس مألوف في هذا اليوم هو أنَ محمد كان هناك مع اصدقائه يتناول الغداء أيضاً و لحظة رؤيتي تسارع نحوي و رفع السلام لي و لها ثم ذهب و قبل أن نطلب الطعام بثوانٍ، عاد حاملًا معه ثلاث وجبات. فعله لم يكن غريبًا بالنسبة لي لأنه شخص كريم على حسابي طبعًا. إبتسمت له و شكرناه و من دون عزيمة جلس معنا و شق طريقه في كلامه المعسول و طبعاً لم يوجه حواره لي بالكان موجهًا لنور.
تناولت طعامي بهدوء و أنا أشاهد كلاهما مغمورين بالضحك و أنا أعيش في كهفٍ ما من طارقٍ على بابي غير العامل طالبًا الحساب بعدما أنهينا الطعام. ناظرت أخي كان لايزال منغمسًا بالحديث مع نور.
دفعت الحساب و وقفت مستعدًا للعودة تبقى لي بضعةُ محاضراتٍ.
نظرت لي نور بعسلُ عينيها و هي تقول " هل إنتهى وقت الغداء؟"
طه: للأسف أجل.
نور: لم أنتبه للوقت فعلاً.
محمد: لا عليكِ نلتقي ثانيًا.
نور: بكل تأكيد!
بأقل من ساعة إستطاع محمد أن يقوم بما عجزت عنه طوال خمسة سنوات! ربما كان أجرء مني أو أن حظه كان أوفرًا.
رافقتهم الأيام بين مقابلات و محادثات، أما أنا لست منهم و ليسوا مني!
في ليلة عصيبة كنا نتكلم أنا و أخي و إنزلق بحديثها و أخبرني عن حقيقة علاقته مع نور و أنه لا يُحِبها كل ما في الأمر أنه يتسلل معها فقط و بينما نتحدث أخبرته إذ علم والدها بالأمر سيقتله أو يقوم بأي حيلة و يزجه بالسجن لأن والدها ليس رجل عادي  بالأنه مسؤول كبير!  لم يهتم كثيرًا بكلامي و لكنه أخبرني أنه سيتركها قريباً.
لا أدري ماذا حدث بعلاقتهم و لكن مرّ شهر على كلامنا ذاك، و لكن كل ما أعرفه أن نور أصبحت تتغيب كثيرًا عن محاضراتها و لم أعر الموضوع أي إهتمام ظننت أنها تواعد محمد.
لكن بعد فترة أن أمرٌ ما حل بها  و دخلت بحالةٍ صعبة من الإكتئاب.
حاولت أن أحاورها عن السبب و لكنها أبت أن تتكلم و من ذاك الوقت لم أسمع عن أخبارها و لم أراها في الجامعة و أظن أنها تركت التعليم.
إلى هنا تنتهي قصة محمد و ما من دارٍ عن سبب إنتحاره، أرجوا من الجميع أن يساعدني على معرفة السبب لربما يطمئن قلبي و أتقبل الأمر...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 22 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نشرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن