واحـداً مـنـهـم

805 64 74
                                    

جوّ دآفئ لِلغاية،
صوتُ زِيت الأحطاب الذي يحترِق كانْ كترنِيمَات
ملآئكية مبعًوثة في الحُلم الذِي يزُورُها.

إنّها في جنّة بيضآء، لِحافُها من الإستبرَقِ ومرقُدها من السُحب الناعِمة.

تطفُو داخِل بلّورةٍ من الصابُون القّزحِي في
فراغٍ سماوِي مُنعش ومرِيح.

حتّى أدركُها شيء من الوعِي فتذبذبْت الزرُقة الهآدئة التي كانِت
تُحيطها وإلتقَطت عينيها عندما فُتحْ جزء مِنها سقفٌ بُنيٌّ مآئل،
تصنعُ نارَ المِدفئة وهجاً بُرتقالي بدَى كالمُعجزة في الجَمال،

فأغلقَت عيناها براحةٍ مجدداً، تنتظرُ الغرق في جنتها على أنغامِ الحطب الدآفئة من جديد. كانْت الشرارتُ أعلَى نارِها تصطدِم وتتعانْق بحبٍ إلى أن تتلاشَى وتفنَى.

لكنّها أعادت فصلَ جُفنيها بهدوء مرةً ثانِية عندَما عادَ رُشدها،
ذلِك سقفُ منزِل! آخر ما تتذكّره هوَ أنّها أقفلت عينيها قوياً قبلَ أن تستمِع لصوت تفجُّرٍ قاسِي وتفقدُ وعيها إثرّه.

كانت تشعُر بالتخدّر الغير عادِي في كل بِقاع جسدها للدرجة التِي أعجزتها عن التحرُّك،
فلم تميّز إن كان من كثرةِ الألم، أم للجوّ الذي هي بِه، جوُّ مليء بالراحة بعدَ تعبٍ ورآئحةُ الخُزامَى تتخلّل النسمَات المُحتجَزة معها داخِل الغُرفة،

لحِظت أنّها علَى أريكة، فجانبُها الأيسرُ تُقابله المدفئة ويمينُها ظهرُ الأريكة
يحجب عنها رؤية تفاصيل ومساحة الغُرفة كلُها التي تقعُ خلفه،

فظنّت أنها ف أحدِ مُعسكرات القواعِد، لا بدٍ أن أحدهم عثرَ عليها وأتى ليُساعدها وذلِك يحدث شآئعاً.

كانَ جسدُها ممدّد، يدُها موضوعة فوق كفِ الأُخرى المُرتاحة على بطنها بطريقة مهُذبة،
أحدهم جعلَها تنامُ على تلِك الوضعيّة،

كمَا وأخلعهَا طبقة ثِيابِها الفوقيّة،
فوجدَت نفسُها ترتدي سُترة صوفيّة وبنطال ناعِم أُرجوانيان،
وهي الطبقة من ثيابِ التسلّق التي تكونُ على جِلدها مُباشرة، ثمّ تُرادفُ فوقها العدِيد من الملابس المُقاومة للبلَل بأكثر من طبقة.
لإخفاض درجة الحرارة في المُرتفعَات كإيفرست.

لكنّها الآن ليسَت في العرآء،
لم تكُن تحتاجُ سوَى لذلِك اللحاف الصوفِي المُلقَى عليها،

كانت بصددِ العودة للنوم دون أية فضول عمّن وجدها والمكان الذي هي بِه،
وذلِك حتى قفزَ لعقلها غلين والوضع الخطِير الذي كانَا فيه
فإنتفضَ ظهرها لتستقيمَ فجأة
دوناً عن إرادتها

مصير قارص | J.JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن